{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
لماذا صمدت الأديان &#160
طموح غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 56
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #1
لماذا صمدت الأديان &#160
كمقدمة افتتاحية سأفرق بين نوعين من التدين : "تدين عقلاني" مبني على الاقتناع بحجج يعتقد صاحبها أنها منطقية وكافية لاعتبار تدينه متصالحا مع العقل و المنطق -دون أن نغفل الجانب العاطفي و التأثر بالبيئة و العوامل النفسية التي لا يوجد من هو بمنأى عنها - و "تدين وراثي" يتميز بمعرفة سطحية بالدين الذي يورثه الأهل و المجتمع للمتدين منذ الصغر فينشأ مبرمجا على معتقداته دون أن يضعها تحت مشرحة التحليل و النقد الشجاع ليحدد أسباب تدينه و ما الدافع ليقتنع بمنظومة عقائده

في الحالة الثانية (التدين الموروث) يبرز سؤال غاية في الأهمية : ما الذي يبقي المتدين محافظا على عقائده بشكل أعمى و لماذا يدافع عنها بشراسة رغم معارفه الضحلة (التي تجعل الملحد في كثير من الأحيان أعلم منه بدينه) ?

في نظري هناك أسباب تبقي على التدين في وجدان المؤمن بالوراثة و تؤثر من قريب أو بعيد حتى على من يعتقد نفسه "مؤمنا عقلانيا" و هي الأسباب التي تجعل الانسان يخلق الأديان و الألهة لحاجته النفسية .. فحتى مع تراجع وهج الأديان الابراهيمية و ارتداد الكثيرين عنها برزت ظاهرة "الترقيع الروحاني" و" الأديان الحديثة" .. فتنازل البعض عن الأنماط الكلاسيكية لأديانهم كما هو الحال مع ظاهرة "الأحناف الجدد" و "النيو اسلام" و طائفة "الكابالا" اليهودية و بعض النسخ المعدلة للأديان الأسيوية كالبوذية مثلا .. فيما اعتنق البعض الأخر معتقدات جديدة تمزج الدين بالعلم و القيم المعاصرة كجماعة "الرائيليين" مثلا ..
هذه "الترقيعات" تكشف حاجة انسانية ملحة للاعتقاد و التدين و أن الانسان سيخلق دينه متى احتاج اليه .. فما هي هذه الحاجات التي تسدها الأديان التي تعود دائما كطائر العنقاء من بين الرماد ?
سبق أن لخصت هذه الحاجات و الدوافع في مداخلة مختصرة بمنتدى الملحدين العرب و أعيد الان طرحها للنقاش مع بعض الاضافات :

1- خوف الانسان من المجهول :

الخوف من الطبيعة :

الانسان البدائي لم يكن سوى كائن حي محدود القدرات يعيش وسط طبيعة جبارة عمياء لا مكان لمفاهيم الرحمة و الشفقة في قاموسها .هذه الطبيعة كان الانسان جزء منها ذات يوم قبل ان ينفصل عنها جزئيا في رحلة تطوره ، ليصبح واعيا بمحدودية امكاناته امام جبروتها و مفاجئاتها التي لا يستطيع حتى الان توقعها.
من هنا اخذ الانسان يتوسل الى الطبيعة بعبادتها و عبادة ظواهرها المدمرة كالزلازل و البراكين و العواصف او عبادة قوى "ما وراء الطبيعة" التي اعتقد انها اليد الخفية التي تسيرها ، و بالتالي فارضاء هذه القوى كفيل باتقاء غضبها و شرها و ضمان العيش بامان .
في الاسلام مثلا نجد صلاة الكسوف كتعبير عن الخوف من هذه الظاهرة ، و نجد صلاة الاستسقاء كتوسل من قوة فوق - طبيعية لتتدخل و تسير الغمام محملا بالغيث الذي يروي الارض البائرة و يحييها بعد ممات و يحفظ الجماعة من شبح المجاعة و ما يتلوها من امراض و جوائح ، فلو كان شائعا في عهد محمد تقنية تكثيف السحب و انزال المطر صناعيا بالصواريخ و الطائرات لما كانت هناك صلاة استسقاء من اصله !!

الخوف من الموت :

الموت هو مصير حتمي للكائن الحي ...
و الوعي بهذه الحقيقة هو ما وضع الانسان امام رعب وجودي، فالانسان كبقية الحيوانات يحب الحياة و يدفعه حب البقاء الى الاستماتة في الدفاع عن وجوده حتى النهاية .
لذلك ابتدع الانسان فكرة الحياة بعد الموت بل و جعلها حياة نعيم و هناء مستمر و متجدد بلا انقطاع ، و جعل الهته في خدمته فهي من ستكفل له هذه "الحياة الثانية" الابدية في جنان عدن يرفل في الخيرات النعيم و لا يسمع فيها لغوا و لا تاثيم .
هذا "الافيون" هو ما يبقي للدين نقطة قوته الخطيرة و يبقي للالحاد نقطة ضعفه الخطيرة ايضا ..
فمن منا لم يقشعر بدنه و لم تصطك اسنانه لهذه الحقيقة المرعبة و المغرقة في المجهول : الموت ... الفناء !!
لو تاملنا في رعب هذه الحقيقة و روعة الوعد (الخائن) الذي تقدمه الاديان لما تساءلنا بعدها عن سبب صمودها حتى الان و ربما للابد في عقل الانسان (او بالاحرى في وجدانه)

2- ملء الفجوات المعرفية :

حب الاستطلاع و الفضول المعرفي هو خاصية انسانية بامتياز، فالانسان يتوق لاجلاء الحقيقة و نفض الغبار عن كل ما هو مجهول .
هذا السعي المستمر نحو معرفة الاسباب و المسببات و تفسير كل ما يدور حوله اصطدم بجهل و عجز تام في البداية ، عجز دفعه الى اسقاط تفسيراته على عالم ميتافيزيقي يجيب على كل اسئلته باجابات بسيطة تفسر ظواهر الطبيعة و وجود الانسان و الحياة و الكون بلغة الاسطورة المعتمدة على السرد القصصي المشوق و الاحداث التي تلعب بطولتها شخصيات ميتافزيقية ، من الهة و انصاف الهة و شياطين و جن و سحرة ...
هذه الاسقاطات الميتافيزيقية يمكن تلخيصها بهذين البيتين الجميلين :

لما جهلت من الطبيعة أمرها و أقمت نفسك في مقام معلل
أثبت رباً تبتغي حلاً به للمشكلات، فكان أكبر مشكل

3- عشوائية الاقدار :

يميل الانسان الى اعطاء معنى لكل شيء ، و كما يعطي لحياته معنى يحاول اعطاء موته معنى ، بتمجيد الاستشهاد و الموت من اجل المبدء و القضية و الدين .
لكن الحوادث كثيرا ما تكون لاسباب تافهة و تؤدي للموت او الاعاقة الدائمة ، فكيف يمكن للانسان ان يتقبل تفاهة ما حدث له و ان الصدفة و السبب الذي لا غاية من ورائه هما ما جعلاه يفقد حبيبا او يصاب بعاهة مستديمة ?
عندنا في المغرب عبارة شهيرة : "مشى فطنزة" .. نستعملها كناية عن الموت الذي يحدث لسبب تافه بل و حتى مضحك احيانا (رغم ان الموت لا يوجد فيه ما يضحك) .. فما هو عزاء الانسان في مثل هذه الحالات ?
ما عزاؤه ان فقد ابا او اما او ابنا او حبيبا في حادثة سير مروعة او عضة ثعبان او سقوط من شاهق او انهيار سقف ... او اختناقا و هو يبتلع شريحة لحم ?
ما عزاؤه ان ولد له ابن مشوه او معوق جسديا او ذهنيا ?
امثلة كثيرة تجعلنا نتسائل : كيف يتقبل الانسان عشوائية اقداره ببساطة و يعتبر ما حدث غير ذي معنى و لا غاية من ورائه ?
اليس العزاء الوحيد هو في وجود حكمة من وراء ذلك ... و اي حكمة ... حكمة الله من فوق سبعة ارقعة ??!!!
هل هناك عزاء اخر يستطيع منافسة الدين ?
لا اظن ...
و لذلك بقي الدين حاضرا في وجدان الانسان ما دامت حياته محاطة بكل هذه الحوادث العبثية و الكوارث اللانظامية ...

4 - غياب العدالة في الحياة :

ارضنا كانت و لا زالت موطنا للظلم باقسى انواعه ...
الظلم نراه في الطبيعة حولنا ، في الافتراس و قانون الغاب و الغياب المؤلم لاي معنى للعدل و الاخلاق في الطبيعة العمياء ..
هذا الظلم يمتد لنراه في حياة الانسان رغم كل ما وصل اليه من تنظيم اجتماعي و رقي حضاري ، جعل حقوقه و حريته و قيمته مطلبا تتمحور حوله النضالات الانسانية الفكرية و السياسية و حتى العسكرية ...
رغم ترسانات القوانين و اجهزة العدالة و النظم القضائية المتطورة و المستوى المتقدم لخطط مكافحة الجرائم و تتبع المجرمين بل و حتى جعل العدالة و المحاكمة مطلبا دوليا في اطار شرعة "القانون الدولي" ، رغم كل هذا لا زال الظلم و القسوة و بشاعة المذابح و الحروب و الجرائم المروعة يخيم بسواده الحالك على حياتنا !!!!!
هنا لا يجد الانسان عزاء لبقائه في هذه الحياة غير تمنية النفس بعقاب اسود لكل ظالم معتد بعد موته ، فعندها ستتحقق العدالة الالهية المطلقة و ينال كل انسان جزاء على ما ارتكبه ..

5 - التأصيل للأخلاق :

"إن لم يكن ثمة إله فكل شيء مباح...! "
هذا هو الموقف الذي يتبناه من يرى أن الدين هو أساس الأخلاق .. من المتدينين
"(الله غير موجود ولكن لاتخبر الخادمة حتى لاتسرق الصحون) !!!!!!"
هذا هو الموقف الذي يتبناه من يرى الدين معيارا أخلاقيا .. من الملحدين

و سواء اتفقنا أو اختلفنا حول هذين الرأيين لا يمكننا اختزال الدين في حزمة معتقدات أو بعض الممارسات الطقوسية فقط .. الدين هو أيضا تأسيس لأخلاق الواجب عبر تنميط السلوك و اعطاء صبغة غائية للفعل الأخلاقي .. فالارتكاز على الضمير المجرد و الالتزام الواعي بالأخلاق لا يتوفر لدى جميع البشر باختلاف استعداداتهم و هذا ما يخلف هاجسا مقلقا لدى الديني بفقدان الأخلاق و اندلاع صراع سيكون أحد ضحاياه اذا ما غاب الدين و غابت معه الأخلاق .. لكل هذا يتولد في داخله رد فعل لاشعوري معادي للالحاد و القطيعة مع السماء ما دام التزامه بالأخلاق بناء على الخوف من العقاب و الطمع في الجزاء هو دافعه الذي يسقطه على غيره ...

6- الاغراء و التهديد :

عنصر خطير في معادلة التدين !!
لو رجعنا الى اوصاف الاله الابراهيمي و صنوف العذاب و السحل و سلخ الجلود و حرق الابدان التي توعد بها عباده ، لوقفنا امام حجم الرعب الذي يعيشه المؤمن من هذا الرب المتغطرس المزاجي الذي اباد اقواما عن بكرة ابيها ، احداها لمجرد عقر ناقة و اخرى لانها مارست الجنس الشاذ !!
عذاب القبور و اهواله و عظائمه - مما تفنن الكهان في تصويرها و ابدعوا في ذلك ايما ابداع - هي الاخرى مدعاة لفوبيا لدى المتدين من اي تفكير جاد في اسباب تدينه و مدى عقلانيتها ...
حتى في الحديث مع المتدينين لا يخلو كلامهم من مزج بين "الادلة" و "البراهين" على "صحة" معتقدهم و التوعد و استحضار عواقب ترك الدين .. حتى تحتار احيانا فيما يرونه دافعا للايمان : هل العقل ام الخوف و الرهبة ???
هذا الخطاب العاطفي لا يقف عند التهديد و الوعيد بل يتعداه الى الاغراء و الوعد بشتى اصناف الملذات الدنيوية في الاخرة ، خصوصا تلك التي انتزعها او ضيق عليها الدين بتعاليمه
فالخمر في الاسلام مثلا يحرم و يحاط تحريمه بتهديد بالعقاب في الدنيا و الاخرة لمن شربه ثم الوعد الالهي بتعويض هذا الحرمان بانهار من الخمر في جنات عدن ..
الجنس كذلك يحتل مكانة مهمة في الملذات الجناوية ، فمن منا لا يشتهي مضاجعة الحور العين اللواتي يشرقن بوجوههن الوضاءة كما تشرق الشمس على الارض ، و يعاد ترتيق بكارتهن للافتضاض المقبل ?
من منا لا يشتهي لحم الطير و انهار العسل و الحليب و الفواكه الدانية القطوف ?

كل هذه "الاغراءات الالهية" تتلاقى مع "الارهاب الالهي" في سياسة العصى و الجزرة التي تساهم الى حد كبير في غرس ردة فعل دفاعية ضد كل تساؤل يهدد عرش الدين المتربع فوق عقل الانسان المتدين

خاتمة :

ستظل هذه الاسباب - و ربما غيرها - عاملا يجعل الدين صامدا في وجدان الانسان قبل عقله ، و ستجعل اللغة التي تخاطب عقله غير ذات فائدة في التواصل المتمحور حول عقائده الدينية .
معركة الدين و العقل باقية بقاء الانسان بجهله الذي يفوق علمه و خوفه من مجهول لم يعرف سره بعد ، و ظمئه لغاية و معنى يبحث عنهما في غير موضعهما

تحياتي للجميع :97:
08-07-2007, 06:39 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
لماذا صمدت الأديان &#160 - بواسطة طموح - 08-07-2007, 06:39 AM
لماذا صمدت الأديان &#160 - بواسطة طموح - 08-07-2007, 06:45 AM,
لماذا صمدت الأديان &#160 - بواسطة ABDELMESSIH67 - 08-07-2007, 04:08 PM,
لماذا صمدت الأديان &#160 - بواسطة طموح - 08-07-2007, 11:03 PM,
لماذا صمدت الأديان &#160 - بواسطة Serpico - 08-11-2007, 02:29 AM,
لماذا صمدت الأديان &#160 - بواسطة إبراهيم - 08-11-2007, 03:26 AM,
لماذا صمدت الأديان &#160 - بواسطة Logikal - 08-11-2007, 05:38 AM,
لماذا صمدت الأديان &#160 - بواسطة Logikal - 08-11-2007, 05:40 AM,
لماذا صمدت الأديان &#160 - بواسطة إبراهيم - 08-11-2007, 06:46 PM,
لماذا صمدت الأديان &#160 - بواسطة solomon - 08-11-2007, 08:09 PM,
لماذا صمدت الأديان &#160 - بواسطة Serpico - 08-12-2007, 12:39 AM,
لماذا صمدت الأديان &#160 - بواسطة إبراهيم - 08-12-2007, 04:34 AM,
لماذا صمدت الأديان &#160 - بواسطة ABDELMESSIH67 - 08-13-2007, 12:57 PM,
لماذا صمدت الأديان &#160 - بواسطة ABDELMESSIH67 - 08-13-2007, 01:01 PM,
لماذا صمدت الأديان &#160 - بواسطة ABDELMESSIH67 - 08-13-2007, 01:06 PM,
لماذا صمدت الأديان &#160 - بواسطة سيناتور - 08-13-2007, 03:16 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  لماذا لا تكون وظيفة &#15 shaytan_el3alam 14 2,810 04-08-2008, 01:13 PM
آخر رد: shaytan_el3alam
  الكتاب المقدس والن&#1587 Enki 7 2,055 09-05-2007, 08:53 AM
آخر رد: Enki
  اللواط والشذوذ الج&#1606 الحر 10 3,792 09-02-2007, 02:54 PM
آخر رد: الحر
  فكرة لمشروع : موسوعة &#1 طنطاوي 2 1,126 08-30-2007, 03:32 PM
آخر رد: takhinen
  الإلحاد وعلاقته با&#1604 الجندى 78 13,431 08-12-2007, 03:18 AM
آخر رد: يجعله عامر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS