'حد' الأباتشي.. لا السيف!
بقلم : سليمان قناوي
solimankenawy@yahoo.com


يسير بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر علي خطي جورج دبليو بوش! فإذا كان الأخير قد وصف المسلمين بالفاشيين منذ حوالي شهر ولم يرده أحد.. فلماذا لا يتقدم بنديكت خطوة ويقتبس من كتاب قديم لامبراطور بيزنطي فرية ان الاسلام انتشر بحد السيف واذا كان بوش قد اعتاد علي زلات اللسان حتي اصبحت زلاته أكثر من تصريحاته.. فهل يمكن ان نضع ما قاله بابا الفاتيكان في اطار 'زلة خطاب'. كثيرون يرفضون ذلك انطلاقا من ان الكنيسة الكاثوليكية في روما تسير منذ عدة قرون علي اساس ان البابا معصوم من الخطأ ولهذا لا تصدر عنه وثيقة مكتوبة أو كلمة مرتجلة أو تصريح دون دراسة وتمحيص ومراجعة، فلا يعلن البابا أي شيء الا بعد ضمان ان الكنيسة لن تضطر فيما بعد الي الرجوع عنه. ولذلك فإن تصريح البابا بأنه يأسف لأن كلامه أسيء فهمه لا يعد اعتذارا. كما لا يمكن القبول بأنه جاء عرضا أو عفويا أو عن غير سابق قصد أو ترصد. فما الذي دفع البابا الي ترديد ما قال؟ اغلب الظن أن المسلمين سيظلون يدفعون ضريبة السيف اليهودي المسلط علي رقبة بنديكت لانه خدم في الجيش النازي وعمل علي انشاء حواجز ضد دبابات الحلفاء في النمسا المجاورة وذلك حتي الأيام الاخيرة من الحرب العالمية الثانية، والتحق منذ عام 1941 بشبيبة هتلر. فهل يكون هذا الاقتباس الاخير للبابا هو القربان الذي يقدمه بنديكت لليهود تأكيدا علي وفائه لهم . قد يرجع ما قاله بابا الفاتيكان ايضا الي قناعة خاصة، فالصورة التي قدمتها له وسائل الاعلام الغربية لحظة انتخابه هي صورة البابا المحافظ الذي يقف علي يمين الكنيسة الكاثوليكية وقد رحب به الرئيس جورج بوش حيث قال ان جوزيف راتسينجر 'الاسم الاصلي للبابا' رجل ذو حكمة وصاحب ثقافة واسعة، وكان ذلك وسط تلميحات اعلامية قبل انتخاب بنديكت بأن الولايات المتحدة تفضل انتخاب بابا محافظ مساند لتوجهات المحافظين الجدد وتتسق كل تلك المواقف مع اعتراضه ­ لأسباب دينية ­ علي انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي فقد وصف ذلك بأنه 'خطأ فادح' كما انه طالب البابا السابق يوحنا بولس الثاني بضرورة النص في الدستور الاوروبي الموحد علي مسألة الجذور المسيحية لأوروبا. كما تتسق التصريحات الاخيرة لبابا الفاتيكان مع ما ذكره دانييل بايبس في جريدة 'نيويورك صن' في شهر يناير الماضي نقلا عن القسيس جوزيف ديسيو ­ الذي شارك مع البابا بنديكت في ندوة كنسية حول الاسلام عقدت في سبتمبر من العام الماضي وقد اكد القسيس انه لم يشهد البابا في ندوات مشابهة 'تعقد بإدارته منذ عام 1977' يدخل في النقاش بصورة حادة.. إلا في تلك الندوة الاخيرة حين اعترض بشكل سريع ومباشر علي فكرة 'قابلية الاسلام للتطور' التي طرحت في الندوة نقلا عن وجهة نظر احد علماء المسلمين في باكستان .
ولو نظر نيافة البابا بنديكت السادس عشر تحت قدمه لرأي ان جميع غزاة هذه الايام هم من بني جلدته.. بوش وبلير واتباعهما يحتلون افغانستان والعراق ويضعون ايران وسوريا والسودان والصومال علي الاجندة.. وكلها دول اسلامية.. فمن الذي يفرض علي الآخر ايديولوجياته ومعتقداته بحد الأباتشي والقنابل العنقودية وصواريخ الكروز .. لا السيف!
خير البر عاجله :





في مسابقة 'من سيقتل المليون' حذف جورج بوش دولتين 'افغانستان والعراق' ولم يستطع، فاستعان بصديق 'توني بلير' ولم يستطع بعد رفض الجمهور المساعدة .