Array وأنتَ ما رأيُك؟

أنا أعتقد أن الشهوة الجنسية ضرورية للإنسان ولا يوجد مايعيبه في وجودها وهي مثل شهوة الطعام والشراب والراحة وغيرها من الأمور الضرورية لحياة الإنسان[/quote]

أخي العزيز:

عندما أتعاطى مع أمور الإيمان، حتما أفكر في بعض الأشياء وأبحث عن تفسير عقلي عنها ولكن الله ليس على منصة التشريح أمامي. لو خضع الإيمان لمنصة التشريح فهو إيمان من أفكاري وإله من اختراعي أنا شخصياً ولكني أبحث عن إله يفوق في وصفه كل تصور وطرقه تعلو عن طرقي فيكون بحق هو مصدر "إلهام" لي وإلا ما الداعي من أساسه للإيمان؟ ألسنا نريد الإلهام؟ ألسنا نريد من يوجه قلوبنا نحو فعل الخير والالتصاق بما نؤمن أنه مصدر وجودنا وبه نحيا ونتحرك؟

عندما أقف أمام المسيح أقف أمام إنسان يفوق كل تصور بشري وهو كلمة الله. لا تشغلني كثيرا حركة الهرمونات لديه ولكني أعرف أنه عاش بعفاف مطلق لم يحدث أن عاشه أحد من البشر ولن يحدث. نعم، لا يعيب الغريزة الجنسية شيء ولكن الأناجيل لا تحدثنا عن الغريزة الجنسية لدى المسيح وإنما تحدثنا عن "المسيح نفسه" وهدف مجيئه. خبر الإنجيل يشبه "كلمة ورد غطاها" كما نقول في مصر في القول الشعبي. جاء المسيح ليمنح الحياة للناس ولتفيض فيهم بوفرة، هكذا يقول البشير يوحنا في الفصل العاشر من بشارته والآية العاشرة.

بما أن الكلام عن الجنس قد جاء، تصور معي رجل قعد يفصص إمرأته ويقول لنفسه: هذان هما الشفران الكبيران، وهذان هما الشفران الصغيران وهذا هو البظر وهذا وهذا... لو أنا مطرحها ماذا أفعل؟ من المؤكد أني سأصفعه صفعة محترمة على وجهه لأنه وضعها للتحليل في أمر أساسه "التذوق" بكل الكيان لا "التفعيص". هكذا أمور الإيمان. نختبر الله بكل كياننا. نختبر الجنس بكل كياننا. نختبر المسيح بكل كياننا ونتذوقه ونستنشق كلامه ونستمد منه إلهامنا ونجد طاقات تتفجر في داخلنا. نثور ونغضب ولكن "عودي يا نفسي إلى راحتك؛ انتظري الرب". لو أن الرب كان "فكرة" لهان الأمر ولكنه ليس بفكرة ما تقدحها عقولنا في عصرة الذهن، ولكنه كيان ننعم بالبقاء في حضرته ومساكنته: هوذا مسكن الله وسط البشر؛ المسيح قد جاء إلى العالم.

عزيزي أبانوب (f)

باعتقادي أنه من المؤكد أن المسيح ضحك وإلا لما جذب الأطفال إليه كمثال. لكن الأناجيل لا تنشغل بوصف سيرة ذاتية له وكأنها تروي سيرة حياة مفصلة ولكن تنشغل الأناجيل بالأحرى برواية "الإنجيل" أي خبر مجيء ابن الله في شخص المسيح والهدف من ذلك المجيء وهذا يعني التركيز على أشياء واعتبارها أساسية في حين كانت أشياء أخرى ثانوية. من حق البشير أن يروي البشارة بالطريقة التي يريد وهو ركز على أشياء معينة وهي فعلا "قوام" الإنجيل لا التفاصيل الأخرى.

أشكرك على لطفك وهندمتك معي في الرد. أحيانا أكتب أشياء متعمداً استفزاز الفكرة لعلي أصل لفكرة أعمق ولا يعني هذا ما تقر به السطور من كلام مستفز بالضرورة. شكرا لسعة صدرك. :kiss2: