معجزات السيد المسيح فضلاً عن تنوعها وقوتها فإن معجزة السيد المسيح التى فاقت غيرها هى مغفرته لصالبيه وهو يعانى من سكرات الموت على عود الصليب .

حقاً إنه الخالق الغافر المُسامح .

ما الذى جعل احد اللصين المصلوبين يتغير فى نظرته للمسيح وهو على الصليب مهاناً مذلولاً يعانى سكرات الموت .. فبعد أن كان هذا اللص يستهزئ بالمسيح له المجد :

متى 27:
41 وكذلك رؤساء الكهنة ايضا وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا
42 خلّص آخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلّصها.ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به.
43 قد اتكل على الله فلينقذه الآن ان اراده.لانه قال انا ابن الله.
44 وبذلك ايضا كان اللصّان اللذان صلبا معه يعيّرانه


ما الذى رآه هذا اللص فى إنسان معلق على عود الصليب وجعله يصرخ قائلاً : اذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك ؟؟

وبأى سلطان قال له السيد المسيح : الحق اقول لك انك اليوم تكون معى فى الفردوس ؟؟

إنه سلطان الديان العادل الذى يملك سلطان المغفرة وله مفاتيح الفردوس والملكوت .. سلطان الخالق إلهنا العظيم .


لوقا 23:
39 وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلا ان كنت انت المسيح فخلّص نفسك وإيانا.
40 فاجاب الآخر وانتهره قائلا أولا انت تخاف الله اذ انت تحت هذا الحكم بعينه.
41 اما نحن فبعدل لاننا ننال استحقاق ما فعلنا.واما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله.
42 ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك.
43 فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس



وختاماً هل كان السيد المسيح يطلب مجداً لنفسه فى كل حياته أم أنه كان يهرب من المجد الباطل قائلاً : مجداً من الناس لست أقبل ؟؟

عاش فقيراً ليس له أين يسند رأسه ورفض الملك عندما كان متاحاً أمامه .. لقد أشبع الألوف من كسر قليلة من الخبز فأرادوا أن ينصبوه ملكاً فهرب منهم .

قال السيد المسيح : مملكتى ليست من هذا العالم .

فارق كبير بين السيد المسيح الذى لم يعجز عن الإتيان بأعظم المعجزات وأكثرها على مر التاريخ وقد رفض مجد ومال وملك هذا العالم وأحد مدعى النبوة الذى فشل فشلاً ذريعاً فى الإتيان بأى معجزة وكان تحت سلطان ساحر يهودى وقد إستغل سيفه لتكوين إمبراطورية تدر عليه وعلى آله وصحبه وخلفائه المال والمجد والنساء .

لقد كان هو وصحبه طلاب سلطة وقد تقاتلوا عليها بعد موته وحتى زوجته تقاتلت عليها معهم .. لقد كانوا يريدون مجد الدنيا الزائل ولم يطلبوا مجد الله لأنهم لم يعرفوه وقد رفضوه .