سلام ومحبة لجميعكم (f)
الزميل إسحق بعد التحية..
أنا حينما لا اعرف شيئاً ما، فلا أتكلم، بل أنتظر من يعرف، فأستفاد بمعلومة جديدة..
وإن طال الإنتظار، فأبحث بنفسى عن إجابة..
فإن وجدت، كان خيراً.. وقد أجد إجابة لا تقنعنى شخصياً وبالتالى لن أحاول إقناع بها غيرى..
والآن.. بما أن "حارس السراب" و"اسحق" شخصان إثنان..
فهل هما متفقان على هذا المنهج؟
هنا وأترك المايك لك (f)
الزميل الصاعقة، تحية طيبة لك وسلام.. (f)
اقتباس:_((1وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: «امْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا»)).صموائيل الثاني 24/1
متناقض مع
_((1 وَوَقَفَ الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ.))أخبار اليوم الأول 21/1
ارجو منكم التوضيح من الذي حرض داوود الشيطان ام الله ؟؟؟؟
هل تعلم.. لقد أعدت لى ذكريات عديدة..
أذكر أن الإختلافات بين القصتين فى صموئيل وأخبار الأيام كانت بداية تحولى لللادينية سلفا :)
ما علينا..
أنظر يا رفيق.. وستلاحظ أمراً جدير بالدراسة..
أولاً آية :"وَوَقَفَ
الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيل" هى أول ذكر للفظة "شيطان" فى العهد القديم..
ماذا يعنى هذا؟
يعنى أن أى قصة ورد فيها ذكر الشيطان وتكررت بالمصادفة قبل أخبار الأيام الأول.. لن تجد الشيطان مذكوراً بشكل عام.
هناك عدة أسفار (ومنها أخبار الأيام) مكتوبة بالطريقة الكهنوتية، وبالتالى فهم يهتمون ويراعون أموراً أخرى غير الظاهرة فى القصة لو تكررت فى موضع آخر..
فمثلاً هو هنا، إهتم بالتسلسل لدعم العقيدة تهذباً مع الله برد الأصل للشيطان.. بينما لا نجد ذلك راعاه الكاتب فى سفر صموئيل.
نحن جميعا كمؤمنين (مسيحيين ومسلمين ويهود) نؤمن بأن الله هو مسبب الأسباب، ولا يحدث أمر ما إلا بإرادته وبمشيئته.
كما نؤمن أيضاً جميعاً بأن الشيطان مخلوق هدفه الإضلال والغواية للإنسان.
لذا، يحدث كثيراً أن يرد الإنسان الخطأ الشخصى لذاته،
فيقول "أنا أخطأت، وليغفر الله لى"
أو أن يرد الخطأ لمسبب الضلال،
فيقول "أعثرنى إبليس اللعين، وليغفر الله لى"
أو كما نقول بالعامية "ضحك علىّ الشيطان، والشيطان شاطر"
أى أننا قد نعترف بالخطأ ونرده لأنفسنا.. أو قد نعترف به ونرده للشيطان باعتباره الذى أغوانا (مسكين الشيطان معنا، نشركه مسؤولية كل شر بداخلنا :D )
برغم أن إيماننا جميعاً مؤسس على أن الأصل هو الله، سواء فيما فعلناه من صلاح أو ضلال.
لكن لا يستسيغ المؤمن قول هذا تهذباً وإجلالاً لله..
وهذا ما راعته الطريقة الكهنوتية فى السرد برد الأمر للشيطان..
لكن فى ارض الواقع.. فنحن جميعاً نعلم أن كل أفعال الشيطان تتم بسماح من الله
أرجو أن يكون المعنى قد إتضح الآن، فسواء هنا إو هناك، فالله هو دائما الذى سبب كل الأفعال والموضوع هو تهذب مع الله فى السرد.
اقتباس:ثانيا
_((18وَهَرَبَ أَرَامُ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ, وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ سَبْعَةَ آلاَفِ مَرْكَبَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ, وَقَتَلَ شُوبَكَ رَئِيسَ للْجَيْشِ.))أخبار اليوم الأول 19/18
متناقض مع
_((18وَهَرَبَ أَرَامُ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ، وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ سَبْعَ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَضَرَبَ شُوبَكَ رَئِيسَ جَيْشِهِ فَمَاتَ هُنَاكَ.))صموائيل الثاني10/18
من فضلكم أجيبوني ، أيهما نصدق و الفرق عشر أضعاف كاملة ؟
أنت وضعت يدك على موضوع خطير جداً، وهو إختلافات الأرقام فى العهد القديم..
هذا الموضوع متكرر بشكل عجيب، ولست أدرى كيف إنتقلت فى القراءة إلى الخلف (ترتيب النقطة "ثانياً" يسبق النقطة "أولاً" فى ترتيب الكتابة) إذ أنك كنت ستلاحظ إختلاف أعداد الشعب فى القصتين، أو إختلاف العقوبات التى أنذر بها الله، إو إختلاف الثمن الذى إشترى به "داود" الضيعة من "اليبوسى" لإقامة تقدمة لله.
لست أدرى ألم تلاحظ هذه النقاط؟ أم لاحظتها وتؤجلها إثنين إثنين كما تقول؟
الأرقام بشكل عام فى الأسفار المكتوبة بالطريقة الكهنوتية، مختلفة عن غيرها..
ويبدو أنها نوع من الترميز أو التشفير أو استخدام وسيلة كهنوتية غير معتادة فى الأرقام، لا أستطيع أن أجزم بشيئ محدد بدون معلومات كافية.
لكن أعتقد الزميل "ابن العرب" قد كتب موضوعاً كاملاً عن هذا الأمر، وهو أكثر خبرة وعلما منى.
لكن بشكل عام، فهذا الإختلاف مقصود.. الذى نجهله هو الحكمة من هذا الإختلاف.
من أين أتيت بمقولة أن الإختلاف مقصود؟
ببساطة لأن الكاتب واحد.. فحتى لو أهملنا أى قدسية للأسفار التاريخية، ومع إهمالنا لموضوع "الوحى" أو "حفظ الله لكتابه" أو أى أمور عقيدية، فمن غير المنطقى أن أعتقد أن شخصاً واحداً كتب شيئاً ما مرتين دون أن يقصد أن يترك هذا الإختلاف.
إذ أنه لو كان كثير النسيان على أقصى إفتراض، فمن الطبيعى أن يراجع الكتابة الأولى.
ثم من غير المنطقى أساساً أنه يترك شيئاً ما مثل هذا فى كتاب واحد دون أن ينتبه.
إذن فهو يقصد هذا.. والمشكلة الحقيقية التى تواجهنا هى معرفة المقصود من هذه الطريقة الكهنوتية، إذ لابد أن لها حكمة ما تنتظر كشفها.
سأحاول أن أبحث عن موضوع الزميل "ابن العرب"، فهو قد قدم خطوات جيدة فى محاولة فهم هذه الحكمة ولم أهتم بها وقتها، إذ كان كل ما يشغلنى أن الأمر مقصود أم خطأ يهدد عصمة الكتاب.
تحياتى ومودتى (f)