الاستاذ بهاء

حسب المنطق القراني فان الموضوع في غاية البساطة.

اولا: الناس امام دعوة الايمان اثنان او صنفان :

(1) من لم تبلغه الدعوة.
(2) من بلغته الدعوة.

ثانيا: اذا كان منفق المليارات العشرة من الدولارات لم تبلغه الدعوة فالله تعالى يقول:
مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً {الإسراء/15}

فبنص الاية فان منفق المليارات العشرة من الدولارات لن يدخل النار لان الله تعالى يقول بانه لن يعذب حتى يبعث رسولا و العذاب يكون طبعا في النار , فلا يبقى الا ان يدخله الجنة
ثالثا: اذا كان منفق المليارات العشرة من الدولارات قد بلغته الدعوة فانه احد اثنين : مؤمن بها او كافر بها.
رابعا: من طرحك للقضية فان منفق المليارات العشرة من الدولارات قد اختار ان يكفر بالدعوة.
خامسا : يناء على ما هو معطى فان منفق المليارات العشرة لا يؤمن بالدعوة و قد اختار حرث الدنيا و نتيجة لذلك اكتسب هذه الثروة الضخمة الخيالية, و هذا الكسب حققه باذن الله لانه سعى اليه:

وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ {الشورى/20}

عليه فان منفق المليارات قد كوفئ حسب اختياره الطوعي بانه اكتسب هذه الثروة الخرافية حتى انه انفق منها 10 مليارات دولار.

سادسا: لو كان هذا المنفق يريد حرث الاخرة فان الله تعالى كان معطيه له حسب الوعد الالهي:

مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ

و لكنه هو اذي اختار الدنيا.

سابعا: الان ملاحظتك:

----------------------------------------------
كلنا نستحق معاش جميل فى نهاية رحلة الشقاء والتعب .
--------------------------------------------

الا تعتقد بان منفق المليارات العشرة قد نال فعلا معاشا جميلا في نهاية الشقاء و التعب ( مع انني لا افهم كيف يكون صاحب ثروة طائلة كهذه تعبانا و شقيا) بان امتلك هذا الثراء جزاء على سعيه و كده؟

الاجابة هي بانه فعلا قد نال معاشا جميلا حسب اختياره للحياة الدنيا طوعا و بكامل وعيه.

لهذا جعل الله تعالى الكسب بالسعي بغض النظر عن المعتقد:

وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى {النجم/39} وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى {النجم/40} ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى {النجم/41}

فمن سعى للاخرة اعطيت له و من اختار الدنيا اعطيت له حسب القوانين الكونية لان عطاء الله تعالى غير محظور:

مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا {الإسراء/18} وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا {الإسراء/19} كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا {الإسراء/20}