{myadvertisements[zone_1]}
خطاب البابا في جامعة "ريجينسبيرغ"
ابن العرب غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,526
الانضمام: May 2002
مشاركة: #1
خطاب البابا في جامعة "ريجينسبيرغ"
تحياتي للجميع،

أود أن أعلن عن استغرابي الشديد لخلو الساحة حتى الأن من موضوعات تتناول هذا الخطاب -بغض النظر عن مضمون الموضوعات- خاصة وأن وسائل الإعلام تناولته بالكثير من الانتقاد وعدم الفهم طوال أمس.

كنت سأفتح موضوعاً بهذا الخصوص أمس، ولكنني أثرت أن أنتظر حتى يبادر أحدهم إلى ذلك. فلم يبادر أحد. اللهم سوى موضوع هزيل في "الفكر الحر" اكتفى بنقل الأخبار، حيث نصف الخبر غير دقيق ونصفه الأخر تعليق للمعلقين.

يجب أن نعي أن خطاب البابا يعالج موضوعاً أكاديميا في مكان أكاديمي لجمهور أكاديمي.

يجب أن نعي أن البابا تعرض للإسلام باقتباسات من حوار بين امبراطور بيزنطي ومثقف فارسي، وأيضا من باحث مسلم. وهذا يعني أن البابا يعلن وجهة نظر، ولكنه -في رأيي- يفتح المجال أمام الطرف الأخر (أي المسلمين) لإيضاح وجهة النظر الخاصة بهم وطرحها.

ولكن هذا الطرح يجب أن يتم بالحوار العقلاني الراشد بعيداً عن غوغائية الإرهاب والتطرف.

للأسف أثبتت الجزيرة أولاً وقبل الجميع أن الغوغائية منزرعة انزراعا في العقل الإسلامي المغيّب. وتلاها ضيوفها المسلمون اللهم إلا النذر اليسير منهم الذي أخذ بضرورة اغتنام الفرصة لتبيان أن المسلمين ليسوا مجموعة غوغائيين متطرفين وأنهم سيستخدمون الحجة والعقل لعرض الموضوع بصورته الصحيحة على العالم أجمع.

أغلبنا يعلم أن البابا لم يخطئ في مضمون اقتباساته وأنها تعكس الكثير من الحقائق.

السؤال: هل هو الوقت المناسب؟!

إعلان الحقيقة يجب أن يتم دائما وفي كل وقت. اليوم، العالم بأسره يحارب التطرف الإسلامي ويرى في هذا التطرف خطراً على البشر أجمعين، في الشرق -في دار الإسلام- وفي الغرب -في دار الحرب-. إذن، يجب أن تتم الدعوة إلى الحوار العلني المفتوح لوضع حد لهذا الوضع المأساوي المستشري في العالم أجمع.

هل الإسلام فعلاً يسعى إلى الجهاد للقضاء على المسيحية وغيرها من الأديان واللا أديان، أم لا؟!

هي دعوة للحوار والنقاش والجدال، بعيداً عن الغوغائية. هذا جزء يسير من خطاب البابا.

فقد انتقد البابا الفيلسوف الفرنسيسكاني دونس سكوتو الذي كان سيوقع المسيحية في شبه القول "بمزاجية الله المتقلبة" مقابل فلسفة أغسطين وتوما الإكويني.

والحقيقة أن خطاب البابا صعب جداً، فكريا ولغويا. على عجالة، لم أفهم الكثير منه. وقراءته تستوجب النفس الطويل والروية والهدوء.

الموضوع هو "عقلانية الدين" أو العلاقة بين العقل والدين. وجامعة "ريجينسبيرغ" فيها كليتين لاهوتيتين. وفي السابق، كان أحد المدرسين في الجامعة قد اعترض بقوله: "هناك شيء غريب في هذه الجامعة، لقد فتحت كليتين وخصصتهما لموضوع لا وجود له: الله".

وقال: «رغم وجود مثل هذا الشك الأصولي، إلا أنه من الضروري والعقلاني أن نثير مسألة الله ونناقشها بالعقل، وأن نقوم بذلك في إطار التقليد الإيماني المسيحي».

على أية حال، إليكم الجزء الذي يتعرض فيه للإسلام:

«لقد ذكرني بهذه الأمور، النسخة التي أصدرها البروفسور ثيودور خوري (مونستر) لجزء من الحوار الذي دار حوالي عام 1391 في أنقرة بين الإمبراطور منويل الثاني باليولوجوس وأحد المثقفين الفارسيين حول موضوع المسيحية والإسلام، والحقيقة في كل منهما.

يبدو أن الإمبراطور نفسه هو الذي حدّد الحوار خلال حصار القسطنطينية ما بين 1394 و1402: وهذا يفسر الاسترسال في عرض مواقف الإمبراطور بتفصيل أكبر من مواقف المثقف الفارسي. ويدور الحوار حول بنية الإيمان في الكتاب المقدس وفي القرأن ويتعرض على وجه الخصوص لصورة الله والإنسان، ولا يغفل عن التعرض باستمرار للعلاقة بين "القوانين الثلاث": العهد القديم والعهد الجديد والقرآن".

في هذه المحاضرة أريد أن أناقش نقطة واحدة فقط حيث وجدت مثيرة للاهتمام أنها في إطار الحوار ويمكنها أن تخدم بمثابة نقطة انطلاق لتأملاتي حول هذا الموضوع.

في الحوار السابع الذي أصدره الدتور خوري، يتعرض الامبراطور لموضوع الجهاد (الحرب المقدسة). لا بد أن الإمبراطور كان على علم ما ورد في سورة البقرة 256: "لا إكراه في الدين". وهي إحدى سور الحقبة المبكرة عندما كان محمد لا يزال بلا قوة ويتعرض للتهديد. ولكن الإمبراطور كان يعلم أيضا بالتعاليم اللاحقة التي تبلورت ودوِّنت في القرأن بشأن الحرب المقدسة.

دون الخوض في التفاصيل، مثل الفرق في المعاملة التي تمنح لأهل الكتاب وللكفار، توجه الامبراطور لمحاوره بصورة جافة (فيها خشونة) بعض الشيء بالسؤال المباشر حول العلاقة بين الدين والعنف عموماً، مستخدما الكلمات التالية: "أرني الجديد الذي جاء به محمد، وهناك ستجد فقط أشياء شريرة ولا إنسانية، من مثل أمره بنشر الإسلام الذي يبشر به بحد السيف".

ويتابع الإمبراطور شرحه بالتفصيل ليبين الأسباب التي تجعل من نشر الإيمان بالعنف امرا لا عقلانيا. العنف لا يتوافق مع طبيعة الله ولا مع طبيعة النفس البشرية. "الله لا يرضى بالدم، والتصرف اللاعقلاني يخالف طبيعة الله. الإيمان يولد في النفس لا في الجسد. والذي يقود شخصاً إلى الإيمان، يحتاج إلى القدرة على الحديث الحسن والإقناع بالحجة والمنطق، دون اللجوء للعنف والتهديد... من أجل إقناع نفس عقلانية، لا يحتاج المرء إلى ذراع قوية، ولا أسلحة من أي نوع، ولا أية وسائل أخرى لتهديد الإنسان بالموت...".

القول الفصل في هذا النقاش ضد الارتداد العنيف هو هذا: العمل بما لا يتوافق مع المنطق هو أمر يتعارض وطبيعة الله. الناشر، ثيودور خوري، يعلق: بالنسبة للإمبراطور، وهو بيزنطي شكلته الفلسفة اليونانية، هذا التصريح يشرح نفسه بنفسه. ولكن بالنسبة للتعليم الإسلامي، فإن الله هو سمو مطلق. فهو (الله) لا يرتبط بأي من أنماطنا، ولا حتى بالمنطق البشري. وهنا "خوري" يقتبس من مؤلَّف لمتخصص دراسات إسلامية فرنسي "ر. أرنالديز" والذي يشير إلى "ابن حزن" (الأرج هو ابن حزم) وقال عنه أنه بلغ به القول أنه أعلن بأن الله لا يرتبط حتى بكلمته الشخصية، وأنه لا شيء يمكن أن يفرض على الله أن يكشف لنا الحقيقة. فلو شاء الله، فرلبما يجب علينا حتى أن نعبد الأوثان".

فيما يتعلق بمحاولة فهم الله وبالتالي الممارسة العملية للديانة، نجد أنفسنا إزاء معضلة تضع أمامنا جميعاً تحديا مباشرا. هل القناعة بأن التصرف اللاعقلاني يتعارض مع طبيعة الله هي مجرد فكرة يونانية، أم أنها قناعة دائمة وصحيحة في ذاتها؟!»


انتهى الاقتباس.

ثم يواصل البابا هنا محاضرته الفلسفية بين المفهوم الفلسفي للوغوس (الكلمة) والمفهوم المسيحي للوغوس، خاصة بالمعنى الذي جاء به يوحنا في فاتحة إنجيله.

أكتفي بهذا القدر.

تحياتي القلبية

09-15-2006, 10:46 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
خطاب البابا في جامعة "ريجينسبيرغ" - بواسطة ابن العرب - 09-15-2006, 10:46 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  البابا شنودة اخر بطريرك عالارض .. وهيسلم الكنيسة للمسيح على نور الله 17 4,437 11-02-2011, 12:00 PM
آخر رد: عبدالله بن محمد بن ابراهيم
  ما "اختلسه" القران من الكتاب المقدس لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة 89 26,888 10-23-2011, 12:11 AM
آخر رد: لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة
  سقوط رواية سن السيدة عائشة "زواجها والبناء بها" بالضربة القاضية zaidgalal 315 89,235 10-24-2010, 08:37 PM
آخر رد: طريف سردست
  البابا شنودة : يعقوب هزم الرب !! كميل 12 5,000 04-19-2010, 02:52 PM
آخر رد: ABDELMESSIH67
  البابا شنودة خالد مخلد wahidkamel 14 3,577 11-18-2009, 07:31 AM
آخر رد: اسحق

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 46 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS