تحية للجميع
فهل السببية هي الدليل الأول على وجود الإله
فالسبب لا بد من وجود مسبب له وبالتالي لا بد للكون من خالق
وهل للخالق لا بد من خالق وهكذا إلى مالا نهاية
او كما قال ارسطو أن هناك سببا أول لكل سبب بعده
اليست تصوراتنا وافكارنا هي من انشأت صورة للإله وصل في حده الأقصى أن ليس كمثله شيء
فالإنسان موجود في هذا الكون ولا يعرف ما يوجد وراءه ولم يصل بعد إلى ما وراء الكون
وبالتالي كل ما قيل في الإله هو نتاج الواقع ونتاج العقل
وبعيدا عن الكلام المنزل والوحي وغيره من دلائل الايمان
كيف يمكن أن نعرف الله , عن وجوده , كيف هو , وهل هو موجود حقا , وهل هو كما وصفته كتب السماء .
برأيي انه من دون كتب الاديان لا يمكن لأي صاحب دين أن يتكلم عن الإله
وهنا يظهر سؤال مواز
يا ترى ما هو البرهان على أن هذه الكتب هي من عند كائن فوقي بعيدا عن الاعجاز المدعى في هذه الكتب
فإن كان لا يوجد برهان دامغ على سماوية هذه الكتب فكيف يتم الايمان بها على انها صورة للإله كما تكلم عن نفسه حسب ادعاء كاتبها

لقد اجبت على سؤالك بنفسك .

إن لم يثبت لك الكتاب الذى بين يديك انه من عند الله فلن يثبت لك شئ اخر هذا.

اما توقيعك الجديد والذى يقوله عبد الله القصيمى (إن كل ما في الكون من جمال لا يستطيع أن يكون غفرانا او اعتذارا عن أي دمامة يعاني منها أي إنسان , لأن كل ذلك الجمال لن يستطيع أن يجعل دميما واحدا يشفى من دمامته , أو من شعوره بها , وأن يكون عزاء أو تعويضا له عنها)

فاسمح لى ان اتكلم بخصوصه :

من اصعب الاشياء ان يولد الانسان بعاهة او بدمامة فى الوجه ويؤلم الانسان اكثر ان يقال له انها لحكمة لا يعلمها إلا الله او انها لكى يحمد الآخرين ربهم انهم لم يكونوا مثله .. ومن الطبيعى ان يسأل نفسه وما ذنبى انا ان يجعلنى الله مضرب للمثل برحمته للغير.. ومن الطبيعى ايضا ان يكفر بالله بعد ذلك ولا احسب ان الله سيعده كافرا مثل من أوتى النعمة ومع ذلك كفر.

منذ فترة قد شاهدت فيلم وثائقى اسمه السر (The Secret) ويمكنك تحميله من موقع DVD 4 Arab والفيلم هو عن كتاب يقال انه حقق نسبة عالية جدا من المبيعات ، وكان يتحدث عن وجود سر عظيم فى الكون وهو ان افكار الانسان التى يركز فيها جيدا لفترة تتحقق كما لو كان هناك قوة جذب بداخل الانسان لما يتمنى سواء كان خيرا او شرا.

وفى حالة الدمامة مثلا.. ينبغى للمرء ان يتعامل معها بواقعية ... هل لها علاج تجميلى على الاقل يخفف من حدتها ام لا؟ فإن كان هناك علاج فليسعى لقدر المستطاع.

اما إن لم يكن لها علاج .. فما العمل؟

امامى حل من اثنان ، إما السخط أو الرضا .. والسخط فهو يبدأ بكره العاهة ثم كره من ارى فى اعينهم هذه العاهة ثم كره من جعلنى اعيش معذبا بهذه العاهة.. وعندما اصل لهذه فهو معناه اننى كرهت نفسى ويترتب عليه عدم الرغبة فى الحياة وتكون حياتى مصدر ايذاء لى وللآخرين.

وبهذا تكون معاناتى من عيبى ومن حياتى معا والنتيجة ان العيب سيظل ولن يزول ولكن سيدمرنى.

فماذا لو جربت الرضا .. ومن الطبيعى ان يسأل الانسان وقتها عن اى شئ ارضى عن العيب ام عن من خلق هذا العيب ، سأقول لك لا عن هذا ولا ذاك ولكن هو حل نفسى هروبى من المشكلة التى لا حل لها ، نوع من التوازن النفسى تقوم به ولكى يحقق الغرض منه اسرع فلابد ان توجه هذا الرضا الى اتجاه محدد بدلا من تشتيت الاتجاهات وما يصاحبه من تشتيت التركيز، ففكرة الله هنا هى وسيلة وغاية لبلوغ ما اريد ، (الله) هنا هو الجهة التى تركز فيها ارادتك الصادقة للحصول على الرضا وعندها ستجده حتما. فقد اكدت لى الحياة ان الرضا من داخل انفسنا وليس من واقع ظروفنا.

واخيرا لقد افترضت انك تعنى نفسك بتوقيعك ولا تعنى المعنى المجرد للعبارة على كل البشر ، ولكن كلامى موجه لك وللكل.

والله معنا جميعا.

وجود الله لا يمكن إثباته؛ فقط توجد خواطر حول الاستدلال على وجوده من أثاره في الكون. لكن موضوع الإثبات والنفي لا صلة له بموضوع الإيمان عامة.

السببية لا تنفع في الاستدلال على وجود إله ....... لأنها لا تجيب على من هو مسبب وجود الإله من الاصل .
بل ان افتراض أزلية الإله سيثير جدلا عن سبب عدم افتراض أزلية الكون نفسه ؟؟ لمن يقول ان الإله ازلي ، لماذا لا يكون الكون ازليا ؟

و هذا ليس منهجا علميا (فلا ادلة على الاطلاق) بقدر ما هو منهج فلسفي ، و يصطدم هذا المنهج مع نفسه و مع الرؤى الفلسفية الاخرى .... و لا يقدم تفسيرا حقيقيا لمسالة الوجود. الطريف أن المتدينين يخرجون الإله من كل أشكال الادراك الحسي و المادي و الرياضي و لكنهم في نفس الوقت يؤمنون بوجوده 100% !!!


برايي كل ذلك عائد إلى المنهج الاسطوري في التفكير ....

استخدم البشر المنهج الاسطوري في التعامل مع البيئة المحيطة بهم حين كانوا عاجزين عن فهم الظواهر الطبيعية ....... في فترة معينة من تاريخ البشر كان استخدام هذا الاسلوب مفهوما ، فلم يكن اجداد البشر يفهمون من اين تأتي الغيوم الممطرة أو البرق و الرعد أو الزلازل و البراكين فما بالك بالتطور البيولوجي و علم الفلك او الفيزياء و الكيمياء ..... كانوا يعزون كل تلك الاشياء ل ( Dogma ) و يحصل ربط بين متغيرات لا يوجد بينها اي علاقة حقيقية و مع مرور الوقت و التفاعل مع الطبيعة ازدادت الخرافات المحيطة بهذه ال Dogma الدينية ... لكن من جهة اخرى و لأسباب داروينية ( البقاء للاصلح) كانت الانتصارات و النجاحات في الحياة تتحقق مع التقدم العلمي و الميل بشكل أكبر لتنمية الاسلوب العلمي في التفكير على حساب الاسطوري .

أمثلة على التفكير االاسطوري ...
الرعد و البرق ظواهر تعني ان هناك إله اسمه X غاضب على امر ما و يزمجر ، الكسوف هو تهديد من هذا الإله .... كوكب المريخ الاحمر يرمز للدم و يشير للحرب ، حالة الصرع تم ربطها بالجن أو الاراوح الشريرة ..... عدم نزول الامطار ، الزلازل ، البراكين غضب إلهي .... إلخ كل وجد له مكانا في ال Dogma الدينية و التاريخ البشري على امتداد الكوكب يشهد هلى ذلك. الانكى ان نفس هذا التفكير الاسطوري ما زال حاضرا حتى اللحظة .... فبعض الناس يرون ان بركان ايسلندا هو غضب إلهي على اوروبا !!! اخرون يرون ان زلزال هاييتي غضب إلهي على هاييتي ....

نعلم الان جيولوجيا ان الزلازل و البراكين هي نتيجة طبيعية لحركة الصفائح الارضية أو تفريغ الضغط الحاصل على القشرة الارضية ، لكن ما زال هناك من الجهلة و الاغبياء من يعزونها لإله غاضب في مكان ما يفرغ غضبه مستخدما هذه الوسائل كسلاح للإبادة الجماعية بحق البشر !!! و اؤكد على صفة الغباء لان التفسير العلمي حاضر لفهم هذه الظواهر .....

أشهد يوميا التعامل مع أنماط من البشر ما زالت تحمل هذا التفكير الديني المتخلف طبعا ، و الذي هو برايي من ترسبات تأخر البشر في العصور الماضية و سيبقى في حالة صدام مع التفكير العلمي.

ما زال البشر في مرحلة انتقالية ( شخصيا اتمنى لو اني عشت في مرحلة متقدمة اكثر ) ....حيث ان البشرية لم تتخلص من التفكير الاسطوري ، ما زالت نسبة كبيرة من البشر عالقة فيه .....

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة :- اشهر من كتب من المسيحيين عن السبيية باستفاضة هو الراهب الايطالي توما الاكويني Thomas Aquinas. لاحظت ان المواقع الإسلامية تأخذ طرحه Copy Paste دون حتى ادنى إشارة إليه. طبعا تسأل معظمهم حيقولوا لا نعرف من توما الاكويني !!

المفهوم الاغريقي و الذي تأثرت به الديانات الاخرى لاحقا يكرس ال Dogma ن فكل شيء مصدره من "الإله" و كل شيء في نهايته إلى " الإله " ، يعني بعيدا عن كل الاسباب تم وضع الإله في حلقة مفرغة يدور فيها بطريقة لا نهائية. فما معنى أن يكون الإله في النقطة A و النقطة Z ؟؟

اضافة صغيرة ولي عودة
الإله في اقصى حدود الوصف يصفه المؤمنون بأن ليس كمثله شيء
يعني بالمختصر كل كلام الإله عن نفسه في كل كتب الاديان لم يستطع أن يعبر عن نفسه أو يصف نفسه بصفة يمكن للعقل أن يعيها
ورغم أن صفاته معروفة عند المؤمنين به ولكن يعودون ومن جديد إلى الحلقة المفرغة والتي تصف صفاته أن ليس كمثلها شيء؟؟؟؟
لا اعرف كيف يجتمع النقيضان
فهو عالم مثلا ولكن ليس عالما كعلمنا لأن علمه ليس كمثله شيء أي ان علمه هو علم لا يمكن للعقل أن يتصوره
وهناك نقطة هي أن على الإنسان المحدود بعقله أن يؤمن بكائن لا محدود في اي شيء وهذا نقيض ثان
فالعقل محدود ولن يعي في يوم من الايام وجود شيئا ما فوق تصور العقل البشري
واصلا المطالبة بالايمان بكائن مستحيل ادراكه بالعقل البشري هو عين المستحيل وهو طلب لا طائل منه اصلا

اقتباس:لقد اجبت على سؤالك بنفسك .

إن لم يثبت لك الكتاب الذى بين يديك انه من عند الله فلن يثبت لك شئ اخر هذا.

اذا هو موضوع ايمان كما قال ابراهيم

اما عن موضوع الدمامة فالجملة وإن كانت تتكلم عن شيء معين ولكن معناها اوسع بكثير من ظاهرها
ولم اقصد بوضعها التكلم عن الدمامة الخلقية بشكل خاص انما عن كل دمامة في هذا العالم مهما كان شكلها

وشكر مقدم للكنعاني والحر وابراهيم على مشاركتهم.

تحياتي لكم جميعا واتمنى ان تكون اموركم على خير ما يرام
قرات الموضوع والتعليقات مما جعلني اتذكر الحلقة الدائرية في تناقض الفكر الديني
وهناك مقطع فيديو في مدونتي بهذا الاسم
ادعوكم لزيارتها لان مقطع الفيديو تم ازالته من اليوتيوب لتاثيره على المؤمنين ومعارضتهم الشديدة له
لينك المدونة هنا

أتمنى وضع الفيديو على موقع sevenload