العزيز Awarfie ... تحياتي ...
بداية لنقل ان السلطة ليست ابو مازن ... و ابو مازن ليس السلطة ...
و لنقل ايضا و بنفس الفهم ... ان اوسلو ليست ابو مازن ... و ابو مازن ليس اوسلو ...
.........
ان الذين وقعوا على اوسلو ... و من وافق على اوسلو ... اتجاهان ...
· الاول ... يرى في اوسلو مرحلة من مراحل الصراع ... توفر لنا مرطا قدم نقف عليه ... و تكون منطلقا لمرحلة اخرى من الصراع ...
· الثاني ... يرى في اوسلو مرحلة ضرورية لتترويض الشعب الفلسطيني ... و تهياته ليتقبل الامر الواقع ... و القبول بما تيسر ...
و لا شك ان السلطة الفلسطينية فيها ايضا اتجاهان مشابهان ... و انا شخصيا ... ارى ان الاتجاه الثاني ... نما داخل السلطة بشكل واضح ... و كان يشكل ثقلا ... و هذا الامر بدا واضحا بالفترة الاخيرة ...
البعض يقول ... بان عرفات يتحمل المسؤلية ... لانه هو من اتى بهؤلاء ... و كان من المفترض ان يبني سلطة وطنية نظيفة ... قادرة على البناء ... قادرة على الصمود ... تفاوض من منطلق وطني صادق ...
و لكن يجب ان لا نغفل عن حقيقة مهمة ... ان اوسلو... و ما تبعها من تفاوض ... ليس اتفاق بين طرفين متكافئين ... و نحن الطرف الضعيف في هذه المفاوضات ... يجب ان ندرك ... ان الاسرائيلين لا يمكن ان يتنازلوا عن شبر من الارض لتقام عليه دولة وطنية ... دولة لها طموحات و اهداف تتناقض مع وجود دولة اسرائيل ... انهم يريدون دولة مرتبطة معهم اقتصاديا ... و امنيا ... يستفيدون من وجودها على الصعيد المحلي ... و على صعيد المنطقة ... من هنا كان لا بد ان يكون المفاوض ... و من يديرون السلطة ... من الوجوه المقبولة ... و الا على اي اساس يمكن ان تفاوض ؟ ... هل اتي بمن لا يؤمن بحق لسرائيل بالوجود ليفاوض اليهود على الرحيل عن ارضنا ؟ ...
و لكن بالمقابل ... كان لا بد ان يكون هنالك صمام امان ... يحول دون سيطرة هذا الجانب المنبطح في احضان امريكا و اسرائيل على زمام الامور ... و خاصة انهم و حسب التوقعات و منذ البداية سيشكلون لوبي قوي ... لهذا كان هنالك ثلاثة امور تشكل صمام الامان القوي ... و هي ...
· عدم منح المفاوضين اي صلاحيات لابرام اي اتفاق ... او التوقيع على اي اتفاق ... و بقاء عذه الصلاحية محصورة بشخص ياسر عرفات ... و هذا بدا واضحا من خلال كامب ديفيد ... حين وافق الوفد الفلسطيني على التوقيع ... و رفضه ياسر عرفات ... و اصر على موقفه ...
· عدم مركزة الاجهزة الامنية ... ضمن وزارة داخلية ... و اكثر من ذالك ... عدم مركزة حتى الجهاز الواحد ... فهناك امن وقائي في غزة ... و اخر في الضفة ... و كذالك المخابرات و الاستخبارات .. و حتى على صعيد الجهاز الواحد في الضفة مثلا ... كان نائب المسؤول ... و مسؤول المنطقة ... يتجاوزون المسؤول و يتصون بعرفات ... ليحصلوا على موافقته على بعض القضايا ...
· العمل على تفعيل التنظيم ... و تسليحه ... و تقويته ... ليكون الاداة الحقيقية و السد المنيع في التصدي ... سواء للعدو ... او للوبي الفلسطيني ان حاول تجاوز الدور المسموح له به فلسطينيا ... و هذا بدا واضحا خلال الانتفاضة حين كانت بعض الاجهزة تحاول اعتقال المناضلين من كافة الفصائل ... و كان تنظيم فتح يتصدى لها ...
...................
بعد هذا يا عزيزي ... ناتي لما يطرحه ابو مازن ... و التيار الذي يمثله ابو مازن ... و هذا الامر ليس بجديد ... فهم تيار الحل بما تيسر ... و ابو مازن تحديدا ... طالب بحل جهاز الارض المحتلة ( الغربي ) بعد استشهاد القائد ابو جهاد ... الذي كان مفوضا لهذا الجهاز ... اي ان توجهاته هذه قديمة و ليست جديدة ... و هو بطرحه هذا لا ياتي بامر غير متوقع اطلاقا ... فلقد كانت هنالك اصوات لطالما حذرت من العمل الفلسطيني المتشرذم ... و الذي لا هدف من ورائه الا اثبات الذات ( الحزب او التنظيم ) امام الشعب ... مطالبة بضرورة توحد الفصائل ضمن قيادة سياسية و عسكرية واحدة ... تقود المعركة ... تعرف متى تقدم العمل السياسي على العمل العسكري ... او العكس ... حسب ما تفرضه الظروف ... و متطلبات المصلحة الوطنية ... و طالبت هذه الاصوات ... ان يكون هنالك ضوابط للعمل ضد العدو ... و ان تراعى مصلحة شعبنا بالدرجة الاولى ... لان شعبنا هو الذي يقاسي من ردات الفعل الاسرائيلية اثر كل عمل ...
و لقد حذرنا من امر اصبح واضحا اليوم ... و هو ان العدو سيضغط على شعبنا ... و يمارس ضده الحصار و التجويع ... و القتل و التدمير ... و ان المساعدات ستحجب عن الشعب و السلطة ... و ان هنالك من سيظهر رافعا شعار ... الامن و الغذاء ... و ان الغذاء لا يمكن ان يتوفر الا من خلال وضع اقتصادي و تنمية اقتصادية مدعومة من الدول المانحة ... و ان هذا لا يمكن ان يتوفر الا بوضع امني مسيطر عليه ... و ان الامن لا يمكن ان يتوفر الا بوقف العمليات للحيلولة دون ردات الفعل الاسرائيلية ... و نحن نرى ... كيف ان القمع يتزايد لجعل الشعب يؤيد هذان الشعاران ...
و لعلني اذكر لك امرا مهما هنا ... ان تحويل الانظار عن الاحتلال ... كسبب رئيسي لمعاناة شعبنا ... و تسليط الانظار على السلطة و ضرورة تغيرها يدخل في نفس الدائرة ... فالاصوات التي تسمع الان ... تطالب بسلطة من ذوي الاختصاص ... من الاكاديميين ... و هؤلاء لن يحملوا على كاهلهم ... تنمية المقاومة ... و بحث افضل السبل لدعم صمودها و استمراريتها ... بل سيبحثون سبل اقامة المؤسسات السلطوية ... و افضل السبل لقيامها بدورها ...
و هم يتوقعون من شعبنا ... و نتيجة الضغط المتزايد ... ان تصبح رؤياه كالتالي ...
· ان المعاناة التي يتعرض لها الشعب من قتل و تدمير و حصار و تجويع ... هي نتيجة العمليات التي لا تاخذ بالحسبان مصلحة الشعب ... و لا تاتي الا بمزيد من القمع الاسرائيلي ... و ان المقاومة اصبحت تشكل سببا لكل هذه المعاناة ... و من الضروري وقفها ...
· ان السلطة هي سبب الجوع الذي يعانيه الشعب ... فهي التي نهبت مقدراته ... و هي التي تسرق التبرعات الدولية و العربية الحكومية و التبرعات الشعبية ( و التي لم تصل اصلا ... و اوقفت بقرار امريكي ... و يشاع بشكل مغرض عن انها تسرق من السلطة ) ... لذا فان السلطة الحالية يجب تغيرها بسلطة تكون امينة على الشعب و مقدراته ...
اي ان السلطة و المقاومة ... كلاهما ... غير مرغوب بهما ... و يجب التخلص منهما ... لانهما شكلا سببا للمعاناة ...
و لعل اغرب ما في الامر ... ان المروجين لهذا الامر ... و من يرفعون هذه الشعارات ... هم اكثر من مارس الفساد ... من المرتمين في احضان امريكا و اسرائيل ... و انهم يسعون لاستعادة ... او الحفاظ على مصالحهم ... و لكنهم بلغوا من الغباء ... ان يكونوا كالنعامة ... ليدفنوا رؤسهم بالرمل معتقدين ان شعبنا غبي ... لا يدرك كل هذه الحقائق ... و رغم خروج شعبنا في ظل منع التجول تايدا لابو عمار ... متصديا للعدو ولموامرتهم ... الا انهم لم يتعظوا ... و لا زالوا يتحركون في ظل القمع الاسرائيلي المتزايد ... تنفيذا لاوامر اسيادهم ...
.........
و للحديث بقية ان شاء الله ...
و تسلملي