بعد أن عرضت »الوسط« معاناة أسرته
النائب العام يعيد سجيناً محكوماً بالمؤبد من مصر للبحرين
المحرق - عادل الشيخ
قصةٌ شبيهة بالأفلام...لا بل هي حقيقة، أسرة وأبناء عاشوا بين سندان الغربة ومطرقة الفقر الشديد، أب محكوم بالمؤبد لحيازته المواد المخدرة ومن ثم يحكم مرةً أخرى وهو محبوسٌ لضربه أحد النزلاء معه في السجن ضرباً أفضى إلى الموت.
أبناء صغار تاهوا في زحام تلك الدولة، وكأنهم يركضون وراء السراب.
قصة أسرة بحرينية أعاد مساء أمس (الجمعة) النائب العام علي فضل البوعينين كافلها المحكوم في جمهورية مصر بالحكم المؤبد بعد أن نشرت الوسط معاناة أسرته.
إلى ذلك، صرح رئيس النيابة الكلية حميد حبيب بأنه استجابة من النائب العام للخبر المنشور بصحيفة الوسط بتاريخ 15 يوليو/ تموز الماضي والذي يحمل إشارة إلى المعاناة التي تتحملها أسرة السجين البحريني حسين علي يعقوب المحكوم عليه بعقوبة سالبة للحرية لارتكابه جناية مخدرات وجريمة ضرب أفضى الى موت داخل الأراضي المصرية ويقوم بتنقيذ العقوبة المحكوم بها عليه بأحد سجونها، وفي ظل التعاون الدولي من النيابة العامة مع الدول الشقيقة في المجالات القانونية قام النائب العام علي فضل البوعينين في تفعيل اتفاق نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية المبرمة بين جمهورية مصر ومملكة البحرين وجعلها حيز التنفيذ، إذ أجرت الاتصالات ومن ثم الاجراءات كي تتم إعادة السجين إلى المملكة ليقضي باقي فترة العقوبة المنتهية في يونيو/ حزيران للعام 2008.
المواطن العائد الى البلاد تحدث الى الصحافة ولم يخف أن لهجته مصرية، إذ قال: صدر بحقي حكم مؤبد مع الأعمال الشاقة في قضية مخدرات بالإضافة إلى حكم آخر في قضية أخرى هي القتل، كنا 15 شخصاً في سجن واحد وكان معنا أحد المواطنين الحاملين للجنسية العربية وهو الذي اتهمت بقتله . الإبن الأكبر علي يروي الحكاية الحزينة لـ الوسط، قائلاً: القصة بدأت عندما تزوج والدي من إحدى النساء المصريات بعد زواجه من أمي التي أنجب منها خمس بنات راغباً في إنجاب الأولاد، وفعلاً تزوج والدي من أمي، وأنجب منها ابنين أنا أحدهما وأخي حسين.
وأضاف وفي العام 1984 ذهب والدي مع أمي إلى جمهورية مصر، وأثناء التفتيش تم ضبط كمية من المواد المخدرة عوقب عليها بالسجن المؤبد مع الأعمال الشاقة، وفي العام 1996 أنهى والدي فترة العقوبة، إلا أنه وللأسف دار خلاف بينه وبين أحد النزلاء العرب الذي قام بشتم وسب حكومة البحرين وشعبها، ولغيرة والدي ووطنيته لم يتمالك أعصابه فكان رد فعله أن قام بتوجيه الضرب إلى ذلك العربي الذي مات، وعلى إثر ذلك الحادث تمت محاكمة والدي مرة أخرى بتهمة الضرب المفضي إلى الموت، إذ صدر بحقه حكم بالسجن لمدة 10 سنوات، وبعد الاستئناف خفض إلى 3 سنوات، وبعد صدور الحكم أتت جدتي (أم والدي) إلى مصر وأخذتني معها الى البحرين.
وأوضح ابن السجين العائد أن السفارة البحرينية في مصر كانت تساعد والده المسجون بمبلغ 17 دينارا كل 3 أشهر.
أما عن المرات التي قام بزيارة والده فيها، قال: زرت والدي في المرة الأولى عندما كان عمري 10 سنوات مع زوج عمتي الذي تولى تربيتي وأخذني إلى البحرين، وفي المرة الثانية زرته بعد ما يقارب 7 سنوات، والمرة الأخير كانت قبل 4 سنوات تقريباً.
وواصل أما شقيقي فعاش في مصر 16 عاما كان يذهب في الصباح إلى المدرسة وفي العصر يعمل في أحد الكراجات ليساعد أمي، وفي إحدى الليالي كان شقيقي راجعا من عمله على محل سكنه وصادفه رجال الأمن الذين سألوه عن هويته فلم يجدوها، ومن ثم أخذوه إلى مركز الشرطة وهناك أخبرهم بأنه بحريني الجنسية ولكنه لا يملك الهوية، وزودهم بالقصة، فتم إخبار السفارة البحرينية بالأمر، وبدورها اتصلت السفارة بمنزل عمتي وأخبرتها عن أمر شقيقي، وتمت الاتصالات، فذهبت لمصر لرؤيته، وعدت مرة أخرى لاستخراج جواز سفر بحريني له، إذ عانيت الأمرين من الروتين الممل والصعوبات التي لاقتني للحصول على ذلك الجواز، إذ كنت أزور مبنى الجوازات يوميا ولمدة أكثر من شهرين للحصول على جواز السفر لجلب أخي كي يعيش معي، وفعلا عاد شقيقي الى البحرين وكنا نقضي ليالينا في منازل الأقارب والأخوات الذين ساعدونا.
وأشار علي إلى أن ظروفهم المعيشية منعتهم من إكمال دراستهم فهو وصل إلى الصف الثاني الإعدادي ليترك المدرسة بحثا عن عمل، أما شقيقه حسين فدرس لغاية الصف الثالث الابتدائي فقط، وهما متزوجان ويعيش كل واحد منهما في شقة مستأجرة تستنزف أكثر من نصف راتبيهما البسيط جداً، لافتاً إلى أن الصندوق الخيري التابع للمنطقة التي يعيشون فيها لم يمد لهما يد العون والمساعدة على رغم علمه ودرايته بقصتيهما المأسوية.
وطلب علي من الجهات الحكومية المعنية النظر في قضيتهم وتيسير الأمور المعيشية لهم، المتمثلة في توفير فرص عمل مناسبة له ولشقيقه، بالإضافة إلى مسكن واحد يجمعهم مع والدهم بعد طيلة سنوات الغربة.
وكانت »الوسط« نشرت في عددها الصادر يوم الاثنين بتاريخ 10 من شهر يوليوالماضي قصة المواطن حسين العلي تحت عنوان »هل يأتي يوم نرى فيه والدنا بعد 22 عاماً«.
http://www.alwasatnews.com/topic.asp?tID=1...ydate=10-7-2006