اقتباس: Romeo كتب/كتبت
الزميل زياد الزميل اسحق و الزميل جريندايزر قالوا ان الرسول شك و الآيات التي تقول كدت تركن كلها تشير إلى انه كاد يميل للمشركين
سؤالي ما الذي يدفعك لتقطع ذلك بالقول انه لم يشك للحظة؟
الزميل زياد / زيد لم يقل ذلك بدليل أنك تسأل: ما الذي يدفعك لتقطع ذلك بالقول انه لم يشك للحظة؟
وهذا السؤال قد أجبته من قبل. فإن قلت أريد مرجعًا نحويًّا فإن القرآن الكريم مرجع نحوي وبلاغي ولغوي أيضًا. يقول الله عز وجل في كتابه:
{قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} (81) سورة الزخرف
فهل للرحمن ولد فعلًا؟
إنه
أسلوب من أساليب استخدامات "إن" الدال على الفرض المستحيل وقوعه.
يقول الحق جل وعلا:
{وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (35) سورة الأنعام
فهل يستطيع سيدنا محمد أن يشق نفقًا في الأرض أو يخترع آلة تصعد به في السماء ليأتيهم بآية؟
إنه الفرض الدال على استحالة الوقوع.
ونقرأ:
{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (65) سورة الزمر
لئن: هي "إن" مسبوقة بلام التوكيد.
فهل سيشرك سيدنا محمد والأنبياء من قبله لكي يوحي الله إليهم بذلك؟
إنه الفرض الدال على استحالة الوقوع، ولكي تعلم أيها العبد أن الله فضل محمدًا لا لأنه محمدٌ الرسول بل لأنه الرسول محمد وكذلك باقي الأنبياء والمرسلين، فضلهم الحق عز وجل بصفاتهم لا بأسمائهم ونسبهم، لتعلم أن الجميع عباد الله العادل الكريم ذو الفضل العظيم وكلنا بين يديه سواء لأنه هو الذي خلقنا فنحن عياله.
وكذلك:
{وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} (120) سورة البقرة
فهل معنى ذلك أن سيدنا محمدًا اتبع أهواء الذي كفروا ومن ثم ليس له من الله ولي ولا نصير؟؟؟!!!
نقول إن كل هذه الأمثلة تشير إلى أحد استخدامات "إن" لتدل على الفرض المستحيل وقوعه ولتشير إلى عدالة الله بين عباده جميعًا. أي أن هذا الخطاب موجه إلى المؤمنين أيضًا. لذلك يختم الله الآية بقوله:
لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ
فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95) (يونس)
فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ: فهو خطاب مقصود به المؤمن والأمة من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا أسلوب مشهور في القرآن الكريم. لذلك يقول الحق عز وجل في نفس السورة:
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (104) سورة يونس
فهل بعد كل هذه الأدلة نقول ما نقول؟
كنتُ قد استشهدت بتفسير "الألوسي" من قبل، وأضيف تفسيرًا آخرًا:
{ فَإِن كُنتَ فِي شَكّ } أي في شك ما يسير
على الفرْض والتقديكقوله عز وجل : { قُلْ إِن كَانَ للرحمن وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ العابدين } وقوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} ونظائرِهما. (تفسير أبو السعود)