القدس المحتلة ـ المركز الفلسطيني للإعلام
ربع مليون دولار ثمن سيارة مصفحة لـ "روحي فتوح" رئيس المجلس التشريعي السابق!! ( تدفع من ميزانية السلطة)
كشفت مسؤول كبير في أجهزة الأمن الفلسطينية النقاب عن ملف فساد جديد بطله أحد كبار كوادر حركة فتح، وذلك من خلال وثائق وزارة المالية في السلطة الفلسطينية، أنها وافقت على شراء سيارة مصفحة من نوع B M W لرئيس المجلس التشريعي السابق روحي فتوح، بقيمة مئتين وخمسة ألف يورو أي بما يعادل 241 ألف دولار أمريكي.
ووفقا للوثائق فإن كافة الإجراءات الإدارية والمالية لشراء السيارة قد تم إتمامها من قبل وزارة المالية، التي وافقت على ذلك.
وقال هذا المسؤول الرفيع المستوى في أجهزة الأمن، إنه سيتم خلال الأيام القادمة إحضار السيارة من الأردن ليتسلمها فتوح، وذلك بعد أن سلم سيارته السابقة من نوع مرسيدس موديل 1997 للرئيس الجديد للمجلس التشريعي الدكتور عزيز الدويك.
وحسب الوثائق، فقد وجه فتوح لوزير المالية الدكتور سلام فياض ما يلي: "في ضوء الحديث الشفوي الذي جرى بيننا بشأن شراء سيارة مصفحة، أرجو العلم بأنني حجزت سيارة B M W 7451 مصفحةB-6 وقوة محرك "4.4" -6 سرعات أوتوماتك موديل 2005، وأن السعر من المصنع بعد انتظار عشرين شهرا ثلاثمائة وخمسة ألف يورو "315000"، ومعروضة علينا الآن بمبلغ مائتان وخمسة آلاف يورو "205000" غير مستعملة والعداد على الصفر "ZERO". الرجاء تعليماتكم من أجل تسديد ثمنها البالغ مائتان وخمسة آلاف يورو "205000 " وسيتم شراؤها من الأردن".
ويظهر على الرسالة التوقيع والموافقة الخطية لوزير المالية فياض بتاريخ 25/8/2005، وإحالة رسالة فتوح إلى فريد غنام مدير عام الموازنة بوزارة المالية، والذي بدوره رفع كتابا إلى موسى الوزير مدير عام اللوازم العامة، ورئيس لجنة العطاءات المركزية في وزارة المالية.
وجاء في رسالة غنام الموجهة لموسى الوزير والمؤرخة بتاريخ 30/8/2005: "بالإشارة إلى موافقة معالي السيد وزير المالية حفظه الله بتاريخ 25/8/2005 على شراء سيارة مصفحة من الأردن للأخ روحي فتوح رئيس المجلس التشريعي المحترم، يرجى الإيعاز لمن يلزم لعمل الإجراءات اللازمة بالخصوص وحسب الأصول وموافاتنا بطلب ارتباط مالي بقيمة السيارة المطلوبة 205000 يورو على مركز مسؤولية النفقات الطارئة، بند نفقات طارئة متنوعة حتى يتسنى لنا عمل اللازم والخصوص".
وقد رد مدير عام اللوازم العامة في وزارة المالية موسى أحمد الوزير على كتاب غنام برسالة مؤرخة بتاريخ 11/9/2005 جاء فيها "إشارة إلى كتابكم بتاريخ 30/8/2005 المتضمن موافقة معالي وزير المالية على شراء سيارة مصفحة من الأردن للأخ روحي فتوح رئيس المجلس التشريعي بقيمة (205000 يورو)، يرجى الإيعاز لمن يلزم نحو تحويل المبلغ للصندوق القومي الفلسطيني – عمان على أن يتم التسديد حسب النظام من خلال الصندوق".
وبهذا الخصوص أرسل فريد غنام "مذكرة داخلية" بتاريخ 18/9/2005 إلى إسعيد القدرة وكيل وزارة المالية المساعد جاء فيها: "بالإشارة إلى موافقة معالي وزير المالية حفظه الله بتاريخ 25/8/2005 على شراء سيارة مصفحة من الأردن للأخ روحي فتوح رئيس المجلس التشريعي بمبلغ 205000 يورو يرجى الإيعاز لمن يلزم لعمل اللازم لتحويل المبلغ إلى الصندوق القومي الفلسطيني خصما من مركز مسؤولية النفقات الطارئة بند نفقات طارئة متنوعة".
وظهر على المذكرة الداخلية الموافقة الخطية مع توقيع بتاريخ 18/9/2005: "السيد جواد الباز حفظه الله، لتحويل المبلغ للأردن للصندوق القومي كسلفة تسدد"، علما بأن الباز يعمل مديرا عاما للمدفوعات في وزارة المالية كما يظهر على المذكرة العبارة التالية مع توقيع بتاريخ 24/9/2005 "الأخ عوني..لتحويل المبلغ كسلفة بناء على تأشيرة السيد وزير المالية والسيد وكيل مساعد وزارة المالية".
وقالت مصادر مطلعة، إن هذه الصفقة في حال إتمامها الآن ووصول السيارة إلى فتوح تعد خرقا لمفاهيم الديمقراطية، ففتوح لم يعد رئيسا للمجلس التشريعي، وليس بحاجة إلى مثل هذه السيارة التي يجب أن تعود أموالها إلى الخزانة العامة.
وأعرب المسؤول الأمني الكبير عن استغرابه من حالة الإسراف التي تتعامل بها الحكومة الحالية، في وقت تعاني الخزينة العامة من أزمة مالية خانقة، وهناك تهديد بتأخر رواتب الموظفين، مشيراً إلى أن مثل هذه الصفقات والسيارات كان الأجدر أن تصرف لانتشال أسر كثيرة من الفقر.
وتساءلت أوساط فلسطينية عن السبب الذي يدفع فتوح لشراء مثل هذه السيارة المصفحة في وقت لا يوجد أي تهديد على حياته من أي جهة سواء الاحتلال أو غيره، فهو يتنقل كما يشاء بين شقي الوطن ولا يهدده أحد في الداخل الفلسطيني.
وأكدت مصادر مقربه من المجلس التشريعي، أن هناك العديد من ملفات الفساد قام كبار موظفي الوزارات بتسليمها للقادة ومسؤولي حركة حماس لمحاسبة الفاسدين.
كما أكدت تلك المصادر أن هناك الكثير من الشرفاء في حركة فتح، يتعاونون مع جهود الإصلاح التي تنوي حركة حماس القيام بها.
يذكر أن الكشف عن قضية السيارة المصفحة "الفاخرة"، تأتي بعد أيام من تصريح صحفي لجهاد الوزير، وكيل وزارة المالية في السلطة (21/2)، قال فيه: "إن السلطة الفلسطينية تمر بأزمة مالية "تهدد ببركان لا يمكن التنبؤ بعواقبه"، مؤكداً أن خزينة السلطة الفلسطينية حاليا خاوية تماماً، وغير قادرة حتى الآن على توفير رواتب الموظفين لهذا الشهر (شباط/فبراير الماضي).
هذا الملف يلغي كل مصداقية ممكنة للمجلس الفائت .........