اقتباس: تروتسكي كتب/كتبت
نصوص لا يعترف بها الزملاء المسيحيون, و "السنس" الذي يرافق تذوقك لها مشبوه, فهل تجد نفس "السنس" و "الدرر" في الأناجيل القانونية, أم يقتصر ذلك على إنجيل "برنابا" لأسباب إسلامية بحتة لا علاقة لها "بالدرر"؟
ولا أدري ما الغرض من التلميح إلى العقلية القبطية وإلصاق صفة الفزع فيها من قراءة نصوص تاريخية, والإشارة إلى أنهم يلفقون النصوص وتأويلها بادعائك أنه يمكن استدلال ألوهية المسيح من النص البرنابي.
ألا تستطيع التذوق والتمتع بأطايب ودرر وجواهر نص برنابا بدون التعرض لمخالفيك بالدين ومحاولة النيل منهم؟
زميلي ...
أنا لاأنال من أحد , وانما أعرض حقيقة واقعية ...
وأنا كمصري اعيش في معقل الارثوذكسية الشرقية في العالم ( الاسكندرية ) أدرى بالعقلية القبطية من غيري ...
بالنسبة لما أشرت اليه من توفر ( السنس ) تجاه الاناجيل ((القانونية ))
فليس برنابا بالنسبة لي الا كانجيل متى سواءا بسواء , وأنا أقرأ الاأناجيل التي يعتبرونها قانونية ولاأجد بها أية اشارة صريحة الى ألوهية المسيح , وحتى الاشارات الضمنية التي يتمسكون بها تمسك البخيل بماله : فلاتلزمني بفلس لأن الفارق بين الله والانسان سيظل يمنع أي قبول لمثل تلك العقائد التي نقرأ عن أمثالها اليوم في كتب التاريخ والحضارات البائدة ...
وليس واحدا منها قانوني في اعتقادي بحكم التطورات البالغة التعقيد التي مرت بها العقيدة النصرانية ومحاولة ( أقلمة ) الاناجيل و ( أقنمة ) من جاء بالانجيل استجابة لعقائد الثقافة اليونانية والحضارة الرومانية الغازية التي يعتقد الكثيرون أن المسيحية غزتها , في حين أن الحقيقة أنها هي التي غزت المسيحية ...وكما قال ول ديورانت : أن المسيحية حينما دخلت روما انتقل اليها دماء الوثنية كما ينتقل دم الام الى الجنين ..
وكانت تلك نتيجة طبيعية لخروج بولس للكرازة في امبراطورية تفيض بالحياة والشباب ولاطاقة لتلاميذ المسيح ولا عامة المؤمنين بصد تياراتها الثقافية , ولأنه ليس في العقيدة النصرانية قاعدة ( سد الذرائع ) أو ( اغلاق باب البدع ) كما هو في الاسلام , ومن ثم كانت طوفان البدع الهادر الذي لم يقف حتى الان , والذي نجم عنه ( تلوّن ) المسيحية بمائة لون على مر التاريخ بحسب البيئة التي تحل فيها ...
وهذا أمر معلوم ومعروف لكل من قرأ شيئا بسيطا عن تاريخ المسيحية ...
وعدد الطوائف الان - الموجودة والمنقرضة - بحسب آخر الاحصائيات هو 21000 طائفة منقسمة على نفسها كما قرأت مؤخرا ...
وبينما كنت أتعجب مما ذكره الأب عبد الأحد داوود من أن عدد الطوائف في عصره ( في أوائل القرن الماضي ) كان خمسمائة طائفة كما في كتابه الانجيل والصليب : اذا بي أجد آخر الاحصائيات تهمش هذا الرقم كثيرا ...
كل هذا لايلزم مؤمنا متبعا لرسالة السماء الواحدة المتوحدة المتوافقة مع نفسها وان تعدد الرسل ....
وانما الذي يلزمه فقط هو تعاليم هؤلاء الرسل فقط ..
و السيد المسيح من الرسل الذين نؤمن بهم ... وكلامه وأفعاله التي نقلتها الاناجيل معظمها صدق والقليل منها كذب : وأنا أتمتع بكلامه وأمثاله ( المتوافقة مع بساطة الحقيقة ) سواء كان في انجيل برنابا أو انجيل يوحنا الذي هو أشدها تطرفا...
أنظر مثلا الى قوله في انجيل يوحنا : وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ...
وانظر الى قوله :
Mt:18:3:
3 وقال.الحق اقول لكم ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات. (SVD)
Mt:18:4:
4 فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الاعظم في ملكوت السموات. (SVD)
يعجبني هذا الكلام الذي يتفق مع بديهة العقل والمنطق والبساطة في نفس الوقت ...وأما الاساطير والتهويلات وحروب الرب مع الشيطان واحتيال الرب على الشيطان من خلال ( تجسده ) ونزوله على الارض في صورة رجل كما تجسد الشيطان قبل ذلك في ( الحية ) - وكأن الرب تعلم هذا من الشيطان !! - فكل تلك الملاحم أقرؤها قراءة حكيم زمانه لمقارنتها فقط بالحق البسيط جدا الذي يتوافق مع العقل : أنه لااله الا الله ( ... ) رسول الله ...
وضع مكان النقاط أي اسم جاء في القرآن الكريم سواء كان محمد بن عبد الله أو المسيح او موسى او ابراهيم او غيرهم عليهم الصلاة والسلام , فكل هؤلاء نحن نؤمن بهم وبرسالتهم الواحدة : عبادة الله الأعظم وحده ( وكلنا يعرف جيدا من أقصد بالله الأعظم ) ونبذ وطرح كل الركام الهائل من تلك الوثنيات البائدة التي بعث الله كل رسله لمحاربتها ..
اذا كان هذا هو اعتقادي : فأنا لاأتنقل بين الأديان لأبحث عن حقيقة وانما أنا أعرف جيدا ماهي الحقيقة ولايضرني جهل وحيرة العالم كله بفلاسفته ملحدهم ومؤمنهم , طالما أن ( بساطة ) الاسلام متوافقة مع بدهيات العقل ومتعارضة مع تهاويل الخرافات البائدة , ومحالات الفلسفات المعاصرة الملحدة .
شكرا لأخي الشبح وكل عام وأنت بخير (f)