الزميل العزيز ابن العرب .. تحية طيبة
اقتباس:كتب ابن العرب:
هذا المسيح ، لم يتنكر للعهد القديم، إذن فهو من الله موحى، لكنه تنكر للكثير من التعاليم الواردة فيه ، وللكثير مما جاء به موسى، إذن، فليس كله وحيا إلهيا، بل فيه أيضا تفاعلات المؤمنين وردود فعلهم إزاء كلمة الله المعلنة. فهل يصح أن نقول أن الكتاب المقدس "أحداثا تاريخية 100%؟!
كيف يكون الله قد أعطى لموسى أن يشرع الطلاق ويجيزه، وهذه حقيقة تاريخية 100%، ثم نجد يسوع المسيح يعلن أن الله لم يرد ذلك، وأن هذا تشريع من موسى بسبب غلاظة قلوب الناس؟!
فما هي الحقيقة التاريخية الموحى بها 100%؟!
أهي وحدانية الزواج وعدم جواز الطلاق أم أنها جواز الطلاق؟!
هذا تناقض لا يمكن القبول به، خاصة أن المسيح يسوع نفسه يعترف به ويرفضه بدوره.
لم يتنكر السيد المسيح لتعاليم العهد القديم ولم يرفضها .. ولكنه بررها بأنها كانت بسبب غلاظة قلوب اليهود وقساوتهم الزائدة فأعطاهم تعاليم تناسب قامتهم .. فتلك التعاليم كانت من الله بواسطة موسى ولم تكن من تأليف موسى على الإطلاق :
متى 19:
3 وجاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين له هل يحل للرجل ان يطلّق امرأته لكل سبب.
4 فاجاب وقال لهم أما قرأتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وانثى
5 وقال.من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا.
6 اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد.فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان.
7 قالوا له فلماذا اوصى موسى ان يعطى كتاب طلاق فتطلّق.
8 قال لهم ان موسى من اجل قساوة قلوبكم أذن لكم ان تطلّقوا نساءكم.ولكن من البدء لم يكن هكذا.
9 واقول لكم ان من طلّق امرأته الا بسبب الزنى وتزوج باخرى يزني.والذي يتزوج بمطلّقة يزني.
والدليل على أن السيد المسيح لم يتنكر ولم يرفض تعاليم العهد القديم نجده فى الآيات التالية :
متى 5:
17 لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.[COLOR=Red]ما جئت لانقض بل لاكمّل.
18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض
لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أنا لم أقل أن الكتاب المقدس أحداثاً تاريخية 100% .. ولكن ما قلته أن جميع الأحداث التاريخية المذكورة فى الكتاب المقدس صحيحة بنسبة 100% .
اقتباس:كلام بولس لا يتعارض بتاتا مع ما أقول به أنا (أو بالأحرى الكنيسة الكاثوليكية)، فالكتاب المقدس، من أول حرف في العهد القديم وحتى آخر حرف في العهد الجديد، هو نافع للوعظ والإرشاد وغيره. وهو أيضا موحى، أي أنه دون بوحي إلهي. ولكن هذا لا يعني أن كل ما فيه هو كلام إلهي. وأنت أدرى بما أقول.
نعم كل كلام الكتاب المقدس دون بوحى من الله وهو رسالة الله الى البشر .. وهذا لا يمنع أن فى الكتاب المقدس كلام من أشخاص الى أشخاص وأفعال أشخاص وخطايا أشخاص وكلام الشيطان وأفكاره .. وهذه كلها دونت بوحى من الله لبيان رسالته الى البشر وهى أن الخطية خاطئة جداً وأن الشيطان هو عدونا الذى يريد هلاكنا ولبيان عواقب الخطية المميتة وإعطائنا عبرة ممن سبقونا ..
فمثلاً عندما أبعث اليك رسالة وأقول لك فيها أن عدوك فلان الفلانى يريد أن يقتلك وشتمك وقال كذا وكذا .. فهل كلام العدو فى رسالتى يقلل من أننى كاتب الرسالة وأننى صاحب الفكر فيها وذكرى لأفكار عدوك فيها ما هو الا بإرادتى لبيان فكرة ما لتحذيرك أو تنويرك ..
إذاً كل الكتاب موحى به وهو رسالة الله الى البشر ..
اقتباس:يمكنك أن تعلن أن "ابن العرب" يتبع هرطقة، فأنت حر فيما تذهب إليه. فأنا لا أتوقع أن تعاملنا الكنيسة القبطية خيرا مما تعاملنا به الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية. لكنني لن أعلن أبدا أن أبناء الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية أو القبطية هم هراطقة، وذلك لأننني أعرف تماما أنهم إخوة لي في الإيمان بيسوع المسيح ، وأنهم يؤمنون بما أومن به تماما، وما الاختلاف إلا في أمور بسيطة لا تمت للعقيدة بصلة، ولا بد أن نتوصل يوما إلى فهم أحدنا الآخر بصورة أفضل
أنا لم أعلن أن "ابن العرب" يتبع هرطقة وإنما ما قلته أن من يتبع هذا الفكر فهو قد خرج عن الإيمان المسيحى القويم واتبع هرطقات مهلكة .. أنا لا احارب اشخاصاً ولكننى أحارب فكراً ..
أنت قلت فى مناقشات سابقة أنك لا يشرفك أن تؤمن بإله يأتى بطوفان يهلك البشرية جمعاء .. أى أنك لا تصدق الكتاب المقدس فى قصته عن الطوفان وقس على ذلك غيرها من الأحداث مثل قصة يونان فى بطن الحوت وحرق سدوم وعمورة وغيرها ..
ولكننى أعلنها أننى إفتخر بإله العهد القديم أيما إفتخار وهو ذاته إله العهد الجديد الذى صُلب على الصليب لأجلى .. هو هو الذى أتى بالطوفان وأهلك البشرية جمعاء وكل نفس حية ما عدا ثمانية أنفس وما معها من حيوانات فى الفلك .. هو هو الذى صعد على عود الصليب بإرادته ليعانى من سكرات الموت لأجل تبريرى بدمه وفدائى من الهلاك الأبدى الذى إستحققته بسقوط طبيعة أبى آدم بسبب مخالفته أمر الله وعصيانه المميت .
إن عدم تصديقك لقصة آدم وحواء وقصة الأكل من الشجرة والحية وغيرها من القصص المذكورة فى الكتاب المقدس أجد فيه عجباً .. فلماذا إذن مات المسيح على عود الصليب ؟؟ هل مات على عود الصليب لأجل خطية وهمية أو سقوط خيالى للبشرية ؟؟ أم أن الصليب كان فيلماً تسجيلياً ؟؟ أم أن المسيح كان شخصية كرتونية ؟؟
أنا لا أعتقد أن كل الكنيسة الكاثوليكية تنادى بما تنادى أنت به .. المدرسة التى تتبعها للتفسير الرمزى البحت للكتاب المقدس وقعت فى فخين مهلكين :
1- ضعف الإيمان أمام هجوم من يُسمون أنفسهم "علماء" على الكتاب المقدس وقد تبين على مر التاريخ كذب هؤلاء "العلماء" وصدق الكتاب المقدس .. وقد حاول بعض رجال الدين الكاثوليك محاولة الخروج من مأزق هذا الهجوم وصدقوا "العلماء الكذبة" وكذبوا الكتاب المقدس .. فأنكروا حدوث تلك القصص المذكورة فى الكتاب المقدس وكانت فى نظرهم "أساطير بشرية بوحى إلهى" أو "مؤلفات إلهية" لتعليم البشر ..
ولكن هيهات أثبت الزمن صدق الكتاب المقدس وكذب العلماء .. أثبتت الحفريات والمخطوطات وكل الإكتشافات التى تتوالى تباعاً شموخ وصدق الكتاب المقدس .
2- شجع إنطباق التاريخ مع الرمز بعض علماء الكاثوليك ليصبغوا تاريخية الكتاب المقدس بـ "الرمزية البحتة" .. وكأن كل تلك القصص تم تأليفها بواسطة مؤلف قدير ليتلائم الرمز مع المرموز إليه ..
وعلى هذا فقد تم تأليف قصة يونان مثلاً لتلائم المسيح فى بطن القبر .
وتم تأليف قصة طوفان الماء الذى خلص العالم من الشر ليلائم موضوع المعمودية الذى يخلص المؤمنين من الشر .
وتم تأليف قصة تقديم ابراهيم لإبنه اسحق ليلائم رمزيته للمسيح .
ولكن فات هؤلاء أن الله لا يحده زمان ولا مكان وهو القادر على تدبير الأحداث بعلم مسبق وبترتيب فائق بدون التدخل فى إرادة الإنسان الحرة .
وأخيراً أحب أن أقول إنها مسألة إيمان وتسليم الإنسان إرادته وعقله لله وليس العكس بجعل الله تحت مستوى عقولنا وإرادتنا .. لله الرفعة والتقديس دائماً فى نفوس عبيده المخلصين .
وأختم بأننى لا أحارب أشخاصاً ولا كنائس ولكننى أحارب أفكاراً منحرفة من وجهة نظرى على الأقل ومن وجهة نظر كنيستى الأرثوذكسية التليدة .. ونحن لا نفتئت على أحد ولكن كل كلامنا بدلائل وبراهين من الكتاب المقدس .. ومن يحب أن يقول بوجهة نظر مختلفة فليأتى بدلائله وبراهينه ولا يقول كلاماً مرسلاً مبهماً .
تحياتى وتقديرى للجميع ..