{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
في بعض الاسس الاساسية لسيرورة تقدم المجتمعات الانسانيه (2/2)
يونس عاشور غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 19
الانضمام: Oct 2010
مشاركة: #1
في بعض الاسس الاساسية لسيرورة تقدم المجتمعات الانسانيه (2/2)
في بعض الأسس الأساسية لسيرورة تقدم المجتمعات الانسانيه (2/2)

يونس عاشور*
بعد أن تحدثت المقالة الأولى "السابقة" عن ماهية الأسس الأساسية لتقدم المجتمعات الانسانيه هنا التتمة :
إذن لا تتقدم المجتمعات إلا إذا كانت هنالك ثمة مقومات ومكونات وموضوعات ذات منطلقات هدفيه أو قواعد ومرتكزات تساعدها على إحراز مفهوم التقدم والنجاح والفلاح من ضمنها وأساسها تفعيل المسألة ( التعليمية والعلمية ) كما أسلفناه في الأطروحة السابقة . وبشكل حداثي لما لها من تأثيرات ومؤثرات غائية حيث تقوم بسيرورة (Process) إخراج المجتمعات من الظلمات إلى النور اعني من الجهل إلى العلم وبالتالي المعارف المرتقبة التي بدورها تقوم بكشف المابعديات والطبع أن نتاج ذلك يكمن في حقيقة البصيرة والفهم والإدراك واليقين الابيستمولوجي .
الانطلاقة الصحيحة التي تكمن في العمل التحديثي المستمر والعقل الحسابي المثمر هو الذي يتيح لنا كيفية الإحراز التقدمي ، أنه أشبه بوقود نحتاج إليه كلما دأبنا نحو البحث والتنقيب أو التأليف والتجريب أو الدراسة والتدريس لكي يزودنا بالإرشادات الطرائقية التي ينبغي أن تكون على أسس الحداثة العقلانية مما يتيح لنا استيلاد واستيراد مفاهيم وأفكار ورؤى أصيلة ترتكز على العقلية العقلانية ( Rational Mentality )هذا هو شأن المجتمعات التي تسعى لان تخلق فكرها من جديد عبر تكوين مشاريعها الدراسية الخلاقة المنتجة والمثمرة والممكنة نحو إمكانات عديدة من المعرفة وعلاقات جديدة بنسج الفكر بالفلسفة حيث النتاج التجديدي والتطويري .
أن عملية تفعيل العلوم تحتاج إلى طاقات وقدرات أو كفاءات ومؤسسات مجتمعية تقوم بربط العلوم ببعضها البعض أي على شاكلة الدمج والمزج أو بالتشابك والترابط حتى يتسنى لنا الحصول على قدر من الأفكار الخلاصية المقومة لشتى المفاهيم المعرفية من هنا لا ينبغي إهمال وإغفال بعض العلوم والاتجاه إلى فرع علمي معين .
لقد كان لعملية (المسألة التعليمية) عند المجتمعات الأخرى أثرها الكبير مما ساعدهم على نيل مآربهم بكيفية نوعية تقدميه نحن الآن نتزود منها بشكل استهلاكي لا ينفك عن التوقف . وهنا يمكن لنا أن الإشارة والاستطراد من بعض نتاجات ومخاضات المسألة التعليمية عند المجتمعات الأخرى ففي دراسة للأستاذ محمد سبيلا عن مشروع الحداثة في مجالات الانجازات العلمية يمكن لنا القول أن هذه الأخيرة هي نتاجات ومخاضات " المسألة التعليمية " حيث اكتشفت مجاهل الكون بمجراته اللامتناهية ولا نهائيته في الزمان والمكان وتمططه الدائم وسياحته الفضائية اللامتناهية واكتشفت الثنايا اللامرئية للمادة الجامدة من اليكترونات ونيترونات وما يكتنفها من حركية دائمة واكتشف ثنايا المادة الحية بمكوناتها الأساسية والثانوية لدرجة جعلتها تشارف التحكم في عناصر الحياة مما مكنها من تسخير العديد من المخترعات لصالح الإنسان فقد طور التقدم العلمي أشكال الإنتاج المختلفة بما في ذلك إنتاج بعض الكائنات الحية ( الاستنساخ ) وزود الإنسان بقدرات وطاقات كانت في الماضي من قبيل السحر والطلاسم، وفي ميدان الطب والعلاج استطاع التقدم العلمي القضاء على العديد من الأمراض المزمنة واستئصال العديد من الجوانح التي كانت تحصد سنوياً ملايين الأرواح ، ومن الصعب اليوم القيام بجرد حسابي دقيق لما حققته تلك المجتمعات في مجال التقدم التعليمي والعلمي في المجالات الأخرى .
وهي اليوم تفرض هيمنتها وسيطرتها عبر الترويج والتصدير أو عبر عملية الإنتاج والإخراج السلعي للآخرين الذي يستهلكه كل إنسان كوكبي اليوم .
ومن الأمور المهمة التي يجب علينا تداركها باستمرار إزاء إحراز الرقي هو الانخراط في كيفية استقاء الثقافة والفكر على نحو علائقي وطرائقي تقني وذلك عندما ننشأ صلة بين العقل والكتاب لاكتشاف المعارف نحن الآن ينتابنا القصور والتقصر إزاء عملية القراءة وقد يكتفي البعض منا بممارسة مجال عمله اليومي فقط دون إدخال منهج من مناهج التثقيف ضمن أعماله الأخرى علينا أن نداب لاكتشاف طرائق جديدة عبر تحويل الكم الهائل من التأليف الى نشرات أو مقالات عبر نشرها في الصحف والمجالات الدورية حتى تنتج غرضها ، ربما يسأم الكثير اليوم من قراءة كتاب بأكمله ولكن عندما نوظف عملية التحويل والتبديل آنئذ نحرز على بديل آخر .
وهنا أشير إلى نقطة مهمة حول عملية القراءة قد لا يستطيع اليوم الكثير من أصحاب المهن أن يزاولوا هذه العملية بشكل مستمر بعدما ينتهون من مزاولة عملهم ولكن على تلك الجهات العملية ان تفكر في وضع برامج وقتية للقراءة ولو في نفس مجال العمل حتى نتمكن من عملية دمج النظرية بالتطبيق ولكي نسعى لتطوير قدراتهم العقلية واكتشاف الوسائل البراجماتية لهم هكذا إذا أراد المجتمع ان يتطور ويتقدم الى الأمام فعليه بذل التضحيات وكل يعمل حسب تفكيره الناجع .
استحداث مراكز ثقافية وفكرية تقوم من اجل البحث والتطوير وذلك بتشكيل فئات من المثقفين والمفكرين ممن هم على قدر عال من الثقافة والفكر حتى نستطيع تنهيج منهجية تواكب عصر التحولات والتطورات الفكرية .بالطبع ان طرح مثل هده الطروحات هي بحاجة إلى عملية الدعم والمساندة من قبل كافة شرائح المجتمعات فالموضوع اليوم بات يخص الجميع والتقدم مرهون بالجميع والانجاز العلمي يحتاج إلى تكتلات كبيرة تقوم على المشاركة سواء كان من الناحية المادية أو المعنوية ان البعض من الناس يتصور بان الموضوع لا يخصه ولا يعنيه تلك هي النظرة الدونية التي لا تنتج سوى التخلف والتأخر القهقري. وقد يتصور البعض أن الجامعات او الأكاديميات هي وحدها تغنينا عن بقية المعارف والعلوم أو أننا نعتمد على كيفية تحصيل العلوم عن طريق الجامعات أن بإمكان احدنا اليوم تحويل منامه إلى عملية تحصيل وتثقيف ومن ثم (تطبيق) وقد قرأت ذات مرة عن احد المفكرين السياسيين بأنه عندما أصابه مرض واستدعى ادخله الى مستشفى وقد مكث فيه فترة من الزمن مما جعله أن يقرأ (5000 كتاب) داخل تلك المصحة .
موضوع التعاون وهو من الأسس الرئيسة والمهمة التي ربما يجهلها الكثير من شرائح مجتمعاتنا اليوم حيث فقطية النظرة الذاتية لا الغيرية ومنطق الخيرية للآخرين إذا لم يكن هنالك ايلاء اهتمام بالغ إزاء التعاون فسوف يفقد المجتمع مصداقيته وبالتالي يكون متفككا ومتشتتا تتقاذف به أمواج التخلف يميناً وشمالاً لا يدري أن تكمن ضالته العقلانية .
بالتعاون ترفى المجتمعات أن من يقدم خيراً للآخرين فإنما يقدم خيراً لنفسه ، البعض يعتقد أن تقديم الخير للآخرين هو خسارة بالنسبة اليه وفي الحقيقة هي عملية ربحية وبهذا الصدد قيل ( خير الناس من ينفع الناس) حيث تعود عليه بالفائدة الايجابية لأنه من خلال ذلك سيقدم نموذجاً هادفاً للآخرين وفي الأساس سيثاب من قبل الله سبحانه وتعالى لأن عمله سيكون مصداقا للآية المباركة ( وتعاونوا على البر والتقوى) .
مسألة الإنفاق الاجتماعي :
[ أنفقوا لكي تتقدموا]
هذا هو منطق المجتمعات المتقدمة عندما يكون الإنفاق مستمراً في القضايا المهمة للمجتمع آنئذ تنمو عجلاته الفكرية ومجالاته الثقافية بحيث يتخذ من نفسه موقعاً قيادياً لحل أزماته ومعضلاته الحياتية ويكون قادراً على مواجهة المتاعب والمصاعب التي ربما تحل به من فترة إلى أخرى . والإنفاق مجالاته كثيرة .
تلكم كانت بعض الأهداف القاعدية لكيفية رقي المجتمعات وتقدمها وفقنا الله لما فيه الخير والصلاح .
10-28-2010, 11:20 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  حول تخلف المجتمعات العربية محمد يوسف 22 4,505 10-31-2008, 01:21 PM
آخر رد: محمد يوسف
  جامعيون يتحدثون عن الرقابة بين السياسي والديني في المجتمعات العربية Hajer 1 757 06-23-2006, 01:01 PM
آخر رد: Hajer
  السعودية وقطر والإمارات تقدم 33 مليون دولار مساعدات عاجلة للسلطة الفلسطينية بوعائشة 2 724 02-03-2006, 02:01 PM
آخر رد: بوعائشة
  دراسة: المجتمعات المؤمنة باللـه أسوأ من غيرها! Logikal 27 3,376 10-08-2005, 10:26 AM
آخر رد: عوليس
  دراسة مُحبِطة للنسويات :2200 فارق بين الرجل والمرأة في المجتمعات العربية Jupiter 1 504 02-08-2005, 03:48 AM
آخر رد: Jupiter

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS