{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل تنكر وجود الله؟.. إذن فأثبت لي أنّك أنت موجود!!
Jupiter غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,240
الانضمام: May 2003
مشاركة: #21
هل تنكر وجود الله؟.. إذن فأثبت لي أنّك أنت موجود!!
اقتباس:  قعقاع   كتب/كتبت  
 
وهناك احتمال آخر، هو أنّني من أسيطر على هذا الويب، وأنّك مجرد Object قمت ببرمجته أنا!
هل تستطيع أن تنفي هذا؟!
ستقول ربّما.. لأنّني لا أضمن أن أستمرّ في هذا النقاش شهرا واحدا!


هل تسخر مني ياقعقاع :D

إذا كنت تسيطر على هذا الويب فهذا يعني أنك تفكر ولديك إرادة عقلية للسيطرة تجعلك تحوّلني إلى أوبجكت وهذا يعني أيضا أن الويب لن يعمل إلا بإرادة عقلية نابعة من تفكير إنسان . هل هناك قدرة تكنولوجية تستطيع الرد عليك دون إستعانه بآليتها المحفوظة في ذاكرة إلكترونية أن ترد على سؤال : ماهو إسمي الحقيقي ؟ أنت كأنسان يفكر تستطيع أن تتحرى وتجد الإجابة ولكن الاله لن تستطيع وأتذكر فيلم شاهدته إسمه iam robot يتحول فيه الروبورت الى كائن عاطفي ويفكر وينتقم وكل هذا ماهو إلا مجرد أضغاث أحلام أو كما يقولون للمحدودي المعرفة هذا خيال علمي!
11-20-2004, 11:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
قعقاع غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 97
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #22
هل تنكر وجود الله؟.. إذن فأثبت لي أنّك أنت موجود!!
مختلف:
((إذا كنت تسيطر على هذا الويب فهذا يعني أنك تفكر ولديك إرادة عقلية للسيطرة تجعلك تحوّلني إلى أوبجكت))
تفكير منطقي.

((وهذا يعني أيضا أن الويب لن يعمل إلا بإرادة عقلية نابعة من تفكير إنسان))
قفزة في الاستنتاج بأسلوب غير علمي!
فما تقوله لا يمكن إثباته علميّا، لأنك وصلت إلى هذا الاستنتاج بحواسك، وبقراءات الأجهزة التي التقطتها حواسك، وهذه الحواس عاجزة عن إدراك كثير من الحقائق فعلا، وقابلة للخداع!!
حسنا.. دعنا نفكر ببساطة:
هل وصل العلم لنهايته؟
طبعا لا.
إذن: هل للعلم القدرة على معرفة الغيب؟
طبعا لا.
إذن: هل نستطيع معرفة ماذا سيكتشف العلم بعد قرن واحد؟
طبعا لا!.. لكن يمكن توقّع طفرات علمية هائلة.
إذن: هل لديك دليل علمي واحد يؤكد أنّ الجن ـ مثلا ـ مجرد أسطورة وغير موجود؟
.......!!!!
بطريقة أخرى: ماذا لو اكتشف العلم وجود الجنّ بعد قرن من الزمان، مثلما اكتشف وجود الفيروسات بعد آلاف السنين؟!
.......!!!!
إذن: هل تستطيع أن تؤكّد أنّ الإنسان هو المخلوق العاقل الوحيد على سطح الكرة الأرضية؟
......!!!!
دعك من الجن.. إنها كلمة تستفز شعارات الرجعية والتخلف والدجل في هرموناتك!!.. دعنا نتكلّم عن سكان الكواكب الأخرى والأطباق الطائرة.. هل الإنسان هو المخلوق العالق الوحيد في الكون؟!!
......!!!!
ماذا إذن لو كنّا نتاج تجربة علمية في أحد مختبرات هذه الكائنات؟
ماذا لو كنا منومين ونعيش تحت تأثيرها أجهزتها الإيحائي، التي تعطينا مدخلات تصوّر لنا العالم الحالي؟
هل لديك علم يقيني ينفي هذا الكلام؟
تذكرت قصة لرأووف وصفي.. وأنا أعتبر أنه سبق فيها فيلم ماتريكس من عشر سنوات!
في هذه القصة يصاب إنسان بنوع من التهيؤات، يرى فيها الناس يعيشون في صحراء.. لكنّه يكتشف في النهاية أنّ ما ظنّه تهيؤات هو الحقيقة، وأنّ البشر خاضعين لتأثيرات ذهنية، لحجبهم عن حقيقة انهيار الحضارة بعد الحرب النووية!!
هذه بالضبط هي فكرة فيلم ماتريكس، لكن مع دخول صراع الآلة فيها!
للأسف الشديد: العلم لا ينفي إمكانية خداع الحواس بمثل هذه الدرجة.. وإن كانت تكنولوجيا هذا الزمن أضعف من هذا الخداع الجماعي!

باختصار: ما زالنا نعود لنفس النقطة:
كلّ استنتاجاتك واستدلالاتك مهما بدت عبقرية ومنطقية، مبنية على معلومات علمية قاصرة ((لأنّها قابلة للتطوّر مع الزمن)) أدركتها حواسّك القاصرة ((لأنّك لا تعرف يقينا من أو ماذا يبث لك مصدر ما تلتقطه هذه الحواس، ولأنّها قابلة للخداع بشكل لا يوصف!!))
أريدك أن تحلّ لي هاتين المعضلتين!
وإلى أن تحلّهما، عليك أن تعترف بأنّك عاجز عن إثبات وجودك أنت نفسك.. وعاجز عن نفي وجود ما يمكن اكتشافه فيما بعد!
فكيف تجزم علميا بأنّ الله غير موجود؟!

باقي كلامك لا معنى له.. يجب أن تحلّ السؤالين المطروحين عليك هنا أولا، حتّى يمكن قبول منطقك باعتباره ناتجا عن كائن موجود، وليس مجرّد مدخلات من آلة أو مصدر مجهول يحاول تضليلي!

السؤال الأوّل:
كيف تثق بتقييمك للعالم في ضوء معرفة علمية قابلة للتغيّر والتطوّر واكتشاف الكثير من المجاهيل؟.. من أين أتيت بالجزم الحاد بأنّ الله غير موجود، وبأنّ الجنّ والملائكة غير موجودة؟
أرجو أن تكون قرأت موضوع "خديعة التطور (الضربة القاصمة للإلحاد)" الذي أشرت إليه في رأس هذا الموضوع.. فالعلم نفسه قد أثبت أنّ الخلية مخلوقة ولا يمكن نشوؤها بالصدفة.. تصوّر أنك تجهل هذه الحقيقة العلميّة رغم أنّها معروفة!!.. ماذا إذن عن المعلومات التي سيتمّ اكتشافها غدا؟؟!
لا أريدك أن تتبنّى موقف ذلك الكافر الذي فرك العظام للرسول صلى الله عليه وسلم من 1400 عام، متحديا أن يعيدها الله للحياة بعد أن صارت رميما!
لقد ردّ عليه القرآن بمنتهى الوضوح:
(أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ {77} وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ {78} قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ {79}) سورة يس.
لاحظ التذكير بمعجزة خلق الإنسان من نطفة.. هناك مجلدات كاملة لاكتشافات العلم في هذا الصدد.. لكنّ ذلك الكافر لم يكن يعرف شيئا عن هذه العمليّة، وكان يظنها شيئا هينا.. ولو كان عرف، لما رأى البعث أعقد منها!
بل وردّ الله سبحانه بقول آخر:
(بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ {2} أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ {3} قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ {4}) سورة ق.
صدقت يا رب.. كتاب حفيظ يحتوي على نصف مليون صفحة بحجم صفحات دليل الهاتف من المعلومات الوراثية.. هذا الكتاب المهول مخزن على شريط DNA واحد ضمن 46 زوج من الأشرطة في نواة خلية لا ترى بالعين المجردة!
الآن قام العلم باستنساخ النعجة دوللي ويجري تجاربه على البشر.. لو كان هذا الكافر الغبيّ يعيش إلى الآن لضرب نفسه بالحذاء وهو يرى تفاهة استنساخه من مجرد خلية واحدة!
لقد أثبت العلم أصعب نقطة رفض الكفار تصديقها: إمكانية البعث بعد الموت!
والآن.. ما الغريب في الكلام التالي:
- سنحتفظ بخلية واحدة لأحد الأشخاص.. وهذا الاحتفاظ لا يجب أن يكون حيويا، إذن يمكن أن يتمّ عن طريق حفظ معلومات DNA على وسيط الكتروني!
- سنسجل فيلم فديو لتصرفات هذا الإنسان، بحيث تكون حجّة عليه، ونريها له بالصوت والصورة لو أنكرها.
- لا يقل لي أحد كيف سنراقبه.. سنخصّص له قمرا صناعيا يرقبه من الفضاء عبر كلّ الحواجز!!
الآن لدينا سجله الوراثي وسجل أفعاله.. بعلم قاصر ما زال يتطوّر!!!
أريد أن أعرف إذن كيف يستسهل البعض نفي البعث والحساب، وقد صارا بالفعل حقائق علمية؟!
طبعا لا داعي لأن يسألني أحد: وما ذنب كافر قريش عندما نفى هذا ولم يكن عنده ما عندنا من علم؟
ذنبه أنّ الله خاطبه بمنطق بسيط للغاية، فأصرّ على نفيه.. انظر للبساطة والقوّة في المنطق:
(اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {11}) الروم.
شيء منطقيّ جدا: الإعادة أسهل من البدء..وهذه الحقيقة تكرّرت مرات عديدة عبر آيات القرآن.. لكن الكفار صموا آذانهم وعقولهم عنها.. هل بقيت لهم حجة بعد هذه الآية:
(أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ {77} وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ {78} قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ {79}) سورة يس.
كخلاصة:
هل تريد أن تنتظر أن يثبت العلم ما أنت مكلّف بالإيمان به غيبا؟.. هذا أصلا إذا لم يكن العلم قد أثبت بالفعل كلّ شيء!.. أوليس حديثك عبر المحمول من خلال الأقمار الصناعية مع رجل في قارة أخرى، أكثر إبهارا من السحر وخوارق الجن؟

السؤال الثاني:
كيف تثق بحواسك، وأنت قد أدركت وجود حواسك بحواسك (كلّ شيء يبلغ الكمال حينما يقارن نفسه بنفسه، ويقيّم نفسه بنفسه!!)، وأدركت وجود أجهزتك بحواسك، وأدركت المادة بحواسك، ولا يوجد مصدر واحد محايد تستطيع الوصول إليه بغير حواسك، ليستطيع إثبات صحة ما تنقله لك هذه الحواس؟
وما الفارق بين ما تراه وتشعره، وبين ما يراه المجنون والسكران والنائم؟!
وماذا لو كان كلّ هذا العالم وكلّ هذا العلم وكلّ هؤلاء البشر مجرد صورة في مخيّلتك أنت وحدك، وكلّ هذه الأزمان والقرون مجرد معلومة خاطئة قد تمّ إدخالها في ذاكرتك عمدا؟

أريد إجابتين علميتين عن هذين السؤالين.

بالمناسبة:
نفيك لقدرة الروبوت على امتلاك العواطف باعتباره ((أضغاث أحلام أو كما يقولون لمحدودي المعرفة هذا خيال علمي)) هو اعتراف صارخ منك بألوهية الله سبحانه.. فأنت تنفي عن العلم القدرة على خلق العواطف.. فكيف تثبت للصدفة ما يعجز عنه العلم؟
ركز قليلا، وانتبه لكلماتك!
11-21-2004, 01:02 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Jupiter غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,240
الانضمام: May 2003
مشاركة: #23
هل تنكر وجود الله؟.. إذن فأثبت لي أنّك أنت موجود!!

ياقعقاع . أنت تتحدث عن العلم بحقيقة متوارية خلف كلماتك وهي أن العلم نِسبي . ولا أشك في ذلك . فالعلم نِسبي . وليس له علاقة بإثبات الخالق ولا إثبات وجود الجن والملائكه لسبب بسيط وهو أنها حقائق دينية وهي كما يقول كارل بوبر فيلسوف العلم والمنطقي لا يمكن إثباتها بالطرق والوسائل العلمية . وأنا أضيف الى ذلك أنها تدخل في مجال الميثولوجيا أو علم الإساطير . فهل تستطيع بموضوعية علمية أن تنفي حقيقة وجود إله إسمه زيوس أو إلهه إسمها عشتار ؟ طبعا لن تستطيع أن تثبت ولا تنفي وجود إلهه أنثى إلا إذاأستعنت بحقيقتك الدينية الموروثة من أسلاف قدماء أميين يقولون بحقيقة وجود الله والملائكة والجن وأن عشتار وزويوس وتموز وكل الألهة القدماء ليست إلا كذب . إذاً أنت تحاول بالعِلم النِسبي أن تثبت وجود "حقيقة دينية" لا تًقاس علميا ولا توجد إلا في الميثولوجيات .
11-21-2004, 01:36 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
قعقاع غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 97
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #24
هل تنكر وجود الله؟.. إذن فأثبت لي أنّك أنت موجود!!
مختلف:
((فالعلم نِسبي . وليس له علاقة بإثبات الخالق ولا إثبات وجود الجن والملائكة.. لسبب بسيط وهو أنها حقائق دينية وهي كما يقول كارل بوبر فيلسوف العلم والمنطقي لا يمكن إثباتها بالطرق والوسائل العلمية))
كلام غير علمي، وغير منطقي وغير صحيح!
أين دليلك العلمي على هذا الكلام؟!
ثمّ: ألست أنت إلى الآن عاجزا عن إثبات وجودك بالعلم؟
أين إجابتا السؤالين اللذين طرحتهما عليك؟


((فهل تستطيع بموضوعية علمية أن تنفي حقيقة وجود إله إسمه زيوس أو إلهه إسمها عشتار؟ طبعا لن تستطيع أن تثبت ولا تنفي وجود إلهه أنثى إلا إذا أستعنت بحقيقتك الدينية الموروثة من أسلاف قدماء أميين يقولون بحقيقة وجود الله والملائكة والجن وأن عشتار وزويوس وتموز وكل الألهة القدماء ليست إلا كذب.))

كلام خاطئ ومصادرة مبدئية على قدراتي!
بل أستطيع!
تريد منطقا؟
هذا هو:
1- لا يعقل أن يوجد أكثر من إله في هذا الكون، وإلا لحدثت حروب طاحنة بينهم تهدم الكون على رءوسنا.. هذه بالفعل هي الصورة التي تصورها الأساطير الإغريقية: آلهة تتصارع، وتمتلك نفس نقائص البشر العاطفية!
2- هذه الآلهة المزعومة لم تحاول إن تخبرنا شيئا عن نفسها، وإنما افتعلها البشر.. إنّ علم الدين المقارن يثبت نوعا من الوحدة العضوية بين الرسالات السماوية في العقيدة وهدف الوجود والقيم والأخلاق، بينما تثبت الديانات الوثنية نفس القيم المادية الردئية واللا منطقية (فتش عن إبليس)!
3- عندي كتاب اسمه القرآن لم يثبت العلم خطأ واحدا به في أيّ رواية تاريخية أو أيّ إشارة علمية.. وهو يدعو للقيم ويقدم تشريعا مثاليا يستقيم مع الفطرة.. بينما الآلهة المزعومة لا تنسب لنفسها شيئا من هذا!
4- كلّ الاكتشافات العلمية تشير إلى تنظيم دقيق وإبداع يفوق أفضل تقنياتنا، في الكون والمجرات والخلية والكائنات.. وقد ثبت تماما أنّ الصدفة عاجزة عن مثل هذا الأمر.. إذن فلا بدّ من وجود خالق.. هذه حقيقة علمية مؤكدة..
انظر لهذه الرياضيات الحيوية:
توجد ثلاثة شروط لتكوين بروتين مفيد:
الشرط الأول: أن تكون جميع الأحماض الأمينية في سلسلة البروتين من النوع الصحيح وبالتتابع الصحيح.
الشرط الثاني: أن تكون جميع الأحماض الأمينية في السلسلة عسراء.
الشرط الثالث: أن تكون جميع هذه الأحماض الأمينية متحدة فيما بينها من خلال تكوين ترابط كيميائي يسمى "ترابط الببتايد".
ولكي يتم تكوين البروتين بمحض الصدفة، يجب أن تتواجد هذه الشروط الثلاثة الأساسية في وقت واحد.. والاحتمالية لتكوين بروتين بمحض الصدفة تساوي حاصل ضرب الاحتماليات المتصلة بتحقيق كل واحد من هذه الشروط.
فعلى سبيل المثال، بالنسبة لجزيء متوسط يحوي 500 حمض أميني:
(1) احتمالية أن تكون الأحماض الأمينية موجودة بالتتابع الصحيح:
يوجد عشرون نوعاً من أنواع الأحماض الأمينية تُستخدَم في تركيب البروتينات، وبناء على ذلك فإن: احتمالية أن يتم اختيار كل حمض أميني بالشكل الصحيح ضمن العشرين نوعاً هذه = واحداً من 20.
واحتمالية أن يتم اختيار كل الأحماض الخمسمئة بالشكل الصحيح = (ا/20) أس 500 = 1/(10 أس 650).
(2) احتمالية أن تكون الأحماض الأمينية عسراء:
احتمالية أن يكون الحمض الأميني الواحد أعسر = 2/1
احتمالية أن تكون جميع الأحماض الأمينية عسراء في نفس الوقت = (1/2) أس 500 = 1/(10 أس 150).
(3) احتمالية اتحاد الأحماض الأمينية بترابط الببتايد:
تستطيع الأحماض الأمينية أن تتحد معاً بأنواع مختلفة من الترابطات الكيميائية.. ولكي يتكون بروتين مفيد، فلا بد أن تكون كل الأحماض الأمينية في السلسلة قد اتحدت بترابط كيميائي خاص يسمى "ترابط الببتايد".. ويتضح من حساب الاحتماليات أن احتمالية اتحاد الأحماض الأمينية بترابط كيميائي آخر غير الترابط الببتيدي هي خمسون بالمئة.. وفيما يتعلق بذلك:
احتمالية اتحاد حمضين أمينيين بترابطات ببتايدية = 1/2.
احتمالية اتحاد جميع الأحماض الأمينية بترابطات ببتيدية = (1/2) أس 499 = 1/(10 أس 150).
وهكذا تكون المحصلة النهائية للاحتمال = 1/(10 أس 650) × 1/(10 أس 150) × 1/(10 أس 150) = 1/(10 أس 950).
((لاحظ أنّ 10 أس 950 تعني الرقم مليار مضروبا في نفسه 105 مرة.. وهو رقم مذهل.. ولو استخدمنا مليارات المليارات من الكمبيوترات بسرعات مذهلة لمحاكاة هذه الاحتمالات، فلن يكفيها عمر الكون كلّه لإنتاج بروتين واحد بالصدفة!! _قعقاع))
ويشرح أستاذ البيولوجيا، مايكل دنتون، في كتابه «التطور: نظرية في أزمة» هذا التعقيد بمثال:
«كي نفهم حقيقة الحياة على النحو الذي كشفه علم البيولوجيا الجزيئية، يجب علينا أن نكبّر الخلية ألف مليون مرة حتى يبلغ قطرها 20 كيلومتراً وتشبه منطاداً عملاقاً، بحيث تستطيع أن تغطي مدينة مثل لندن أو نيويورك.. ما سنراه -عندئذ- هو جسمٌ يتّسمُ بالتعقيد والقدرة على التكيف بشكل غير مسبوق.. وسنرى على سطح الخلية ملايين الفتحات مثل الفتحات الجانبية لسفينة فضاء ضخمة، تنفتح وتنغلق لتسمح لمجرى متواصل من المواد أن ينساب دخولاً وخروجاً.. وإذا تسنى لنا دخول إحدى هذه الفتحات سنجد أنفسنا في عالم من التكنولوجيا المتميزة والتعقيد المحير.. تعقيد يتعدّى طاقتنا الإبداعية نفسها.. وهذه حقيقة مضادة لفرضية الصدفة ذاتها، وتتفوق بكل ما في الكلمة من معنى على أي شيء أنتجه عقل الإنسان».

لا أعرف عن أيّ علم تتحدّث بالضبط؟
هل قرأت كتاب خديعة التطوّر الذي أشرت إليه:
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...id=90&tid=23834
إن كنت قرأته، فإمّا أنك تسلّم بما فيه فأنت مؤمن، وإمّا أنك تنكره، وفي هذه الحالة أنتظر منك نقدا علميا واعيا لدحض كلّ دليل قدّمه الكتاب! (مع إجابة السؤال: كيف ظهرت الكائنات بدون تطور.. وكيف ظهرت للوجود خلية واحدة أصلا، بل كيف ظهر للوجود بروتين واحد!!)
أمّا إن كنت لم تقرأه، فإمّا أنّك تنوى هذا، فعليك أن تتوقف عن أيّ جدال إلى أن تفعل، أو أنّك لا تنوي هذا.. هذا الاحتمال الأخير يعني أحد أمرين: إمّا أنّك متعصب لآراء مسبقة ولست على استعداد لنقاشها أساسا، وإمّا أنّك لست ملحدا أصلا، وتنشر الإلحاد في هذا المنتدى لهدف أيدلوجي (فالملحد لا يجد مبررا للموت في سبيل مقاومة المحتل)!!!!
أنا ألزمك الحجة.. فاختر لنفسك أيّ احتمال مما سبق!
لكن رجاء: لا تقحم العلم في كلماتك في كلّ لحظة، وكأنّه احتكار خاص بك.. فمن يفعلون هذا يمتلكون عقلية رجعية متزمتة منغلقة بصورة لا توصف!

((إذاً أنت تحاول بالعِلم النِسبي أن تثبت وجود "حقيقة دينية" لا تًقاس علميا ولا توجد إلا في الميثولوجيات ((
مثال البعث الذي ضربته لا علاقة له بالأساطير.. هذا علم ثابت لا شك فيه.. أمّ أنّ العلم عندك صار أساطير؟!

عموما، أنا أجدها مفارقة مضحكة أن تحاول نفي وجود الله سبحانه، وأنت عاجز حتّى عن إثبات وجودك أنت نفسك!
إنّني أعجب لمخلوقات مثيرة للشفقة لهذا الحد، تمتلك نقائص بيولوجية (عاطفية وغريزية) وتمتلك ذاكرة هشة تنسى معظم ما مر بها من أحداث وخبرات، وعمرا محدودا نصفه طفولة ومراهقة وشيخوخة، وحواس قابلة للخداع، أن تأتي هذه المخلوقات لتتحدى خالقها ضد العقل والمنطق والعلم والفطرة!!!

يا عزيزي، قائمة التحديات في هذا الموضوع تتزايد عليك، ولم تثبت جدارتك في أيّ منها بعد!
أنتظر إثبات وجودك، والرد على السؤالين الذين طرحتهما عليك في ردي السابق...
كما أنتظر منك انتقادات علمية وافية في موضوع "خديعة التطور" تتناسب مع حجم كتاب علمي منهجي.

11-21-2004, 02:34 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
قعقاع غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 97
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #25
هل تنكر وجود الله؟.. إذن فأثبت لي أنّك أنت موجود!!
نواصل مع هارون يحيى:
نسبية الزمن وحقيقة القدر:
يتضح لنا من كل ما سبق أنه لا يوجد في الواقع "مكان ذو ثلاثة أبعاد"، وإنما هو حكم ينبع تماما من الإدراك الحسي ومن الشعور، وأن المرء يقود حياته كلها في "اللامكان".. وتوكيد عكس ذلك ما هو إلا إيمان بالخرافات بعيد عن المنطق والحقائق العلمية، حيث لا يوجد دليل واضح على وجود عالم مادي ذي ثلاثة أبعاد.. وتبطل هذه الحقيقة الفرضية الأولى للفلسفة المادية التي تشكل الأساس لنظرية التطور، والتي تفترض أن المادة حقيقة مطلقة وأبدية.. أما الفرضية الثانية التي تعتمد عليها الفلسفة المادية فهي كون الزمن حقيقة مطلقة وأبدية، وهذه أيضا خرافة مثل السابقة.

إدراك الزمن:
إن الإحساس الذي نطلق عليه الزمن، هو في الواقع نظام يتم فيه مقارنة لحظة بأخرى، ويمكننا شرح ذلك بهذا المثال: إذا ما نقر شخص جسمًا ما فسيسمع صوتًا معينًا، وإذا ما نَقر هذا الجسم نفسه بعد خمس دقائق فسيسمع صوتًا آخر، وبالتالي يدرك المرء أن هناك فترة بين الصوت الأول والثاني، ويسمِّي هذه الفترة "زمنا".. إلا أنه عند سماع الصوت الثاني لا يكون الصوت الأول إلا خيالا في ذهنه أو مجرد معلومة في ذاكرته، فالمرء يشكل إدراكه "للزمن" عن طريق مقارنة اللحظة التي يعيشها بما هو موجود في ذاكرته، وإذا لم تتم هذه المقارنة فلن يكون هناك إدراك للوقت.
وبالمثل، يُجري المرء مقارنة عندما يرى شخصا يدخل من باب الحجرة ويجلس على مقعد في وسط تلك الحجرة، ففي الوقت الذي يجلس فيه الشخص في هذا المقعد تتجمع الصور المرتبطة بلحظات فتح الباب ودخول الحجرة والذهاب إلى المقعد، كل ذلك في شكل معلومات في الذهن.. وبالتالي فإن إدراك الوقت يحدث عندما يقارن المرء بين الشخص الجالس في المقعد وبين مجموعة المعلومات المتوفرة لديه.
وباختصار فإن الزمن يأتي نتيجة المقارنة بين مجموعة من الصور المختزنة بالذهن، فإن لم يكن للمرء ذاكرة، ما كان ذهنه ليقوم بهذه الاستنتاجات وبالتالي ما كان وُجد لديه أي إدراك للزمن.. والسبب في قول المرء إنه في الثلاثين من عمره هو تراكم معلومات مرتبطة بتلك الفترة في ذهنه، فلو لم تكن هناك ذاكرة لما فكَّر المرء في الفترة السابقة من حياته ولما عرف إلا اللحظة التي يعيشها.

التفسير العلمي للازمنية:
سنحاول الآن توضيح هذا الموضوع من خلال تقديم بعض من آراء العلماء والمفكرين الذين أدلوا بدلوهم فيه.. وعن تراجع الزمن يقول أستاذ علم الوراثة والمفكر المعروف والحاصل على ميدالية نوبل (فرانسوا يعقوب Francois Jacob) في كتابه «Le Jeu des Possibles» (لعبة الممكنات) ما يلي:
"إن عرض الأفلام للخلف جعل من الممكن أن نتخيل عالما يسير فيه الزمن للخلف، عالما ينفصل فيه اللبن عن القهوة التي في الفنجان، ويتطاير اللبن في الهواء ليرجع إلى وعائه، عالما تخرج فيه حزمة الأشعة من الجدران لتتجمع في مركز جاذبية، بدلا من الخروج من مصدر للضوء، عالما يسقط فيه حجر في كف شخص نتيجة تجمع عدد لانهائي من قطرات الماء تجعل الحجر قادرا على القفز من الماء. إلا أنه في مثل هذا العالم الذي تنقلب فيه معالم الزمن، ستنقلب بالتالي عمليات الذهن والطريقة التي تجمع بها الذاكرة المعلومات لتكون للخلف.. والشيء نفسه صحيح بالنسبة إلى الماضي والمستقبل، حيث سيبدو لنا العالم على ما هو عليه تماما" (190).
وحيث إن أذهاننا اعتادت تسلسلا معينا من الأحداث، فإن العالم لا يعمل بالطريقة التي وصفناها سابقا، ونحن نفترض أن الزمن دائما يسير إلى الأمام، إلا أن هذا استنتاج نسبي توصلت إليه الأذهان، فنحن في الواقع لا نعرف كيفية مرور الزمن أو حتى إذا كان يمر أم لا، وهذا مؤشر إلى أن الزمن ليس حقيقة مطلقة وإنما هو مجرد نوع من الإدراك.
ونسبية الزمن هي حقيقة قام بإثباتها (آينشتاين) الذي يعتبر أكبر عالم فيزيائي في القرن العشرين.. وقد كتب (لينكولن بارنت Barnett Lincoln) في كتابه:The Universe and Dr. Einstein (الكون وآينشتاين) عن هذا الموضوع ما يلي:
"ومثل الفراغ المطلق، تجاهل آينشتاين مفهوم الزمن المطلق الذي هو زمن عالمي يمر بشكل مستمر وثابت، ويمر من الماضي اللانهائي إلى المستقبل اللانهائي.. وينبع كثير من الغموض الذي يحيط بنظرية النسبية من رفض الإنسان الاعتراف بأن الإحساس بالزمن- شأنه شأن الإحساس باللون - هو نوع من الإدراك.. ومثلما يعتبر الفضاء منظومة من الأجسام، فكذلك يعتبر الزمن منظومة من الأحداث.. وأفضل العبارات التي تصف ذاتية الزمن هي عبارة آينشتاين: "تبدو لنا خبرات الفرد على شكل سلسلة من الأحداث، وما نتذكره من أحداث منفردة في هذه السلسلة مرتب حسب معيار "ما قبل" و"ما بعد".. فللفرد زمن هو "زمني أنا"، أو زمن ذاتي، وهذا الزمن لا يقاس في حد ذاته.. ويمكنني بالفعل إنشاء علاقةٍ ما بين الأحداث والأرقام، بشكل يجعل الرقم المرتبط بحدث لاحق أكبر من الرقم المرتبط بحدث سابقٍ عليه" (191)
ويوضح آينشتاين على حد تعبير بارنت: "أن كلا من الزمن والفضاء هو شكل من أشكال الفطرة لا يمكن فصله عن الوعي، مثلما هي الحال مع مفاهيم اللون والشكل والحجم.. وبناء على النظرية النسبية، فإن الزمن ليس له وجود مستقل بمعزل عن تسلسل الأحداث التي نقيسه بها" (192)
وحيث إن الزمن يعتمد على الإدراك فهو يعتمد بشكل كامل على الشخص، وبالتالي فهو عملية نسبية.
وتتغير سرعة مرور الزمن حسب المعايير التي نعتمدها في قياسه، إذ لا توجد في جسم الإنسان ساعة طبيعية يقيس بها سرعة الزمن بشكل محدد.. وكما قال (لينكولن بارنت Lincoln Barnett) "مثلما أنه ليس هناك شيء اسمه لون بدون عين تميز هذا اللون، فليس هناك شيء يسمى لحظة، ولا ساعة، ولا يومًا، إذا لم يكن هناك حدث يحدد الزمن".(193)
وتظهر نسبية الزمن في الأحلام بشكل أوضح.. فبالرغم من شعورنا بأن ما شاهدناه قد استغرق ساعات وساعات، فإنه في الواقع قد استغرق مجرد دقائق وربما ثوان.
ولننظر إلى هذا المثال حتى نتعرف على الموضوع بشكل أوضح: لنفترص أننا وُضعنا في حجرة ذات نافذة واحدة مصممة تصميما خاصا، ولنفرض أننا أمضينا بها فترة معينة من الزمن، وأنه وُضعت ساعة على الجدار لمشاهدة ما مضى من الزمن.. وفي الوقت نفسه، نشاهد من النافذة الشمس وهي تشرق وتغرب في فترات معينة.. فبعد مرور بضعة أيام، وبسؤالنا عن الوقت الذي أمضيناه في تلك الحجرة، سيعتمد جوابنا على تقييم المعلومات التي حصلنا عليها، من النظر إلى الساعة من وقت لآخر، ومن حساب المرات التي أشرقت فيها الشمس وغربت.. فعلى سبيل المثال، إذا حسبنا أننا مكثنا فيها ثلاثة أيام مثلا، و حضر الشخص الذي وضعنا في الحجرة وقال لنا إننا مكثنا في الحجرة يومين فقط، وأن الشمس التي شاهدناها هي شمس اصطناعية، والساعة التي وُضعت في الحجرة ساعة نظمت بشكل خاص لتعمل بشكل سريع، فلن يكون لحسابنا أية قيمة.
هذا المثال يؤكد لنا بوضوح أن معرفتنا لسرعة مرور الزمن إنما تعتمد على مرجعيات نسبية.. إن نسبية الزمن حقيقة مجردة ثبتت بطرق علمية.. فنظرية النسبية العامة لآينشتاين تؤكد أن سرعة الزمن تتغير حسب سرعة الجسم، وحسب بعده عن مركز الجاذبية.. فكلما زادت السرعة تناقص الزمن وتكثف وتباطأ حتى يبدو وكأنه يتوقف.
لنشرح هذا بمثال آخر ضربه آينشتاين نفسه:
"لنتخيل توأمين في العمر نفسه، أحدهما بقي على الأرض بينما قام الآخر برحلة فضائية بسرعة تقترب من سرعة الضوء.. عندما يعود التوأم من الفضاء سيجد توأمه أكبر منه سنا.. وسبب ذلك أن الزمن يمر بالنسبة إلى التوأم - الذي قام برحلة فضائية بسرعة تقترب من سرعة الضوء - بسرعة أقل كثيرا من سرعته على الأرض.. ويمكن تطبيق المثال نفسه على أب يعمل رجل فضاء وابنه الذي يعيش على الأرض، فلو كان عمر الأب 27 سنة عندما انطلق إلى الفضاء، وعمر الابن 3 سنوات، فعندما يعود الأب إلى الأرض بعد 30 سنة (بزمن الأرض)، فسيكون عمر الابن 33 سنة بينما الأب 30 سنة فقط" (194)
وجدير بالذكر أن نسبية الزمن لا علاقة لها بسرعة عمل الساعة أو بطئها، وإنما ترجع نسبية الزمن إلى التفاوت في فترات عمل كل الأجسام المادية التي تتناهى في الصغر حتى تصل إلى ما هو أصغر من الذرة.. وبعبارة أخرى، فإن قِصَر الزمن ليس مثل مشاهدة مشهد سينمائي بالتصوير البطيء، ولكن في ذلك النطاق الذي يقصر فيه الزمن، تكون ضربات القلب وانقسامات الخلايا ووظائف المخ أبطأ مما تكون عليه لدى الشخص الذي يتحرك بسرعة أقل على الأرض، فالمرء يمارس حياته اليومية ولا يلاحظ قصر الزمن.. وفي الواقع، لا يبدو ذلك القصر واضحا حتى تتم المقارنة.

النسبية في القرآن:
تفيد نتائج معطيات العلم الحديث أن الزمن ليس حقيقة مطلقة كما يزعم الماديون، ولكنه مجرد إدراك نسبي.. والشيء الأعجب من ذلك أن هذه الحقيقة التي لم يتوصل إليها العلم إلا في القرن العشرين قد تم نقلها إلى البشرية عن طريق القرآن الكريم قبل 14 قرناً من الزمان، ففي آيات القرآن عبارات تؤكد نسبية الزمن.
وفي كثير من آيات القرآن يمكن رؤية الحقيقة التي أثبتها العلم، وهي أن الزمن إدراك نفسي يعتمد على الأحداث والموقف والظروف، فعلى سبيل المثال يخبرنا القرآن أن حياة الإنسان كلها ما هي إلا زمن قصير.
(يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا) (الإسراء- الآية 52 )
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ...) (يونس- الآية 45)
وهناك آيات تشير إلى اختلاف الناس في إحساسهم بالزمن، فبعضهم قد يظن الفترة القصيرة جدا فترة طويلة جدا، وخير مثال لذلك هو الحوار الذي سيجري بين مجموعة من الناس يوم القيامة:
(قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأرض عَدَدَ سِنِينَ. قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بعض يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ ٭ قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (المؤمنون - الآية 112-114)
وفي آيات أخرى يخبرنا القرآن أن الزمن تختلف سرعته باختلاف المكان:
{وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} (الحج - الآية 47)
(تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة) (المعارج- الآية 4)
(يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأرض ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْه فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (السجدة- الآية5)
توضح هذه الآيات بما لا يدع مجالا للشك نسبية الزمن.. أما إخبار القرآن بهذه النسبية قبل 1400 سنة بينما توصل إليها العلم في القرن العشرين، فهو دليل على نزول القرآن من قِبل الله الذي يحيط بالزمان والمكان.
والعبارات التي يستخدمها القرآن في كثير من آياته تؤكد أن الزمن ما هو إلا إدراك، ويمكن لمس ذلك بوضوح في آيات القصص، فالقرآن يحدثنا في قصة أهل الكهف عن فئة مؤمنة غرقت في نومها أكثر من ثلاثة قرون، ثم يخبرنا أن تلك الفئة بعد قيامها من نومها ظنت أنّها لم يمضِ عليها في تلك الحالة إلا وقت قصير، ولم تستطع تقدير الزمن الذي نامته.
}فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا. ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} (الكهف- الآية 11-12)
(وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بعض يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ...) (الكهف- الآية 19)
ويعتبر الموقف المشار إليه في الآية التالية دليلا على أن الزمن في الحقيقة ما هو إلا إدراك نفسي.
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بعض يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاس وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة- الآية 259)
وتبين لنا أيضا هذا الآية وبوضوح أن الله الذي خلق الزمن منزَّه عن الزمن.. أما الإنسان فهو مقيَّد بالزمن الذي قدره الله له.. فالإنسان لا يستطيع أن يعرف حتى مقدار الزمن الذي يقضيه في النوم.. وإذا كان الأمر كذلك، فإن الزعم بأن الزمن حقيقة مطلقة (كما يرى الفكر المادي المنحرف) يعتبر زعماً غير عقلاني.

القـدر:
إن كون الزمن نسبيا يوضح لنا حقيقة مهمة أخرى.. فهذه النسبية متغيرة وغير ثابتة، إلى درجة أن فترة زمنية تبدو بالنسبة إلينا مليارات من السنين، قد تكون في بُعد آخر مجرد بضْع ثوان.. وبالإضافة إلى ذلك، فإن فترة طويلة من الزمن تمتد منذ بداية الكون إلى آخره، قد لا تستغرق ثانية أو أقل في بُعد آخر.
هنا يكمن لب القدر وحقيقته التي لم يدركها كثير من الناس، والتي لم يشأ الماديون فهمها، فالقدر هو علم الله التام بكل الأحداث الماضية والمستقبلية.. ويتساءل كثير من الناس عن كيفية معرفة الله للأحداث التي لم تقع بعد، مما يؤدي بهم إلى عدم فهم حقيقة القدر، "فالأحداث التي لم تقع بعد" هي أحداث لم تقع بعد بالنسبة إلينا فقط، أما الله فهو خارج عن الزمان والمكان، إذ هو خالقهما، فالماضي والحاضر والمستقبل، بالنسبة إلى الله شيء واحد، وكلها بالنسبة إليه حدثت وانتهت.
يتناول لينكولن بارنت كيف تقود نظرية النسبية العامة إلى هذه الحقيقة، وذلك في كتابه (الكون وأينشتاين).. ويرى بارنت أن الكون لا يمكن أن يطوَّق في سلطان شامل إلا بوجود ذهن كوني، ويقصد بارنت بالإرادة التي يسميها "الذهن الكوني" حكمة الله ومعرفته، الله المهيمن على الكون(195).. يعلم الله الزمن الذي نعيش فيه من أوله إلى آخره، تماماً مثلما نرى نحن أيضا أول مسطرة ما ووسطها وآخرها، وما بين ذلك من أجزاء.. أما البشر فيعيشون هذه الأحداث حينما يحين زمانها فقط، ويشهدون بذلك القدر الذي قدره الله لهم.
تجدر بنا الإشارة هنا إلى سطحية المفهوم الخاطيء للقدر، السائد في المجتمع، ومن جملة هذا المفهوم الخاطيء عن القدر، اعتقاد باطل بأن الله تعالى قد كتب قدرا للإنسان، إلا أن الناس يستطيعون أحيانا تغيير هذا القدر.. فعلى سبيل المثال، عندما يُشفَى شخص من مرضه ويتخلص من الموت، تجد الناس يطلقون عبارات مثل "لقد انتصر على قدره".. بيدَ أنه ليس في وسع أحد تبديل قدره، ومن تخلص من الموت، فقد تخلص منه لأنه مكتوب عليه أن يتخلص من الموت.. وما هو إلا خداع للنفس أن يقول الشخص "تغلبت على قدري".. فحين يقولون هذه الجمل لا يقولونها إلا لأنه مكتوب عليهم أن يقولوها، كما أن دخولهم في مثل هذه النفسية هو أيضا قدرهم المكتوب لهم.
إن القدر هو علم الله الأزلي، الذي يجمع جميع الأزمنة في آن واحد.. فكل شيء بالنسبة إلى الله المسيطر على كل الأزمنة والأمكنة مقرَّر ومكتوب في القدر، ونحن ندرك أن الزمن واحد بالنسبة إلى الله من العبارات القرآنية وأسلوب القرآن.. فبعض الأحداث التي ستجري في المستقبل بالنسبة إلينا هي حسب الأسلوب القرآني قد حدثت منذ زمن بعيد وانتهت.. فعلى سبيل المثال نجد الآيات التي تقرر محاسبة الله الإنسان يوم القيامة كلها جاءت في صيغة الماضي وأنها حدثت وانتهت:
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرض إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ. وَأَشْرَقَتْ الأرض بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ} (الزمر)
أما الشواهد القرآنية الأخرى على هذا الموضوع فهي:
{وَجَاءَتْ كُلُّ نفس مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} (ق- الآية 21)
{وَانشَقَّتْ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} (الحاقة- الآية 16)
{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ٭ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلاَ زَمْهَرِيرًا} (الإنسان- الآية 12-13)
{وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى} (النازعات- الآية 36)
{فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ} (المطففين- الآية 34)
{وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا} (الكهف- الآية 53)
وكما يتضح لنا، فإن الأحداث التي سنعيشها بعد الموت (من منظورنا)، قد وردت في القرآن على أنها أحداث جرت وانتهت، ذلك أن الله خارج عن حيز الزمن النسبي الذي نحن في داخله.. والله قد كتب كل الأحداث في اللازمان: فالناس قد مرت بكل هذه الأحداث.. أما كون كل صغيرة أو كبيرة تحدث بعلم الله وكلها مكتوبة في سجل، فالآية التالية تخبرنا به:
{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأرض وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (يونس- الآية 61)

قلق الماديين:
ما تناولناه بالبحث في هذا الفصل عن أصل المادة، واللازمان، واللامكان، إنما هو في الواقع حقائق واضحة جدا، وكما سبق أن أشرنا، فإن هذه الحقائق ليست ضربا من الفلسفة ولا نموذجا فكريا، وإنما هي نتائج علمية لا يمكن إنكارها.. وبالإضافة إلى كونها حقيقة تقنية فإن العقل والمنطق لا يستطيعان تقديم أي أدلة في هذه القضية: فالكون بالكامل إنما هو وَهم بكل العناصر المكونة له والبشر الذين يعيشون فيه.. إنه مجموعة من الإدراكات الحسية.
يجد الماديون صعوبة في فهم هذه الحقائق، فلو عدنا إلى حافلة بوليتزر مثلا، نجد أنه بالرغم من أن بوليتزر نفسه يعرف جيدا أنه لا يمكنه تقنيا الخروج عن أحاسيسه، فإنه لم يستطع الاعتراف بهذه الحقيقة إلا في حالات معينة فقط، أي أن بوليتزر يرى أن الأحداث التي سبقت اصطدام الحافلة قد جرت في الذهن، أما بعد الصدام فقد خرج الحدث من الذهن فجأة إلى حيز المادية والحقيقة، فالخلل المنطقي هنا واضح للعيان، وهنا وقع بوليتزر في الخطأ الذي وقع فيه المادي (جونسون) القائل: "إنني أركل الحجر بقدمي، وقدمي تؤلمني، إذن هي موجودة".. فلم يستطع أن يفهم أن الشعور بشدة الصدمة إنما هو مجرد إحساس أيضا.
أما السبب الرئيسي الكامن وراء عدم فهم الماديين لهذه الحقيقة، فهو شعورهم بالخوف من النتائج التي سيواجهونها من فهمهم لهذه الحقائق.. ويوضح لينكولن بارنت أن هذا الموضوع قد "أدركه" بعض العلماء، حيث يقول:
"إذا كان الفلاسفة يختزلون كل الأجسام المادية إلى عالم ظلي من الإدراكات الحسية، فقد أصبح العلماء على وعي بالتقييدات المثيرة للقلق لحواس الإنسان" (196)
إن أي إشارة إلى حقيقة أن المادة والزمن هما مجرد أحاسيس يثير الخوف في الشخص الماديّ، وذلك لأن هذه هي المفاهيم التي يتمسك بها وبشكل ما يؤلهها لإيمانه أنه خُلق من المادة والزمن (عن طريق التطور).. وإذا ما شعر المادي أن الكون الذي يعيش فيه، والعالم، وذاته، وغيره من الناس، والفلاسفة الذين تأثر بأفكارهم ـ إذا شعر أن كل ذلك إحساس لا غير، فإن الرعب والهلع يستوليان عليه، فكل ما وثق به، واعتمد عليه، ولجأ إليه يتلاشى فجأة.. في الواقع إنه يعيش الآن ما سيعيشه يوم الحساب، عيشة الذي لا حول له ولا قوة كما ورد في الآية التالية:
{وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (النحل- الآية 87)
وهكذا فإن المادي يسعى إلى إقناع نفسه بوجود المادة، ويحاول البحث عن أدلة لذلك مثل لَكْم الجدار، وضرب الحجارة بقدميه، والصراخ، إلا أنه لن يستطيع أبدا الهروب من الحقيقة.
ومثلما يسعى الماديون إلى إلغاء هذه الحقيقة من أذهانهم، فهم يريدون أيضا إبعاد الناس عنها، ذلك أنهم يعرفون جيدا أن الناس إذا ما أدركوا حقيقة المادة، ستظهر بدائية فلسفتهم هم أنفسهم، وستتضح جهالة آرائهم، ولن يبقى هناك أي مجال لبث أفكارهم.. هذا هو السبب الحقيقي لقلقهم وتخوفهم، ويقول الله إن مخاوف الذين لا يؤمنون ستزداد في الآخرة، ففي يوم القيامة يقال لهم:
{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمْ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} (الأنعام- الآية 22)
أما الكافرون فإنهم سيشهدون ممتكاتهم، وأولادهم، وأخلاءهم - الذين ظنوا أن لهم وجودا حقيقيا وجعلوهم شركاء لله - يفرون منهم، ويهلكون كما أخبرت الآية التالية:
{انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (الأنعام- الآية 24)

مكسـب المؤمنين:
إذا كانت حقيقة أن المادة والزمن هما إدراك حسي تثير الرعب لدى الماديين، فالعكس هو الصحيح بالنسبة إلى المؤمنين، فالمؤمنون يشعرون بالسعادة عندما يدركون السر وراء المادة، ذلك أن هذه الحقيقة هي المفتاح لجميع الأسئلة، فالمرء الذي ربما يجد صعوبة في الأحوال العادية في فهم كثير من الموضوعات يستطيع فهمها بفضل هذه الحقيقة.
وكما قلنا آنفا، فإن إدراك السر الذي وراء المادة يسهل فهم حقائق مثل الموت والجنة والنار والآخرة والأبعاد المتغيرة وغيرها، كما يعطي بسهولة الإجابة على أسئلة كثيرة مهمة منها، "أين الله"، و"ماذا كان قبل الله"، و"مَن خلق الله"، و"كم تستغرق حياة القبر"، وأين الجنة والنار"، و"أين الجنة والنار في الوقت الحالي".. كما أن هذه الحقيقة تساعد في فهم كيف خلق الله الكون من العدم وبأي نظام خلقه، حتى إن إدراك هذا السر يجعل أسئلة كثيرة مثل "متى"، و"أين"، أسئلة فارغة لا معنى لها، حيث لا يبقى عندئذ زمان ولا مكان.. وإذا ما فُهم اللامكان فسيُفهم أن الجنة والنار والدنيا كلها توجد في المكان نفسه، أما إذا ما فهم اللازمان فسيفهم أن كل شيء يتم في لحظة واحدة: لا يتم انتظار أي شيء ولا يمر الزمن لأن كل شيء قد حدث وانتهى.
بإدراك هذا السرّ ستبدو الدنيا للإنسان المؤمن مثل الجنة، ويتلاشى كل القلق والهم والخوف، وسيدرك الإنسان أن للكون حاكما واحدا فقط، وأن ذلك الحاكم يبدل كل الماديات كيفما يشاء، وما على الإنسان إلا التوجه إلى ذلك الحاكم المطلق.. وبذلك سيكون الإنسان قد أسلم لله، {...مُحَرَّرًا...} (آل عمران 35).. إن فهم هذا السر وإدراكه أكبر مكسب في الدنيا.
وبإدراك هذا السر تُفهم حقيقة أخرى وردت في القرآن وهي: حقيقة قرب الله من الإنسان:
{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (ق- الآية 16).
كما هو معروف فإن عرق الوريد موجود داخل الإنسان، وما الذي يمكن أن يكون أقرب إلى الإنسان من داخله؟.. إن هذا الوضع يمكن تفسيره بسهولة بإدراك حقيقة اللامكانية.. وكما يلاحظ فإن هذه الآية يمكن أيضا فهمها على نحو أفضل كثيراً عن طريق إدراك هذا السر.
هذه هي الحقيقة، ينبغي ألا يفوتنا هنا أنه ليس للإنسان من ولي ولا نصير إلا الله.. لا واجب وجود ينتظر منه الجزاء إلا هو.. حيثما توجهنا فوجه الله هناك.

11-22-2004, 07:55 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Jupiter غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,240
الانضمام: May 2003
مشاركة: #26
هل تنكر وجود الله؟.. إذن فأثبت لي أنّك أنت موجود!!
اقتباس:  قعقاع   كتب/كتبت  
مختلف:

((فهل تستطيع بموضوعية علمية أن تنفي حقيقة وجود إله إسمه زيوس أو إلهه إسمها عشتار؟ طبعا لن تستطيع أن تثبت ولا تنفي وجود إلهه أنثى إلا إذا أستعنت بحقيقتك الدينية الموروثة من أسلاف قدماء أميين يقولون بحقيقة وجود الله والملائكة والجن وأن عشتار وزويوس وتموز وكل الألهة القدماء ليست إلا كذب.))

كلام خاطئ ومصادرة مبدئية على قدراتي!
بل أستطيع!
تريد منطقا؟



سأرد عليك بنفس أسلوبك وأقول أن كلامك هنا هو :كلام غير علمي، وغير منطقي وغير صحيح!

أجل . انت غائص في الميتافيزيقيا التي لم تعد تجدي شيئا ولا تتحدث بمنطق المنهجية العلمية . راجع كتب البحث العلمي لكي تعرف قصدي من مداخلتي الاولى .
11-23-2004, 02:00 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
قعقاع غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 97
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #27
هل تنكر وجود الله؟.. إذن فأثبت لي أنّك أنت موجود!!

مختلف:
اجتزاء غير موفق!
وهذا أليس علما؟؟
انظر لهذه الرياضيات الحيوية:
توجد ثلاثة شروط لتكوين بروتين مفيد:
الشرط الأول: أن تكون جميع الأحماض الأمينية في سلسلة البروتين من النوع الصحيح وبالتتابع الصحيح.
الشرط الثاني: أن تكون جميع الأحماض الأمينية في السلسلة عسراء.
الشرط الثالث: أن تكون جميع هذه الأحماض الأمينية متحدة فيما بينها من خلال تكوين ترابط كيميائي يسمى "ترابط الببتايد".
ولكي يتم تكوين البروتين بمحض الصدفة، يجب أن تتواجد هذه الشروط الثلاثة الأساسية في وقت واحد.. والاحتمالية لتكوين بروتين بمحض الصدفة تساوي حاصل ضرب الاحتماليات المتصلة بتحقيق كل واحد من هذه الشروط.
فعلى سبيل المثال، بالنسبة لجزيء متوسط يحوي 500 حمض أميني:
(1) احتمالية أن تكون الأحماض الأمينية موجودة بالتتابع الصحيح:
يوجد عشرون نوعاً من أنواع الأحماض الأمينية تُستخدَم في تركيب البروتينات، وبناء على ذلك فإن: احتمالية أن يتم اختيار كل حمض أميني بالشكل الصحيح ضمن العشرين نوعاً هذه = واحداً من 20.
واحتمالية أن يتم اختيار كل الأحماض الخمسمئة بالشكل الصحيح = (ا/20) أس 500 = 1/(10 أس 650).
(2) احتمالية أن تكون الأحماض الأمينية عسراء:
احتمالية أن يكون الحمض الأميني الواحد أعسر = 2/1
احتمالية أن تكون جميع الأحماض الأمينية عسراء في نفس الوقت = (1/2) أس 500 = 1/(10 أس 150).
(3) احتمالية اتحاد الأحماض الأمينية بترابط الببتايد:
تستطيع الأحماض الأمينية أن تتحد معاً بأنواع مختلفة من الترابطات الكيميائية.. ولكي يتكون بروتين مفيد، فلا بد أن تكون كل الأحماض الأمينية في السلسلة قد اتحدت بترابط كيميائي خاص يسمى "ترابط الببتايد".. ويتضح من حساب الاحتماليات أن احتمالية اتحاد الأحماض الأمينية بترابط كيميائي آخر غير الترابط الببتيدي هي خمسون بالمئة.. وفيما يتعلق بذلك:
احتمالية اتحاد حمضين أمينيين بترابطات ببتايدية = 1/2.
احتمالية اتحاد جميع الأحماض الأمينية بترابطات ببتيدية = (1/2) أس 499 = 1/(10 أس 150).
وهكذا تكون المحصلة النهائية للاحتمال = 1/(10 أس 650) × 1/(10 أس 150) × 1/(10 أس 150) = 1/(10 أس 950).
((لاحظ أنّ 10 أس 950 تعني الرقم مليار مضروبا في نفسه 105 مرة.. وهو رقم مذهل.. ولو استخدمنا مليارات المليارات من الكمبيوترات بسرعات مذهلة لمحاكاة هذه الاحتمالات، فلن يكفيها عمر الكون كلّه لإنتاج بروتين واحد بالصدفة!! _قعقاع))
ويشرح أستاذ البيولوجيا، مايكل دنتون، في كتابه «التطور: نظرية في أزمة» هذا التعقيد بمثال:
«كي نفهم حقيقة الحياة على النحو الذي كشفه علم البيولوجيا الجزيئية، يجب علينا أن نكبّر الخلية ألف مليون مرة حتى يبلغ قطرها 20 كيلومتراً وتشبه منطاداً عملاقاً، بحيث تستطيع أن تغطي مدينة مثل لندن أو نيويورك.. ما سنراه -عندئذ- هو جسمٌ يتّسمُ بالتعقيد والقدرة على التكيف بشكل غير مسبوق.. وسنرى على سطح الخلية ملايين الفتحات مثل الفتحات الجانبية لسفينة فضاء ضخمة، تنفتح وتنغلق لتسمح لمجرى متواصل من المواد أن ينساب دخولاً وخروجاً.. وإذا تسنى لنا دخول إحدى هذه الفتحات سنجد أنفسنا في عالم من التكنولوجيا المتميزة والتعقيد المحير.. تعقيد يتعدّى طاقتنا الإبداعية نفسها.. وهذه حقيقة مضادة لفرضية الصدفة ذاتها، وتتفوق بكل ما في الكلمة من معنى على أي شيء أنتجه عقل الإنسان».

حسنا.. أنا ميتافيزيقي وأنت علمي.. أرني إذن ردودك العلمية!!
أين العلم الذي يثبت أنّك موجود؟
أين العلم الذي يثبت أنّ الخلية نشأت بالصدفة؟
إنّك لو رأيت ثلاثة قوالب من الطوب مرصوصة فوق بعضها، لبحثت عمن رصها هكذا..
فما بالك لو وجدت طائرة أو حاسبا آليا.. هل يعقل أن تنشئهما الصدفة، ولو في مليارات السنوات؟
إنّ المخّ البشري ـ بل مخ أتفه حشرة ـ أعقد من أحدث كمبيوتر توصلنا إيه!
بل إنّ الخليّة الحيّة أعقد من أحدث منجزاتنا العلمية!

يقول العالم الرياضيّ والفلكيّ الإنجليزيّ المعروف (فريد هويل):
"إنّ ظهور خليّة حيّة للوجود عن طريق الصدفة، يشبه ظهور طائرة بوينج ـ 747 عن طريق الصدفة، نتيجة هبوب عاصفة على محلات لأدوات الخردة"!!!!!!!!!!!!!

هل هذه ميتافيزيقا أم فيزيقا؟
لقد توقعت أن تعود بعد هذا الغياب برد قويّ يثير حماسي.. لكنّ هذا الرد المقتضب لا يجيب عن أيّ سؤال وجتهه لك!
ما زلت أنتظر أن يثبت لي أحدكم أنكم موجودون..
فإذا اعترفتم بعجزكم عن هذا، فسأعلن لكم أنّه لا توجد فعلا وسيلة علمية معروفة لإثبات هذا!
لكن رغم هذا أنا غير مقتنع بكلام هارون يحيى!!.. لماذا؟
لأنّ القرآن ينفيه!
والآن دعوني أفكر: إذا آمنت بالعلم وحده، فعليّ أن أشك في وجودي، لأنّ العلم واقف على أعتاب حواسي العاجزة!
أمّا إذا آمنت بالله، فإنّ القرآن هو المصدر الذي جاءني من خارج منظومة الخلق، وهو يؤكد لي أنّ المادة موجودة وأنّني موجود! (سأقول لكم الآيات لاحقا بإذن الله)
أترككم لعلمكم لفترة، قبل أن أنفي كلام هارون يحيى بالقرآن الكريم.
وعلى فكرة: إيرادي للآيات لن ينهي النقاش.. من رأى أنّ القرآن ليس كتابا سماويا، فما زال السؤال مطروحا عليه:
هل أنت موجود؟.. أعطني دليلا علميا واحدا!
11-23-2004, 03:28 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
قعقاع غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 97
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #28
هل تنكر وجود الله؟.. إذن فأثبت لي أنّك أنت موجود!!
أين اشاوس الإلحاد في المنتدى؟
هل يقرون جميعا بعجزهم عن إثبات وجودهم؟
:lol:
11-25-2004, 09:18 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
إيـمـان غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 121
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #29
هل تنكر وجود الله؟.. إذن فأثبت لي أنّك أنت موجود!!

يا قعقاع أنا أحترم اسلوبك جدا وقرأت فكرك

وما يدور بهِ هناااااا

ولكن يا سيدي تمنيت بفكري البسيط جدا أن تصل

إليه ولكنك لم تستطع .

إعتقادي أن تصل الفكره من أقصر الطُرق

ولم أجد هذا !!!

لذلك أحتاجُ كثيراً لفكر واعي ولكن أرجو وصول

ذاك الفكر

بطريقه أسهل ومقنعه لا غير .
11-25-2004, 10:12 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
قعقاع غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 97
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #30
هل تنكر وجود الله؟.. إذن فأثبت لي أنّك أنت موجود!!
أعتذر.. لكني أستخدم المنهج الذي يوصلني أسرع لأهدافي.. لكن هذا لا يمنع أن تكون هناك اساليب أخرى في مواضيع اخرى.
تحياتي
11-26-2004, 03:47 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  محاولة لاثبات وجود خالق البحث عن الحقيقة 70 13,176 04-12-2012, 10:53 PM
آخر رد: ahmed ibrahim
  عبدة الشيطان .. لكل من ينكر وجود الجن والشياطين !! مفكر .. سعودي 61 14,905 10-15-2011, 08:37 PM
آخر رد: ahmed ibrahim
  ما هو الدليل على عدم وجود الجان الباحثة عن الحقيقة 22 7,123 09-27-2011, 12:33 AM
آخر رد: القيس عون
  هل هناك دليل متفق عليه على وجود الله ؟؟؟؟ حــورس 60 13,142 07-16-2011, 07:18 AM
آخر رد: الجوكر
  هل تعلم ان اثبات عدم وجود اله اصعب بكثير في اثبات وجوده iyadsm100 28 8,156 06-18-2011, 11:06 AM
آخر رد: The.Rebel

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS