تحية
أعتذر يا سيدي لأنني جعلتك تحرث البحر و أدعوك بعد أن تقرأ هذه المداخلة أن تحرث اليابسه...مع إعترافي بأنني أسأت تقديرك فعلا فيبدو لي أنك لا تفرق بين "الصورة الذهنية" و "الواقع الموضوعي" فهلم رعاك الله...
هل تستطيع ايها الزميل حارث أن تطبق قانوك القائل "بإستحالة وجود حادثة ناشئة عن عدد لا نهائي من الحوادث" , على الواقع , هل لديك تجربة مخبرية أو غير مخبرية تظهر صحة هذا القانون , لا أعتقد , لذلك أنا أقول أن هذاالقانون مجرد صورة ذهنية محضه متشكلة في مخيلتك, و الصدق الكلي الذي تراه فيه , ناتج عن إعطائك تعريف خاص للسلسلة السببية , لا ينطبق على ما هو معروف عن الحوادث المتتالية سببيا.
أنت تظن أن الحدث "يخلق" الحدث الذي بعده و هذا تصور بدائي جدا
أنت تظن أن الحدث ينشأ مباشرة من حدث قبله بشكل مباشر و واضح
أنت تطبق السببية بمعزل عن الزمان و المكان الضروريين لإتمامها.
و هذا أفكار خاطئة تلبسها سببيتك ليظهر قانونك صحيحا.كمن يقول "الماء يتبخر في الدرجة صفر مئوية" معتبرا بأن "يتبخر" متطابقه مع "يتجمد".
السببية واقع تجريبي ندركة بالملاحظة , و هو علاقة بين شيئين أو حادثتين , بينهما تتالي زماني و تجاور مكاني , و هو شرط لازم ,و كمثال أعطيك حادثة إلقاء حجر على نافذهه زجاجية , ينطلق الحجر من يدي في اللحظة ت1 ليصدم النافذه في اللحظة ت2 ,و يتحرك من النقطة ك1 ليستقر في النقطة ك1 و بغير هذا السياق لن ينطلق الحجر و لن يكسر النافذه, و إذا أرجعنا الحوادث واحدا فواحدا الى الخلف وصولا الى نقطة البداية التي تريدها و هي لحظة إنبثاق الكون الى الوجود , عندها سيكون الزمن ت= الصفر , و سيحتل الكون كل المكان المتاح .هنا يمكن أن نميز بين إحتمالين
الأول : السبب الأول خارج الكون, و هذا يمنع إنطباق مبدأ السببية عليه لأنه سيوجد في الزمن ت أصغر من الصفر ,و لن يكون له مكان ليشغله لأن الكون سبق و أحتله , مما يمنع السبق الزماني و التجاور المكاني بين الكون و سببك الأول .
الثاني :أن يكون السبب الأول داخل الكون , و هذا إحتمال مستحيل أن كل ماداخل الكون سيتكون معه بذات اللحظة.
إرتباط السببية بالمكان و الزمان يعني أنها قانون "تحتكوني" , لا يمكن لها أن توجد خارجه , و هذا ما غاب عن ذهنك عند تقريرك للقاون المذكور أعلاه.
الآن تقول :
اقتباس:وكوننا لا نعرف السبب فى حدث ما على وجه التحقيق أو نخطئ فى ذلك أو نجهله لا يعنى أن ذلك الشىء قد حدث من غير سبب
تقرر هنا أنك قد لا تستطيع أن تحدد العله التي أنتجت حدثا ما على وجهه الدقه و لكنك تبدو واثقا من طبيعة و شكل السبب الأول , هل تعتقد أن الشخص العاجز عن تحديد سبب أرتطام سيارة بعمود الكهرباء و يحار بين مجوعة إحتمالات , منها, حالة الطريق أم عطل السيارة أم حالة السائق النفسية أم شيء آخر غير معروف , قادر أن يتوصل بسهولة شرب الماء الى ما هية السبب الأول ؟؟!و جزمه أنه موجود لا ريب فيه ؟؟!!! و قد أوضحت لك سابقا أن السبب قد يكون "عملية" أو "حادثة" أو " ظرف" أو "شرط" , و قد وافت على على ذلك و لكنك تقفز فوق ذلك كله لتقرر أنالسبب الأول موجود و أنه فلان على وجه التحديد , هنا في هذا التحديد يلعب العامل النفسي دورا مركزيا , ليلتف بقانون السببية و يفصله على مقاس معين ليناسب جسدا بعينه .
مودتي