اقتباس:  داعية السلام مع الله   كتب/كتبت  

انت تخلط بين المادة وما وراءها .......

المادة شيء اصم ابكم لايعقل ولايستطيع ان يخلق ذرة واحدة :

أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا  

هذا هو القرآن يخاطبك بهذا المنطق العقلي الحاسم :  

أولا أستغرب اقتباسك للقرآن. أنا لا أعترف لا بالقرآن و لا بكليلة و دمنة و لا بالفيداس الهندوسية و لا بألهة اليونان. علينا اعتماد أرضية مشتركة اذا اردت الحوار.

بالنسبة للخلط بين المادة و ما وراءها، فأنا لم أخلط. أنت الذي اخترعت مسألة "ماوراء المادة" و أنت الذي افترضت قوانينها و خصائصها و كأنك على دراية بها. فنراك تقول مثلا أن المادة لا بد لها من خالق عاقل، و في نفس الوقت تقول ان "ماوراء" المادة لا تنطبق عليها هذه القوانين. فها أنت تخترع القوانين جزافا تطبقها على ما شئت و تلغيها متى شئت. فالمادة بحاجة الى خالق عاقل (بدون دليل)، و "ماوراء المادة" ليست بحاجة الى خالق عاقل (بلا دليل و لا انت حتى تعرف ما هي "ماوراء" المادة المزعومة هذه). يعني كل كلامك اختراعات عقلية لا أساس لها.

اقتباس:ويقولون ان النظام الكوني محل دراسة ( العلم )
هو علة نفسه بنظامه وترتيبه وعقلانيته واتقانه الشديد !!

كل هذا يرجع الى قوة عاقلة !

مرة أخرى تخوض في النقاش كالعادة و كأن وجود "القوة العاقلة" بات أمرا بدهيا، و أنت لم تأتنا بعد بذرة دليل واحدة على وجودها. أنظر الى الرابط في توقيعي و ستجد ردا حاسما يوضح أن هذه الفرضية لا أساس لها لا في العلم و لا في المنطق و انما هي وليدة الخيال.

و فوق كل ذلك، أنت تنسب "نظام الكون" و "اتقانه الشديد" الى القوة العاقلة. حتى لو فرضنا جدلا كلامك هذا و بدأنا في البحث في هذا الاتقان المزعوم، و وضحنا لك أن الكون مليء أيضا بالفوضى و الدمار و الخراب و العشوائية، ستقول لنا أن هذا كله "ارادة اللـه". أين الاتقان في الفيضانات و الزلازل و الامراض؟ أين الاتقان في ملايين الاطفال الذين يولدون عميان او مشلولين او يموتون؟ أين الاتقان في النجوم التي ترتطم ببعضها و تندثر؟

هذا إسمه التفكير الانتقائي. يعني أنت تنتقي ما تريد من الظواهر الجيدة و تنسبها الى إلهك المزعوم، و إذا استعملنا نفس منطقك و جئنا لك بظواهر سيئة، ستقول لنا أنها "إرادة اللـه". و هذا ما يُعرف بمنطق "عنزة و لو طارت".

اقتباس:.........لان الذي يعرف تاريخ العلم يعرف انه مبني على معاداة الدين اصلا بسبب الاحداث التي جرت في القرون الوسطى من ظلم الكنيسة وطغيان رجال الدين .

غير صحيح. علماء اوروبا القدماء كانوا كلهم مؤمنين. جاليليو نفسه و نيوتن آمنوا بوجود الإله. هم كانوا يعادون الكنيسة و لكنهم آمنوا بوجود اللـه.

الزعم القائل بأن العلم الحديث مبني أساس على الإلحاد هو زعم مفلس. المعروف جليا أن علماء اوروبا القدماء الذين أسسوا العلم الحديث كانوا إما يؤمنون باللـه او كانوا لاأدريين. و بعضهم أصلا كانوا من رجال الكنيسة و رهبانها!!! أما داروين فكان مؤمنا أو لاأدريا و لكنه لم يكن ملحدا.

أما علماء العلم الحديث، 99% من أبرع علماء أميركا مثلا مولودون في عائلات مسيحية. و الان الغالبية العظمى منهم ملحدين. الواضح أنهم كلما ازدادوا علما، كلما ازدادوا إلحادا، مع أنهم أصلا لم يعادوا المسيحية بل هم و أهلهم مسيحيون و لهم أجمل الذكريات و أعمق المشاعر تجاه الدين.

لكن يبدو أنك من مناصري نظرية المؤامرة الذين يقولون أن علماء العالم اجتمعوا على الالحاد و على معاداة الدين عن سبق الاصرار و الترصد.


على العموم أنت لحد الان لم تجبني. أين دليلك على وجود اللـه؟ أنت قلت ان وجود النظام لا بد له من صانع. و أنا وضحت لك أن هذا المنطق متناقض لأن الصانع نفسه هو عبارة عن نظام، فإذا كان نظام الصانع ليس بحاجة الى صانع، فالأحرى بنا أن نكتفي بالقول أن نظام الكون ليس له صانع.