رواد الحفلات الصاخبة في الضفة الغربية قلقون من أن فوز حماس قد يعني تغييرا في أسلوب حياتهم
رويترز - يناير 27، 2006
رام اللـه، الضفة الغربية - "اليوم بالموسيقى، غدا بالبنادق،" ينكـّت عامل الحانة (البار) باسم خوري أثناء خلطه لمشروب كحولي في حانة بمدينة رام اللـه.
التجمهر المسائي لرجال و نساء بملابس أنيقة، يستمتعون بالطعام، المشروبات، و الموسيقى الصاخبة، بات أمرا اعتياديا في الحانات و النوادي في هذه المدينة، و هي المركز السياسي للفلسطينيين، و أكثر المدن تحررا في الشرق الأوسط.
المشروبات الكحولية متوفرة بكثرة، و النساء اللواتي يرتدين الجينز و الاحذية ذات الكعب العالي عددهن يضاهي عدد اللواتي يرتدين الحجاب الكامل.
و في أثناء المساء، يدور الحديث بين الروّاد على الموضوع الساخن -- ما اذا كان الفوز الصاعق لمسلحي حماس الاسلاميين في الانتخابات الفلسطينية سيؤدي الى وضع حجاب على أسلوب الحياة الحر هذا.
"اذا أعلنوا دولة اسلامية مثل ايران، أتوقع أن الكحول سيتم منعه، و أماكن كهذه ستنقرض عن الوجود،" يقول عامل الحانة خوري.
القلق أيضا يدور حول ما اذا كانت الموسيقى سيتم منعها اذا قررت حماس تطبيق إسلام محافظ، بينما البعض الاخر قلقون من العنف الذي سينتج عن الصراع بين المسلحين من حماس و فتح.
"بعض الناس لهم مخاوفهم، و البعض لا مخاوف لديهم. لا نعلم ما سيحدث و لكن أشعر بأن كل شيء سيكون على ما يرام مع حماس،" يقول وسام، و هو صاحب محل يبيع فيه الخمر و الكحول الاخرى.
حماس، التي فاجأها فوزها في الانتخابات مثلما فاجأ غيرها، لم تعلن بعد عما اذا كانت ستدمج ايدلوجيتها الاسلامية مع قوتها السياسية الجديدة.
البعض يقولون أيضا أن مجرد كون حماس وصلت الى سدة الحكم سيكون له تأثير على فلسطينيي رام اللـه.
"بانتصار حماس، ستكون النساء أكثر محافظة بالنسبة لملابسهن، حتى و ان لم يكن هناك قانون يقضي بذلك،" تقول ديالا من رام اللـه.
و يمكن لفلسطينيي الضفة الغربية أن ينظروا الى أشقائهم في غزة ليلاحظوا كيف يمكن اعتماد نظام اسلامي محافظ بين ليلة و ضحاها.
في بداية الانتفاضة الفلسطينية الاخيرة ضد الاحتلال الاسرائيلي في عام 2000، قام راديكاليون اسلاميون بإحراق حانات و فنادق تقدم الخمر في غزة.
و قاموا بتكسير زجاجات الكحول و الويسكي في الشوارع.
آخر مكان يمكن ايجاد الكحول فيه في غزة، نادي الأمم المتحدة، و الذي فتح أبوابه فقط للأجانب، تم تفجيره في ليلة السنة الجديدة هذا العام و لم يفتح أبوابه بعد.
النداءات الدولية التي تدعو حماس الى الاعتدال بالنسبة لموضوع الدولتين الفلسطينية و الاسرائيلية، و بالنسبة لمسألة الكفاح المسلح، يتفق معها هؤلاء الفلسطينيين أيضا، الذين يقلقون من موقف حماس من مسألة تطبيق نظام اسلامي صارم.
"إما ستقوم حماس بإجبارنا على اتباع نظام صارم، أو أن تصبح أكثر اعتدالا بالنسبة لموضوع الدولة الفلسطينية،" يقول نديم خوري، صاحب خمارة الطيبة.
هو الان يفكر فيما اذا كان سيبدأ ببيع "بيرة" غير كحولية.
((ترجمة سريعة))
(المصدر بالانجليزية)