حسني مبارك بلا منازع

بعملية حسابية بسيطة تقوم فيها بجمع عدد المنتفعين من نظام حسني مبارك ممن يطلق عليهم القطط السمان (بضع مئات ) ، زائد زعامات الإخوان المزلمين (بضع مئات أخري ) زائد أدعياء السلفية (بضع آلاف) ، زائد صغار لصوص المحليات (بضع آلاف) ، زائد زعامات الكنيسة القبطية (عشرات قليلة) وتطرح هذا المجموع من عدد سكان مصر لتحصل علي عدد من لا يريد حسني مبارك ولا عصابته في سدة الحكم.

بتلك العملية تجد أنك تطرح آلاف من عشرات الملايين وأن ما تطرحه هو أقل بكثير من الخطأ الحسابي المقبول في تعداد الملايين وبذلك فإنك ستكتشف أن أهل مصر كلهم لا يريدون حسني مبارك ولا عصابته في سدة الحكم ، هذا من منظور حسابي بحت .

يتفق في ذلك الجميع: مسلمون وأقباط وعلمانيون.

فلماذا إذن يستمر حسني وعصابته في الحكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

السبب الحقيقي .... عجز المعارضة
المعارضة الإسلامية
والمعارضة الوطنية (يعني العلمانية بأطيافها)

كلهم لم يدركوا بعد أسس اللعبة السياسية للتغيير :

الشخص البديل
والبرنامج البديل

وإن كانوا – مجتمعين أو فرادي – مدركين وغير قادرين فلا أري أن أيا منهم يمارس محاولة اكتساب تلك المقدرة .

.... لا بد أن يتجسد أمام الناس شخصا بديلا تري فيه بديلا ملموسا يوحي بالمقدرة في شخصيته التي يجب تتسم بالتحدي للرئيس الحالي ... بل وتتفوق عليه (مادة رئيس) .

.... ولا بد أن يري الناس بديلا ملموسا في برنامج الحكم المقترح ،،، ملموس ومصاغ في سياسات محددة ، متماسكة ومتكاملة ومتطابقة مع مطالب الجماهير .

.... ولابد أن يركز هذا وذاك علي تجيش القوي الجماهيرية لمواجهة سطوة المنتفعين الذين جمعناهم ثم طرحناهم حسابيا ،،، فبهم – وليس بمبارك – تعيش تلك الطائف المتسلقة.

.... فأين المعارضة من هذه وتلك والثالثة الأخرى ؟

لقد تتطور الوعي الجماهيري في العالم عما كان عليه في قرن الاستعمار الأوروبي وذلك نتيجة لعولمة التغيير ،،، فلم يعد "كشف فساد الحاكم" شعارا كافيا لتحريك الجماهير. ومن هنا نجح التغيير في أندونسيا ثلاث مرات وفشل في ماليزيا (أنور) ومن هنا أيضا فشلت أمريكا في زحزحة رئيس فنزويلا عن الحكم ... ومن هنا تعجز كل حركات المعارضة التي لا تدرك أو تعجز عن استيفاء الشروط الثلاثة الأساسية : (الزعيم البديل والبرنامج البديل وتجيش الجماهير).


تكرار الطبل والزمر بأن حسني مبارك عميل لأمريكا وإسرائيل هو تحصيل حاصل إذ أن الأمر ليس سرا ، بل إنه أساس حكم مبارك كما يؤكده هو دائما قولا وعملا ، وهو اجتهاده إذ يري أن مصلحة مصر (كما يتصورها) لا تتحقق إلا بموالاة أمريكا وإسرائيل مطلقا .


وتكرار العويل بفساد تنمية الثروة و بفحش الظلم في توزيعها ، هو أيضا تحصيل حاصل لا يفيد ، فنظام السوق يقضي بإطلاق قوي السوق ، وليس السوق هو سوق الخضار بل سوق المال ... رؤوس المال المحركة للسوق ... يعني القطط السمان .

كما أن تكرار النواح بفساد الخدمات ، وكثرة الصراخ بفساد التشريع والتنفيذ عبث لا طائل منه إذ أن الجماهير تعاني يوميا من هذا الفساد يوميا حتي أصبح سمة من سمات الحياة ، ونخبة المعارضة تصفه وصفا باهتا ،،، فليس من أحس الألم كمن شاهده .


وعندما يتعاظم عجز العاجزين في "المعارضة" يخرج المؤولون منظرين أن خمول الشعب وعدم استجابته سببه أن الناس مطحونين في طلب الرزق وفي الامتحانات وفي غلاء الأسعار والدولار،،، إلي آخر تلك النغمات العاجزة ... وهل غيّر الظلم في العالم إلا المطحونون . ما لكم كيف تحكمون؟