أولا وقبل كل شئ :
هل الأديان فعلا هي المادة الرئيسية في البغضاء وأنهر الدماء عبر التاريخ ؟
كتب الأديان تقول لا ..
كتاب التاريخ يقول : نعم .

ما يلفت النظر حد القرف أن الكثير من الزملاء هنا و من مختلف الأديان والمذاهب والمشارب الفكرية يتراشقون ذات التهمة :
- الإسلام دين قائم على القتل وسفك الدماء .
- المسلمون أسلموا المجتمعات بحد السيف .
- السنة ارتكبوا مجازر بحق الشيعة .
- الشيعة ارتكبوا مجازر بحق السنة .
- الحشاشون كذلك

- الكنيسة ارتكبت مجازر بحق الكل .

- الحروب الصليبية لوحدها كافية .

- اليمين المسيحي المتطرف في أمريكا رفع شعار الحرب الصليبية تعبيرا عن حربه ضد الإرهاب .

- جزء من حرب البلقان رعته الكنيسة الأرثوذوكسية والكاثوليكية ، ليس ضد المسلمين .. بل ضد بعضهم بعضا .


والقائمة تطول عند الكل .

وقد يكون جزء من هذه القائمة صحيح ، وقد يكون جزء آخر غير صحيح ويدخل في نطاق التراشق التاريخي بين الأديان لا أكثر ..

حقيقة من المستحيل معرفة الصحيح من التجني في ظل (( إحتشاد )) ديني من قبل الكل من المتدينين إلى غير المتدينيين ..
لا بل ألاحظ أن غير المتدينيين مسكونون بهذا الهاجس أكثر من المتدينين أنفسهم .. ذريعتهم في ذلك أنه غير متدينون أو ليبراليون أو علمانيون أو إصلاحيون ، وكأن الليبرالية أو العلمانية " كرت بلانش " لمهاجمة الأديان وذريعة كافية لخلط الصالح بالطالح وابتسار الحقائق وتجييرها ربما لأهداف آخرها الحقيقة .

ليس دفاعا عن الأديان .. تلك التي لا أدري إن كان الله أراد لنا بها خيرا أو عاقبنا بها من جملة العقوبات التي ابتلى بها بني البشر والتي قد يكون أخفها وطأة أنه خلقهم .. لكن الأديان مع التقادم لم تصبح إرثا دينيا ثيوقراطي بقدر ما أصبحت (( هوية )) عند الكل متدينين وغير متدينين .. بالتالي هي لا تمس (( الدين )) لوحده بل أصحاب الدين أيضا و مجتمعه الذي يتحرك داخله .

بودي ولا يكتر على الله شئ أن يشارك الزملاء في هذه الجلسة العلنية لمحاكمة الأديان ..
بتجرد .. بدون تجرد ، لا يهم ..

المهم أن نشبع فضولا قاتلا * للمعرفة لا أكثر ولا أقل ..
طبعا ..
ولست أفترض أن فجرا جديدا سيبزع على البشرية بعد نهاية حوارنا يبشر بدين جديد ويغسل عار التاريخ ..


محبتي للجميع

(f)




* والفضول قتل القطة .