اتهام عمر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يساوي نظرية سحر الرسول،

وهي تعني باختصار أن الله عز وجل قد فشل في وعده في الحفاظ على قدرة رسوله، أي رسول، في تبليغ شيء من الدين.

فلا تصح نظرية أن أحدا قد منع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كتابة شيء، لا بحجة الوجع ولا بحجة الهذيان ولا بغيرها، لأنها تعني باختصار أن الوحي ناقص وأن الله لم يعصم رسوله من الناس حتى يبلغ الرسالة.

لا يقال هنا أن الرسول قد اجتهد بأن يبلغ الأمر شفاها أو كتابة، لا يقال ذلك لا سيما في الأصول الجعفرية الاثني عشرية، لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يجتهد ولا يرد الاجتهاد بحقه مطلقا. فقوله وفعله بذاته وحي.

سولافة خميس الرزية لا تنسجم مع القرآن مطلقا، مثلها مثل سولافة سحر الرسول، وقد قبلها الجعفرية الإثني عشرية مثلما قبل الكثير منهم سولافة أن عمر أو بعض غلمانه قد عصروا فاطمة عليها السلام بين الباب والحائط حتى كسرت الضلع وأسقطت المحسن وثبت المسمار في لحمها. ظنا منهم أنها إساءة لعمر، وهي أكبر الإساءات لو صحت لرسول الله ولدين الله ولبني هاشم جميعا ولعلي والعباس عم رسول اللهم منهم خاصة، قبل أن تكون فيها إساءة لعمر أو غيره من "الحزب القرشي".

وهو لا يقدم مشروعا سياسيا واقعيا لحل مشكلة السلطة والعلاقة بين المجتمع والسلطة كما أسلفنا في موضع آخر، بل تحول السياسة من مشروع واقعي بشري إلى مشروع غيبي معلق بأشخاص موهومين أو ميتين.