ما المقصود بعبارة "الخلفية الجنسية للإسلام" هل هذا يعني أن جذور الإسلام جنسية، نعم المسلمون تكاثروا عن طريق الممارسة الجنسية.
الجنس غريزة وشهوة موجودة عند المسلمين وغير المسلمين.
من أجل سبي النساء في الحروب والغزوات كان متعارفاً عليه عند العرب في الجاهلية، والمسلمون تعاملوا مع هذا الواقع ووضعوا القوانين والنصوص في ذلك، أسوة بالرق وتجارته. أما السبي والزواج من السبايا شيء كان يحصل مع المسلمين وضدهم، وإن كان عملاً غير إنساني عندما ننظر إليه من خلال حضارتنا الغربية المعاصرة لكنه كان أمراً طبيعياً يحدث في تلك العصور الغابرة، وليس له علاقة بعبارة "الخلفية الجنسية للإسلام" فكل الشعوب كانت تمارس السبي.
حتى الآن أحاول أن أفهم ما هو المقصود بالعبارة "الخلفية الجنسية"؟ لم يكتمل الإسلام خلال حياة الرسول ولفترة بعد وفاته. كان المسلمون في الجاهلية ودخلوا الإسلام ولهم أقارب وعلاقات بالجاهلية. كان لابد من محاولة حل هذه المشاكل القادمة من الجاهلية والتي رافقت المسلمين في حياتهم، المجتمع كان في حالة تحول وتغير جذري، ثورة اجتماعية، فكرية، ثقافية في شتى الميادين. الكثير من تصرفات وسلوك المسلمين تغيرت وتبدلت. لم يستقر المجتمع إلى بعد فترة ليست بالقصيرة من بعد وفاة الرسول.
وإذا كان هناك شيء من تقديس للذكورة عند المسلمين (أي ما يعرف بعبادة القضيب)، كان لابد أن يظهر ذلك في صفات الإله الذي يعبده المسلمون. لكن إله المسلمين لا ذكر ولا أنثى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفو أحد.
في مثل هذه المواضيع لابد من وجود أدلة موضوعية نصية وأدلة تاريخية موثقة تشير إلى وجود نصوص قرآنية تبين ممارسات جنسية أثناء أداء العبادات أو الطقوس الدينية. (الجنس عبر العصور التاريخية قبل الإسلام وخلاله لم يكن مرتبطاً بشكل كلي بمفاهيم كاللذة والمتعة والشهوانية كما نفهمها في عالمنا المعاصر، لكن بشيء أكثر جوهرية هو الخصوبة. فأناس تلك العصور كانوا يأتون نساهم كالأنعام).
ففي كثير من الحالات كالعقوبات على جرائم مثل السرقة، الزنا، القتل، تساوت المرأة مع الرجل. كما أننا نجد أنه يجب أن تأخذ موافقة المرأة في الزواج، ولها الحق إن أرادت أن تكون العصمة في يدها. التغيرات التي أحدثها الإسلام بالمفاهيم والأفكار وأسلوب التفكير نقلت المجتمع نقلة نوعية لم تحدث لمجتمع من قبله، كانت السبب في نشوء الحضارة الإسلامية.
نعود إلى الفقرة التي تحمل عنوان "الخلفية الجنسية للدين الإسلامي" لم يأتي كاتب هذه الفقرة بأدلة موضوعية فهي تفتقر إلى الموضوعية والأسلوب العلمي في المعالجة، وبالتالي فهي تفقد القيمة العلمية (أي ليس لها قيمة معرفية). الفقرة بنيت بأسلوب مشابه لأسلوب زغلول النجار في مجال ما يعرف بالإعجاز العلمي في القرآن. فهو يأتي بالنظرية العلمية ويبحث عن معان ومفردات في القرآن قد تتوافق ظاهرياً بشكل أو بأخر مع فكرة النظرية العلمية، فيقول إن النظرة العلمية موجودة في القرآن.
هل نحن الآن أمام الإعجاز الجنسي في القرآن.
"خلفية جنسية"....كلنا، أنا وأنتم لنا خلفية جنسية إلا أطفال الأنابيب ليس لهم خلفية جنسية. :98:
خلدون محمد خالد