الزملاء الأحباء

رد علينا بعض الزملاء بمحاولة أبطال ما ذكرناه من نبوات للعهد القديم عن المسيح ونظراً لأن موضوع النبوات يحتاج لرد خاص لذا سنفرد له موضوع خاص نناقش فيه هذه النبوات حتى لا ندخل في عدة متاهات تخرج بنا عن الموضوع الأصلي.
وسنكمل هنا بقية ردنا وتعليقا على جاء في هذا المقال .

ونعيد التأكيد هنا ونقول أن كاتب المقال ينظر إلى آيات الإنجيل من زاوية واحدة واتجاه واحد ويتجاهل بقية ما جاء في بقية الآيات الأخرى التي تؤكد لاهوته . وإذا كان الكاتب يلجأ لبعض الآيات فالحق والعقل والمنطق والبحث النزيه يتطلب منه أن ينظر إلى كل ما جاء في الإنجيل عن المسيح في جميع الآيات لا أن يأخذ بعض الآيات ويترك بعضها الأخر فالكتاب يمتلئ بالآيات التي تتكلم عن لاهوته أكثر من الآيات التي تتكلم عن اتخاذه للطبيعة البشرية.
وفيما يلي بعض الآيات التي تتكلم عن لاهوته كابن الله الوحيد وكلمة الله الذي هو الله وصورة الله وضياء مجده وصورة جوهره (رسم جوهره) بل والتي تقول صراحة أنه إله والإله والله:
1- ابن الله:
والتي تكررت في العهد الجديد " ابن الله " و " الابن " و " أبنه " و " ابن محبته " و " ابن الله الوحيد " أكثر من مئة مرة .
وابن الله هنا يتميز بعدة سمات أهمها أنه:
الابن الوحيد الذي في حضن الآب " الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر " (يو1 :18)، " والكلمة صار جسدا وحلّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا " (يو1 :14).
وهذا الابن هو أيضاً بهاء مجد الله ، أي نور الله الصادر منه والصورة المعبرة لحقيقة جوهر الله وهو الذي خلق العالمين والجالس عن يمين الآب " الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به أيضا عمل العالمين الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته " (عب2:1-3) .
هو ابن الله الوحيد الذي في ذات الله ومن ذاته ، بهاء مجد الله ، نور من نور، والذي يقول عن نفسه معبرا عن مصدره الموجود فيه والصادر منه بدون انفصال " أنا اعرفه (الآب) لأني منه وهو أرسلني " (29:7) ، " أنا في الآب والآب في 000 صدقوني أني في الآب والآب في وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها " (يو10:14 ،11) ، والواحد مع الآب " أنا والآب واحد " (يو30:10) . وقد ناداه الآب أمام الجموع، في تجسده، معلنا عن الحب المتبادل بين الآب والابن قائلاً " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت " (مت17:3؛5:17).
أنه ابن الله الحي " أنت المسيح ابن الله الحي " (مت16:16) ، " أنك أنت المسيح ابن الله الآتي إلى العالم " (يو27:11) . الجالس عن يمين القوة إي على عرش الله وقد عبر عن هذه الحقيقة عندما سأله رئيس الكهنة " هل أنت المسيح ابن الله ؟ قال له يسوع أنت قلت . وأيضا أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء " (مت63:26، 64) .
أنه ابن الله خالق العالمين وديان العالمين والذي يعمل جميع أعمال الله الآب " فأجابهم يسوع أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل . فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضا أن الله أبوه معادلا نفسه بالله ، فأجاب يسوع وقال لهم الحق الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك ، لان الآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله وسيريه أعمالا أعظم من هذه لتتعجبوا انتم ، لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي كذلك الابن أيضا يحيي من يشاء ، لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن ، لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله 000 لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته كذلك أعطى الابن أيضا أن تكون له حياة في ذاته ، وأعطاه سلطانا أن يدين أيضا لأنه ابن الإنسان ، لا تتعجبوا من هذا فانه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته ، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيّآت إلى قيامة الدينونة "(يو17:5-29) .
2 – كلمة الله وصورة الله غير المنظور خالق العالمين:
يقول الإنجيل " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله هذا كان في البدء عند الله كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس " ( يو1:1-3) .
" الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين الكل به وله قد خلق الذي هو قبل كل شيء و فيه يقوم الكل " (كو15:1-16) .
" الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون مساوياً لله " (في2 :5).
[SIZE=5]3 – إله والإله والله :
وقد قال عنه الكتاب صراحة أنه إله والإله والله :
+ " لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه " (أع28:20) .
+ " ونحن في الحق وفي ابنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية " (1يو20:5) .
+ " إلهنا ومخلصنا العظيم يسوع المسيح " (تي13:2) .
+ " ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن علي الكل الإله المبارك " (رو5:9) .
+ " أما عن الابن يقول كرسيك يا الله إلى دهر الدهور " (عب8:1) .
+ " أجاب توما وقال له (ليسوع المسيح) ربي والهي " (يو28:20) .
+ " يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم والي الأبد " (عب8:13) .
+ " أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الإله الكائن والذي يأتي القادر علي كل شئ " (رؤ8:1) .
[size=4]4 – الإله المتجسد:
ولكن يقول الكتاب أيضا أنه تنازل من أعلى سماه " فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح انه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا انتم بفقره " (2كو8 :9). أخلى ذاته من مجده وصار كعبد ن أتخذ صورة العبد القدس " فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضا ، الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله ، لكنه أخلى نفسه أخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس ، وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب ، لذلك رفعه الله أيضا وأعطاه اسما فوق كل اسم ، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب " (في5:2ـ11) .
كما يقول الكتاب عنه أيضاً موضحاً لهذه الحقيقة:
+ " عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد " (1تي16:3) .
+ " والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا " (يو14:1) .
+ " ولما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة " (غل4:4) .
+ " فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضا كذلك فيهما " (عب14:2) ، وأنه " مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية " (عب15:4) .
وبعد أن أتخذ صورة العبد ظهر في الجسد وجمع في ذاته صفات اللاهوت وألقابه وأعماله وصفات الإنسانية (الناسوت) وألقابها وأعمالها ، ومن ثم كان يلقب بألقاب اللاهوت والناسوت في آن واحد باعتباره مسيح ورب واحد " لكن لنا اله واحد الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له. ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به " (1كو8 :6). وأيضاً " لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح " (1تي2:5) .


[SIZE=5]التعليق على ما جاء في المقالة:


يقول الكاتب:
______________________
فهل كان يسوع الناصري عبداً لله سبحانه وتعالى ؟
الجواب :
لقد كان المسيح عبداً لله سبحانه وتعالى وهذا ما نجده في الأدلة التالية من الكتاب المقدس :
1 _ لقد بشر النبي اشعياء [ 42 : 1 ] بنبي عظيم ، أول صفاته أنه عبد الله ورسوله وهذه البشارة تقول : (( هوذا عبدي اعضده )) وقد اعتقد كاتب إنجيل متى أن تلك النبوءة قد تحققت في المسيح ، فاقتبسها ووضعها في إنجيله في الاصحاح الثاني عشر .
والشاهد في هذا الدليل أن الله سماه عبداً على لسان إشعيا .
__________________

ونقول له لا مشكلة هنا على الإطلاق فالمسيح بسبب تجسده يوصف بصفات اللاهوت كما يوصف بصفات الناسوت ، فهو صورة الله المساوي لله وقد أخلى نفسه أخذا صورة عبد ، ومن ثم صفه هنا كل من سفر اشعياء بالعبد وقد قال عنه في نبوة أخرى أنه الإله القدير " لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام " (اش9 :6).

ويقول :
__________________
2 _ وورد في سفر اعمال الرسل [ 3 : 13 ، 26 ] دليلاً ثانياً يؤكد عبودية يسوع المسيح لله سبحانه وتعالى ، إليك نصه : (( إن إله ابراهيم وإسحاق ويعقوب ، إله آبائنا ، قد مجد عبده يسوع . . . )) ( العهد الجديد المطبعة الكاثوليكية )
علماً بأن الطبعة البروتستانتية ( الإنجيلية ) للكتاب المقدس تستبدل كلمة عبده ، بكلمة فتاه .
وقد اتفقت الترجمتان الانجليزيتان : الملك جيمس والقياسية ، على استخدام كلمة : Servant مقابل كلمة : عبد ، العربية .
كذلك اتفقت الترجمتان الفرنسيتان : لوي سيجو ، والمسكونية على استخدام كلمة : Serviteur مقابل كلمة : عبد ، العربية .
________________

ونقول له أيضا لا يوجد هنا مشكلة فقد قيل عنه ذلك بسبب اتخاذه لصورة العبد . كما أن الكاتب كالعادة ينتقي الآيات ويقتلعها من سياقها ويفصلها عما قبلها وبعدها ليوهم القاريء بعكس الحقيقة ، فقد أختر الآي 13 و26 من الإصحاح الثالث من سفر الأعمال وترك ما بينهما !! في حين تقول الآيات 14 -15 والتي تصف المسيح بالقدوس والبار ورئيس الحياة " ولكن انتم انكرتم القدوس البار وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل. ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك ".

ثم يقول :
_________________________
3 _ دليل آخر على عبودية يسوع المسيح هو ما جاء في سفر أعمال الرسل [ 4 : 27 ] وإليك النص : (( تحالف حقاً في هذه المدينة هيردوس وبنطيوس بيلاطس والوثنيون وشعوب إسرائيل على عبدك القدوس يسوع الذي مسحته )) ( العهد الجديد المطبعة الكاثوليكية _ منشورات دار المشرق ببيروت )
4 _ وورد في سفر أعمال الرسل [ 4 : 29 ، 30 ] دليلاً رابعاً يؤكد عبودية يسوع الناصري لله سبحانه وتعالى ، إليك نصه : (( فانظر الآن يا رب إلي تهديداتهم ، وهب لعبيدك أن يعلنوا كلمتك بكل جرأة باسطاً يدك ليجري الشفاء والآيات والأعاجيب باسم عبدك القدوس يسوع ))
( العهد الجديد المطبعة الكاثوليكية _ منشورات دار المشرق ببيروت )

وقد أكد يسوع الناصري عبوديته لله سبحانه وتعالى بأفعاله وأقواله والتي منها :
قيامه بالصلاة وعبادته لله طوال الليل كله ، طبقاً لما ذكره لوقا في إنجيله [ 6 : 12 ] و نصه : (( وفي تلك الإيام خرج إلي الجبل ليصلي ، وقضى الليل كله في الصلاة لله ))

وفي يوحنا [ 11 : 41 ] نجده أتى بأفعال تنافي الالوهية منها : قيامه برفع عينيه إلى السماء ودعائه لله سبحانه وتعالى لكي يستجيب له في تحقيق معجزة إحياء العازر ….

فلمن كان يتوجه ببصره إلي السماء إذا كان الأب حال فيه ؟

وغيرها من الادلة . . .

فها هي كتب النصارى تشهد بأن يسوع الناصري هو عبد من عباد الله سبحانه وتعالى
___________________________
ونقول له مرة أخرى أن البحث النزيه والمنطق والعقول يقولون أن على من يبحث أن يقدم الحقيقة كاملة وليست من جانب واحد .
فكل ما فعله المسيح كإنسان راجع لاتخاذه الطبيعة البشرية وإخلائه لنفسه أخذا صورة عبد ، ونكرر الآية مرة أخرى " فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضا ، الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله ، لكنه أخلى نفسه أخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس ، وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب ، لذلك رفعه الله أيضا وأعطاه اسما فوق كل اسم ، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب " (في5:2ـ11) .


تحياتي

الراعي / عمانويل