المؤسف أن السياسة الخارجية السورية وبشخوص الوزارة الحاليون قد دخلت مرحلة تخبط لا نملك تبريرا لها ولا تفسير رغم ما كان للسيد الوزير الشرع وطاقم وزارته الكفء من سياسة خارجية قوية استطاعت في مراحل متعددة تعويض الهبوط في جوانب السياسة السورية الأخرى
إلا أن تخبطا غير مفهوم بدأته وزارة الخارجية السورية ابتدأ بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد وافتتحته الوزارة بالتصويت ضد قرار قيام دولة فلسطينية في مجلس الأمن إبان رئاسة السفير السوري وهبي للمجموعة العربية في مجلس الأمن بحجة أن هذه الدولة منبثقة من اتفاق أوسلو الذي رفضته سوريا
الحادثة الثانية كانت في إلغاء زيارة الرئيس الفلسطيني لدمشق بعد وصول طائرته إلى الأراضي الأردنية بعد اتفاق سابق على الزيارة
الحادثة الثالثة كانت في منع كلمة الرئيس الفلسطيني الراحل من الإذاعة على مؤتمر القمة في بيروت بالتالي المساهمة مع بقية الدول العربية في إعطاء الضوء الأخضر لشارون باجتياح مقر الرئيس الفلسطيني ومحاصرته

اليوم وبعد تعيين السيد وليد المعلم معاونا لوزير الخارجية وفي أول خطوة يتخذها السيد المعلم تظهر السياسية الخارجية السورية في قمة ضعفها وتخبطها
فزيارة المعلم لبيروت خلقت انطباعا بنوع من المراهقة السياسية التي ما اعتادت الخارجية السورية على الانزلاق إليها
فمن جهة أهمل السيد المعلم وجوه في المعارضة اللبنانية لا يمكن تجاهلها كالبطرك صفير
كما أنه تنكر لاعتدال المعارض الصديق القديم والمهم لسورية على مدى ربع قرن الأستاذ وليد جنبلاط وراحت الإشارات السورية تنطلق باتجاه مغازلة شخصيات متشددة في المعارضة اللبنانية مثل ميشيل عون
من جهة أخرى تحول اللقاء بين المعلم وشخصيات معارضة إلى لقاء خال من البحث والمصارحة فكأن السيد المعلم كان يخوض جولة تقييم ومراهنة على تيارات في المعارضة اللبنانية
حيث خرج المجتمعون مختلفون على ما تحدثوا به
لكن الطامة الكبرى كانت في أن هذا المبعوث السياسي إلى لبنان خلق مفاعيل عكسية لدى المعارضة اللبنانية والموقف الدولي
فسرعان ما اتفقت المعارضة اللبنانية على الانسحاب السوري التام ( وفق بيان سمير فرنجية – قرنة شهوان ) بينما كانت حتى تاريخه متمايزة حول هذه النقطة
كما استعجلت الزيارة الرد الأمريكي بربط المصداقية بالأفعال
بالنتيجة نحن اليوم نشهد جولة من الجولات الفاشلة للسياسية الخارجية السورية والتي ظلت لعقود طويلة تتمتع بالكثير من الميزات العالية
لكن الغريب في الأمر أن الوزير الشرع هو نفسه الذي كان رئيس الدبلوماسية السورية في عهد النجاح
وهو نفسه في عهد التعثر والتخبط فما الذي تغير ....؟؟