أما لماذا خلق الله الانسان فهذه يمكن أن نجد لها أكثر من جواب من الاديان السماوية إلى الأرضية.

لكن ما لم أفهمه للآن أو بالأحرى لم أجد له جوابا: لماذا خلق الله الحيوان؟ خصوصا أنه حسب ما خرجت به من نقاش بخصوص "الأرواح عند الحيوانات" أنها ليست خالدة وبالتالي فلن تحاسب ولن يكون مصيرها لا جنة ولا جحيم. أي أن دورها دنيوي بحت.

فسؤالي هنا هو لماذا خلق الله الحيوانات؟

هل يا ترى يوجد جواب ديني لهذا أم أن العلم يندرج ضمن ما لا يعلمه إلا الله؟

أهلا :
قال الله تعالى:
وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون وعليها وعلى الفلك تحملون


قال الله تعالى:
وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين


قال الله تعالى:
الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن الله كتب الاحسان على كل شيء، فاذا قتلتم فأحسنوا القتلة، واذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته

مرحبا Hajer

شكرا جزيل الشكر على جوابك وهو واضح والآيات صريحة لكن هل هذا فعلا هو الجواب النهائي؟ على الأقل بالنسبة للمسلمين على أمل أن أسمع من الزملاء المسيحيين.

ولكي لا يقع سوء فهم فالزميلة Hajer أرادت أن تقول من خلال هذه الآيات أن الحكمة الالاهية من خلق الحيوانات هي خدمة الانسان فيحصل على حليبها: "نسقيكم مما في بطونه" ولحمها: "ومنها تأكلون" والتنقل أو السفر: "الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها" إلى غير هذا. أي بلغة أخرى الحيوانات مسخرة لخدمة الانسان.

أرجو تصويبي إن أسألت الفهم زميلة Hajer

الاشكالية التي أراها مطروحة من خلال رد الزميلة هاجر هو كيف نفسر التضارب الموجود بين القول أن الله خلق الحيوانات من أجل الانسان بينما نعلم جميعا أن الحيوانات موجودة قبل مئات الملايين من السنين قبل الانسان.

إذا كانت الحكمة الالاهية ترمي إلى جعل الحيوان مسخرا من أجل خدمة الانسان فكيف نفسر وجود الحيوانات قبل وجود الانسان على الأرض؟
ماذا كان الدور الذي تؤديه في ذلك الوقت؟
فكروا معي في الدينوصورات مثلا وهي تحكم العالم قبل 150 إلى 200 مليون سنة. ماالهدف الالاهي من خلقها ثم افنائها؟

ثم هل جميع الحيوانات هي بالفعل مسخرة من أجل الانسان؟
هناك ملايين الملايين من أنواع الحيوانات من مختلف الفصائل على وجه الأرض فهل جميعها مسخر حقا لخدمة الانسان؟
الأسود؟ الجرذان؟ الذباب؟ الثعابين؟

أعتقد أن بعضها مسخر لاحاق الضرر بالانسان لا نفعه.;)

أما ما نعتقد أنه مسخر من أجل الانسان فقد كان في الحقيقة مثل بقية الحيوانات يعيش حالة الوحشية الطبيعية لكن الانسان في فترة ما تمكن من ترويضه واستغلاله (حسب ما يقوله المختصون من العلماء).

إذن لنحاول حاليا الاجابة على هذاالسؤال:

لماذا خلق الله الحيوان على وجه الأرض ملايين السنين قبل خلقه للانسان؟
طبعا على اعتبار أن جواب "خلق الله الحيوان ليسخره من أجل الانسان" هي إجابة خاطئة تم تجاوزها إلا إذا ما كان هناك اعتراض على تجاوزها.

تكوين 1:
20 وقال الله لتفض المياه زحافات ذات نفس حية وليطر طير فوق الارض على وجه جلد السماء.
21 فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات الانفس الحية الدبّابة التي فاضت بها المياه كاجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه.ورأى الله ذلك انه حسن.
22 وباركها الله قائلا اثمري واكثري واملإي المياه في البحار.وليكثر الطير على الارض.
23 وكان مساء وكان صباح يوما خامسا
24 وقال الله لتخرج الارض ذوات انفس حية كجنسها.بهائم ودبابات ووحوش ارض كاجناسها.وكان كذلك.
25 فعمل الله وحوش الارض كاجناسها والبهائم كاجناسها وجميع دبابات الارض كاجناسها.ورأى الله ذلك انه حسن.
26 وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا.فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض.
27 فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه.ذكرا وانثى خلقهم.
28 وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدبّ على الارض.
29 وقال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الارض وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا.لكم يكون طعاما.
30 ولكل حيوان الارض وكل طير السماء وكل دبّابة على الارض فيها نفس حية اعطيت كل عشب اخضر طعاما.وكان كذلك


نفهم من النص السابق أن الله خلق الإنسان على صورة وشبه الله ليتسلط على الحيوانات بسائر أنواعها .. أى أن هذه الكائنات جميعاً خُلقت لكى يتسلط عليها الإنسان ... فالله نصب الإنسان سيداً للطبيعة الحيوانية ولكنه بسقوطه تمردت عليه هذه الطبيعة كما تمرد هو على سيده الله

زميل Abanoob

أعتقد أن ما جاء في كلامك لا يجيب تماما عن التساؤل

وها أنا اسأل السؤال بشكل آخر:

هل خلق الله الانسان قبل الحيوان أم الحيوان قبل الانسان؟

الجواب الذي أعتقد أن لا خلاف عليه بين الجميع هو الحيوان قبل الانسان.

وسؤالي هو كيف يخلق الحيوان قبل الانسان بملايين السنيين إن كانت الغاية هي تذليلها للانسان؟



والسؤال الثاني:

ماذا بخصوص الحيوانات الغير مذللة أصلا للانسان (الذباب، الأسود، الجرذان، الخ.) بل بالعكس التي هي خطر على الانسان ولا يمكن بأي حال أن يستغلها في أي شأن؟ ماالحكمة من خلقها؟ (إن كان لها خالق بالطبع لأن ملايين الملايين من اصناف الحيوانات ومثلها من النباتات بعضها يعيش في عوالم خاصة به يعيش ويموت بدون أن تكون لا أي صله له باي انسان واي بحيوان آخر يشكل في حد ذاته سببا للتساؤل حول غاية موجدها من وجودها وحسب رأيي إذا انعدمت "الغاية" سيكون ذلك حرجا على المؤمنين بوجود إلاه الذي هو مبرر كل غاية)

بعض الكائنات الضارة أو الغير مفيدة للإنسان من وجهة نظرك تساهم فيما يسمى بالتوازن البيولوجى ( و من المؤكد أنك قد سمعت عنه ) ... أى أنها مفيدة للإنسان بطريق غير مباشر ...

أما من خلق أولا : الإنسان أم الحيوان فهذا لا يعنينى فى شئ...

فربما خلق الله الحيوان أولا لحكمة ما ... كما أنه يوجد قول بوجود كائنات أخرى قبل خلق الإنسان ( إنى جاعل فى الأرض خليفة )...

و أعتقد أيضا أن خلق الحيوان قبل الإنسان لا يمثل بأى وجه من الوجوه دليلا على عدم وجود خالق

أنا أوافقك زميلي "عبد الله عز و جل" تماما بخصوص التوازن البيولوجي لكن وكان هدفي أن أصل لهذه النتيجة في مقابل إلغاء فكرى تسخير الله الحيوان للانسان لاني ارى أنها الأساس التي ترتكز النظرى الدينية عليه في حين نرى أن الحيوانات موجودة ملايين السنين قبل الانسان ثم إن رأي الباحثين والعلماء يقول أن كل الحيوانات كانت تعيش حالة الوحشية الطبيعية وأن الانسان في مرحلة ما تمكن من ترويضها لخدمته وهو ما ينفي التسخير الالاهي للحيوان من أجل الانسان. فهل توافق هذا الرأي الذي يتعارض مع فكرة التسخير الالاهي للحيوان من أجل الانسان؟ أعتقد أن هذا الأمر مخرج جدا للمؤمنين (مسلمين ومسيحيين) لأن هناك تضاربا واضحا بين رأي العلماء وبين رأي الدين.

الكشف عن أصل ترويض الحصان:
http://news.bbc.co.uk/1/hi/sci/tech/2129182.stm
إذن فالله لم يسخر الحصان للانسان بل الانسان بدون الحاجة لإلاه تمكن من ترويض الحصان بمرور الزمن بنفسه


والقطط:
Evolution of supercats
http://news.bbc.co.uk/1/hi/sci/tech/2001913.stm
"After 7,000 years of domestication, cats are very different from their wild relatives"

يمكنك مراجعة هذا المقال أيضا:
http://news.bbc.co.uk/1/hi/sci/tech/218473.stm
Domesticated animals

From the earliest days of human evolution, the relationship between man and beast has been close. Initially, animals were hunted for their flesh which became a vital source of energy.

As cultures became more complex, animals were domesticated and at some time in the past, humans began to exploit animals for their milk.
الذي يحاول تحديد تاريخ بداية استغلال الانسان للحيوان من أجل الحليب وفيه كما ترى نسف للحقيقة الدينية بخصوص التسخير الالاهي للحيوانات. فهذا ترويض وليس تسخير.


كما أن وجود الحيوان في عالم يخلو من الانسان يدعو للتساؤل: خذ مثال الدينوصورات التي عاشت لملايين السنين بدون أن يكون هناك شيء يدعى ابن آدم، هل خلقها الله أيضا من أجل إفادة الانسان ولو بطريقة غير مباشرة كما جاء في كلامك. كيف يفيد الحيوان الانسان وهذا الاخير غير موجود من أصله؟

ولكي لا يتشعب الموضوع أكثر أرجو من الزملاء التركيز فقط على مسألة التسخير في مقابل الترويض.

مع خالص شكري للجميع

لا تعارض زميلى العزيز

فالله لم يقل انه خلق الحيوانات فقط لتسخيرها لخدمة الانسان
بالاضافة الى ان التوازن البيولوجى من الممكن اعتباره تسخيرا للانسان من حيث افادته

و من ناحية أخرى ... فالبقر مثلا لا يقوم اهالى الارياف بترويضه حتى يستطيعوا شرب اللبن منه

و من المعروف ان الانسان البدائى استعمل الحيوانات مثلا كوسيلة نقل كالثيران و الحمير و غيره

و إذا كان اعتراضك على حكاية الترويض و التسخير ... فأعتقد انهما لا يتعارضان...
فالله وهب للإنسان عقلا استطاع به ترويض هذه الحيوانات...
كما استطاع ان يصنع السنارة أو الحربة لصيد السمك...
فمن طبيعة الانسان و فطرته التى فطره الله عليها هو مقدرته على التكيف مع الظروف المحيطة....

أهلا

و ما المانع أن يكون الله خلق الحيوانات قبل الانسان بملايين السنين ثم خلق الانسان و كرمه بالعقل و جعله يسيطر و يستمتع بالحيوانات و بالأرض، في القران الله يقول سيجعل خليفة في الأرض، يعني الانسان يتحكم في كل شيء و يخلف في الأرض