خلاصة الحديث حول حد الردة والذي إنتهى في هذا العصر كما انتهت الكثير من الأحكام ولم يعد لها مجال للتطبيق أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطبق حد الردة في يوم من الأيام ولم يقتل مرتداً واحداً - أقصد الردة السلمية - وليست تلك التي أعقبها هجاء للنبي ومحاربة له وتأليب للقبائل عليه ، كما أن الحد لا يوجد عليه إجماع كما يشاع ، فأكابر علماء الدولة الإسلامية قديماً وحديثاً رفضوا حد الردة ولم يقولو به مثل الإمام أبو حنيفة والإمام النخعي والإمام سفيان الثوري - الذي كان له مذهب كامل واندثر - كما أن هناك علماء معاصرين رفضوا الحد وأقرو حرية الدين مثل الإمام شلتوت والإمام أبو زهرة والإمام القرضاوي وعلماء أصوليين مثل العلواني وأبو طه وغيرهم الكثير .

بخصوص حروب الردة بين أبو بكر والقبائل العربية ، فمنها ما كان ضد من رفض دفع الزكاة ومنها ما كان ضد من إنقلب عن دينه وانقلب على الدولة الإسلامية وتمرد عليها فهناك فرق بين الخروج من الإسلام والخروج عليه هذه نقطة .

النقطة الثانية بخصوص الغلط التاريخي الذي وقع به المسلمين سابقاً حول هذا المبحث أن الدين سابقاً كان هو المحرك للشعوب والأمم ، وكان ولاء الناس لأديانهم وليس لأوطانهم ، بمعنى أن أي ترك للدين معناه تمرد على الدولة ووقوف بجانب أعدائها وهذا كان حال أغلب المرتدين في التاريخ الإسلامي ، كما أن هناك حالات ذكرها القرآن عن بعض أهل الكتاب الذين يدخلون في الدين الإسلامي ثم يتركوه دفعة واحدة لكي يفتنوا الناس عن الإسلام ويشيعو ضعفه وعدم تقبل النفس البشرية له ، بعكس الموجود الآن فالتاريخ يتغير في كثير من وقائعه وأحكامه ومصالحه .