الزميل ابن العرب

أنا في الحقيقة لا أطالب البابا ولا غيره بالاعتذار لأمة قد سُفك دم أبنائها على يد الصليبيين بدء من فلسطين على يد البريطانيين ومرورا بالبوسنة والهرسك وحتى أفغانستان والعراق، وما تحركت هذه الأمة الذليلة الخانعة لإنقاذهم حتى يومنا هذا إلا بالجعجة والكلام الفارغ الذي لا يقدم ولا يؤخر.

وما جاء تعليقي في الحقيقة إلا ردا على ما تحاول صرف أنظارنا عنه يا زميل، وتحاول تصويره بالفلسفة التي قد لا نفهمها إلا إذا صار الواحد فينا إلى رتبة برفسور في الجامعة، وكأننا من طائفة لا تعقل ولا تفهم!!


سؤال أريد الرد عليه بكل صدق وأمانة

ألم ينقل البابا عن ذاك الإمبراطور أن محمدا صلى الله عليه وسلم ما جاء إلا بشر؟ وأن قمة السوء والشر الكامنة في الإسلام إنما هي بدعوته الناس للإسلام بحد السيف؟!

البابا نقل ولم يقل، ولكن العاقل ينقل ما يؤيد عقله وإلا نقده وبين عدم صلاحيته ومصداقيته، فهل يا ترى كان سينقل عن المسيحية طعنا فيها من غير ما رد ولا بيان على تلك الطعون؟!!

الرأي أن من نقل نقلا وسرده أمام الحضور من غير ما نقص أو انتقاص من ذلك القول ومن غير ما مخالفة له فهو رأيه وقناعته، لا سيما وأن كثيرا من المسيحيين مقتنعون بانتشار الإسلام بحد السيف، وأن الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو من دعا لذاك الظلم والإثم الكبير برأيهم، وعليه فكل من ينقل نقل ذم عن غيره، من غير ما نقض له أو بيان لخطئه، مع علمه بقناعة الجمهور لما في نقله فهو قاصد للإساءة وإن ادعى خلافها، أو أن يكون سفيها قد شارف على الخرف أو خرف وما علم هو أو من حوله بأمره.

اسمح لي يا زميل فإن كبير القساوسة هذا يدعو في الخفاء أمة الصليب لحرب مقدسة على الإسلام والمسلمين تفوق كل الحروب الصليبية السابقة والتي ما قامت إلا على دعوة أهل الباطل من القسيسين والباباوات في ذاك الزمان.

وتبقى وجهة نظر