اقتباس:من أخطر ما يهدد التعامل مع القرآن وفهم معناه، هو الذاتية، والمسلمات القبلية
التي يحملها المفسر والباحث في القرآن، وبالتالي يعمل هؤلاء المتعاملون مع القرآن
على فرض آرائهم ومعتقداتهم وتحميلها على القرآن الكريم
اقتباس:إن ظاهرة التماسك والترابط الموضوعي في القرآن تلفتنا إلى وحدة الأهداف في الآيات، كما تلفتنا ظاهرة الترابط العضوي في جسم الإنسان إلى وحدة الوظائف في الأعضاء؛ فكما لا يؤدي أي عضو وظيفته كاملة بمعزل عن بقية أعضاء الجسم ..
لا تؤدي الآية الواحدة كامل معناها بمعزل عن بقية الآيات؛ فآيات القرآن يكمل بعضها بعضاً ويفسر بعضها بعضاً، وتؤدي معاً المعنى السليم المقصود منها. إن المعرفة التجزيئية القائمة على فهم آيات القرآن بمعزل عن الآيات الأخرى ذات الموضوع الواحد، تبقى معرفة ناقصة المدلول، هشة المباني، مبهمة المعاني
اقتباس:معنى الدين فـي هذا الـموضع: الطاعة والذلة
وهذا يعنى ان . الاسلام دين الاولين والاخرين وهو دين عام في كل زمان مكان فنوح وابراهيم ويعقوب والاسباط وموسى وعيسى ومحمد والحواريون كلهم دينهم الاسلام الذى هو عبادة الله والاستسلام له و الاخلاص اليه وان تنوعت شرائعهم
اقتباس:هذا معني الدين عند الله الاسلام
وهو الاسلام دين عام جاءت به كل الرسل والقائم علي التوحيد والطاعة لله وهذا الدين
الذي جاءت به الرسل المختلفه يحتوي على شرائع مختلفه فقد جعل الله لكلا منهم شرعة ومنهجا فلا يستعلي اتباع رساله الرسول محمد علي غيرهم بانهم فقط المسلمون لأجل ذلك نجد القرآن لا يستعمل لفظة الدين بصيغة الجمع مطلق فلا يقول : ” الأديان ”و إنما يذكره بصيغة المفرد
اقتباس:و كانت الشرائع في كل زمن وظرف طريقاً للوصول إلى الدين الواحد
قوله: "وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً" في الإشارة إلى شريعة سيدنا محمد لا مبرر له ولا دليل عليه،
فالآية تحتمل أيضاً المعنى العام للفظة "الإِسْلاَمَ" أي تسليم الوجه إلى الله والإذعان لأوامره تعالى
اقتباس:وهذا هو جوهر الدين وحقيقته. وبهذا المعنى وصف الله الأمم السابقة بالإسلام كما قال في معرض الحديث عن سيدنا إبراهيم: "إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ العَالَمِيينَ " ، أو دعاء سيدنا إبراهيم وإسماعيل "رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمِينَ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَك"، وكذلك وصيّـته لبنيه: "يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُم الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُسْلِمُونَ"
اقتباس:أن الإسلام بمعناه العام هو طاعة الله وإسلام الوجه إليه تعالى وهو أساس العبودية للّه ولا يتصوّر إيمان المرء بدين سماويإلاّ إذا كان مقروناً بتسليمه لأمر الله ظاهراً وباطناً.
وبهذا المعنى جاءت الآية المباركة: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ"١٢.
ومن الواضح أن صرف دلالة كلمة الإسلام - معرفة بالألف واللام - في هذه الآية إلى رسالة سيدنا محمد وحدها ينفي وصف الدين عن رسالة كل من سيدنا موسى وسيدنا عيسى، وهو ما يناقض آيات القرآن الصريحة بأن ما جاء به
سيدنا موسى وسيدنا عيسى كان حقاً من عند الله. والمعلوم لغة أن كلمة "الدِّينَ" - معرفة بالألف واللاّم - وبدون تخصيص تعني أولاً: الرابطة بين العباد وخالقهم ولا تقتصر على رسالة معيّنة بل تشملها جميعاً .
كما تعني ثانياً:
أن هذه الرابطة واحدة على ممرّ الزمن، وأن تتابع الشرائع المعدّلة لأحكام هذا الدين الواحد هي سرّ دوام حيوية هذه الرابطة وصلاحها مع تغيّرِ الظروف والأحوال.
نادراً ما نجد مثل هذا العرض الناضج لتعاليم الأنبياء التي اختلف حولها أتباعهم وتراشقوا بينهم بالحجارة ..
ليس هناك تكفير بحسب اختلاف النبوة .. وعليه فليس كل أهل الكتاب كفار !
فبحسب النظر الدقيق للقرآن : لا يمكن أبداً أن نستخلص أن من لم يؤمن بالنبي محمد (ص) فهو كافر لمجرد ذلك فحسب ! وإنما يقرر القرآن أن كفر الكافر يكون بسبب تغطية حقائق الدين الأصلي النقي الفطري الذي أنزله الله تعالى وبعث به جميع الأنبياء .. وأما مجرد انكار رسالة النبي اللاحق مع العمل بتعاليم النبي السابق فهذا لا يخرج المرء عن دائرة الايمان بالله واليوم الآخر ..
وإلا كيف نفهم قوله تعالى ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من ىمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ! هل هم قوم موسى وعيسى في زمنهم ؟ هذا لم يردفي الآيات ولا دليل عليه إلا في عقول حمير السلفية !
وكيف نفهم قوله تعالى : ( قل يا اهل الكتاب لستم على شئ حتى تيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم ) ! هل هم معاصروا أنبيائهم أيضاً ؟ هذا تكلف وتنطع وتعطيل لبيان القرآن الراقي البراق الخالد ..
وكيف نفهم ان الله تعالى لم يقل أن ( المسيحيين ) كفار , وإنما قال ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ) أي غطوا الحقيقة وكتموها مع وصول الآيات والدلائل والبراهين على بطلان تلكم العقائد ..
فلم يقل لقد كفر الذين قالوا إنا نصارى .. فلو كانوا موحدين لم يكونوا كفاراً وإنما يكونوا قد خالفوا بشارة وردت في كتبهم فخسروا كثيراً من الخير ..
إذن :
- هناك معيار النبي والرسول اللاحق (
وهذا المعيار هو المتداول الآن بين الناس في الرسالات الثلاث , وهو معيار خاطئ )
- وهناك معيار العمل بما أنزل الله تعالى وعدم الخروج عنه .. لا في العقائد بتأليه المخلوق وتسويته بالخالق , او في العبادات بتحليل الحرام أو تحريم ما أحل الله ..
وهذا هو المعيار القرآني ..
من لم يفهم أن هناك معياران على هذا التفصيل , وأن المعيار القرآني ليس هو المأخوذ به عملاً : فإنه يتخبط ويضطرب , ويظن أن القرآن يكفر جميع النصارى , ويظن آخر ان القرآن يمدح عقائد النصارى ..
ليس هناك اسلام جاف هجومي محض بالمفهوم النصراني , وليست هناك مسيحية عند الله تعالى تختلف عن المسيحية البسيطة التي أتى بها السيد المسيح .. وكل ما استجد بها فهو من البدع التي لحقت برسالة المسيح .. لقد كان هناك تفاخر وسباق شديد بين الشعوب الوثنية في الانتماءات الدينية أشبه بالانتماءات السياسية اليوم , وفي الوقت الذي امتلأت الأرض بذكر بعل وعشتاروت ومردوخ وميثرا وو .. لم يوجد شعب من شعوب الأرض يذكر الله الحق إلا شعب اسرائيل , ولكن اليهود يميلون إلى الوثنية وينحذبون إليها انجذاب برادة الحديد إلى المغناطيس , وقد نجح أحدهم في دس هذه العقائد في دين المسيح بإعلاء ذكر المسيح نفسه ( كما تصوروا أن هذا إعلاء ) إلى مرتبة أبناء الله وأنصاف الآلهة ..
ومع أن عقائد الصلب والفداء والتثليث الخ قد أتت فيها براهيم وآيات أدلة على بطلانها , وأثبت علماء مقارنة الأديان منذعشرات السنين أنها موروثة عن الوثنيين : إلا أن اخواننا النصارى لا يزالون يقيمون عليها .. ربما لأنهم ألفوها وورثوها وليس من السهل مفارقة الموروثات , وربما لأنهم صدقوا علمائهم حين قالوا لهم بأن الشيطان هو الذي فعل مثل هذا قبل بعثة المسيح ليشكك في المسيح !!
وأسهل طريق لإثبات باطل هو إدخال الشيطان في اللعبة ليسهل تمريرها ..
في حين أنك لو دققت فستجد أنه لا حاجة لكفارة وفداء , لأنه من الأساس لا خطيئة أصلية , فلا مقدمة فاسدة يتبعها نتيجة غير لازمة ..
وهذا موضوع قديم كنت كتبته حول معرفة معيار صجق الرسول والنبي , وأنه ( التنبؤ بالسلام ) أو الإسلام بعيداً عن ملحمة الدماء والذبح والصلب وهذه المشكلات المخطط لها في الأزل كما يزعم شاول ..
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=22152
وهذا المعيار قد ورد بسفر إرميا وغيره .. كما في هذا الرابط ..
والنبي (ص) لم يأت بدين مختلف عن اخوانه بل هو دين كوني واحد كما قلنا .. ولذلك فجواب من يسأل : ما الجديد الذي أتى به النبي (ص) هو :
تجديد عقائد الإسلام وإعادة الدين الحقيقي بدلاً من المزيف الدموي ..
( والله لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم ) ...
[/u]