Array
لا وجود للاستنتاج هنا.
الاعتراض على كلمة استخدمت في غير مدلولها. لهذا قال النص ( وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ) لم يستخدم كلمة ( آمنت النصارى بان المسيح ابن الله) لان القران الكريم ياخذ الدليل الظاهر و هو ما صدر منهم من قول.

[/quote]


حسنا ، هو ليس استنتاجا وانما المفهوم المنطقي لقول النصارى حول " الولادة " ، فأخذ الدليل الظاهر، اي الحرف اللغوي، وبنى عليه ردوده ...

وعليه يجوز القول ، ان كاتب القرآن التفت الى المدلول اللغوي وتجاهل الايمان الحقيقي للنصارى ولم يعره ذرة اهتمام ، فتراه يخصص آيات عديدة للرد على مدلول الولادة اللغوي بينما لايذكر ايمان المسيحيين او اقوالهم وتعاليمهم الحقة حول بنوة المسيح وولادته من الله بكلمة واحدة ...

وماذا كانت النتيجة ، اصدار الاحكام الخاطئة وتصديرها الى الاجيال اللاحقة ، ولازالت الآثار واضحة الى يومنا هذا ، اذ ان كم هائل من المسلمين يبنون على اساس اعوج ومواقع هائلة على الانترنت تقاوم فكر لاوجود له اصلا ....

المسؤال هو القرآن ، ودفاعك عنه بالقول :

Arrayاقول لك بان القران ليس مسئولا عن عدم مقدرتكم عن التعبير عن هذه الذات التي تقول عنها[/quote]

لايبرأه ... فهو " الكتاب المنزل من عند الله " ، وعليه تقع مسؤلية ارشاد الانسان وتقويم طرقه وتجنيبه الخطأ ، ومن العيب ان لايفهم هذا القرآن مايؤمن به المرء حقا فيوبخه على مدلول النطق اللغوي ويتجاهل ايمانه ولايعره ذرة اهتمام ...

ولهذا عيبته انا بالقول :

Arrayالعيب في ان يجهل القرآن " كتاب الله العزيز " ايماني ...[/quote]

Arrayحتى ولو كان ايماننا مجرد اوهام وخيالات في نظره ، وحتى لو كان مفهومنا للولادة غير منطقي وغير عقلاني ، فيكلمنا في مانحن نؤمن به ...[/quote]

ومع هذا كله تلومني بالقول :

Array(2) افترضت ان النبي (ص) فهم ولادة المسيح بخلاف ما فهمه المسيحيون.[/quote]


فأحببت حضرتك ان تشرح لي الامر حتة حتة ، بحسب تعبيرك ، فقلت :

Array
المنطق يقول بان القران كان يخاطب نصارى فهموا نص يوحنا بطريقة غير ما تفهمه اليوم.

لان القران الكريم لم يشر الى النص المكتوب بل الى كلام قالوه[/quote]

وقد يتناقض هذا مع ماتفضلت به اعلاه ، فالقرآن هنا لايعترض فقط على " كلمة استخدمت في غير مدلولها " وانما على مفهوم وفكر عقائدي قائم تأكده بقولك " فهموا نص يوحنا بطريقة غير ماتفهمه اليوم " ...

فهل جاء رد القرآن على تعابير استخدمها النصارى ام على افكار وعقائد راسخة نادوا بها ، اي انهم نادوا بولادة تناسلية للمسيح الابن من الله الآب بواسطة " الصاحبة " ؟

والسؤال الآخر ، من هم النصارى الذين فهموا من نص يوحنا بخلاف مانفهمه نحن ؟


Arrayفليس بالضرورة ان يتطابق القول مع الاعتقاد لاسباب عديدة , ليس آخرها عدم ادراك القائل لما يقوله.
ما يلي من آيات يبين بان قول بان الله تعالى اتخذ ولدا لا يدرك قائله فداحة خطئه, لاته لو عرف ذلك لما قاله:

وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا {مريم/88} لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا {مريم/89} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا {مريم/90} أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا {مريم/91} وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا {مريم/92}[/quote]

طبعا ، استنكاره هنا حق ، فهو ينطلق من مفهومه لمدلول الولادة اللغوي ، وهي الولادة التي لاتأتي الا بوجود " صاحبة " واتصال جنسي ...

وهذا ماوضح في الانعام 101 والتي تقول عنها حضرتك :

Arrayانه خطاب عام لا يخصص نصارى او غيرهم كما اوضحت لك سابقا.و طلبت منك ان تخرج لي كلمة نصارى في هذين النصين او اي صلة بهم كما في ايتي النساء و مريم[/quote]

"هو خطاب عام " ، كما تفضلت ولكنه موجه لكل من يقول بأن لله ولد ، ومنهم النصارى ... فمن الطبيعي حين نتأمل ب " الولادة " لغويا لايمكننا استبعاد " الصاحبة " او الزوجة المنجبة للولد ، كما تفضلت وقلت قبلا :

Array"الكلام المنطوق به المكون من حروف اللغة لا يمكن التلاعب به و صرف معاني كلمات اللغة الى غير وجهتها. كلمة مولود او منجب, لها مفهوم واحد. خاصة و ان هذا المولود انجبته امرأة"[/quote]

Arrayبمجرد ان تتحدث عن ولادة يلازمها منطقيا وجود و الد و والدة[/quote]


فإذا كنت انت قد فهمت ان الولادة لاتتم الا بوجود الزوجة افيجوز ان " كتاب الله " جهل الامر ؟ فحتى وإن اسلمنا بأن الانعام 101 لاعلاقة لها من بعيد او قريب بالنصارى لايمكننا التسليم بأن كاتب القرآن لم يؤمن أن الولادة التي يقولون عنها اشتركت فيها الصاحبة المزعومة ، فهذا تسلسل منطقي ...

حضرتك اشتطت غضبا حين قلت انا :

Arrayوالاعتراض هو على ولادة تتم عن طريق جماع جنسي بدليل نفيه اتخاذ الله لصاحبة[/quote]

ونفيت قطعا ان القرآن يقول بأن المسيحيين قالو " الله اتخذ صاحبة " .لكن كيف نوفق مفهومه التناسلي للولادة وننفي اعتقاده بوجود " صاحبة الله " في المعتقد النصراني ؟

وعلقت على الانعام 101 قائلا :

Arrayاضع لك نص الايات كاملا و اثبت لك بانه لم يكن يتحدث عن النصارى فتقول لي الكلام موجه للنصارى. اقرا هذه الايات و لا تكثر من المغالطة:

وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ {الأنعام/100} بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {الأنعام/101}

ماذا فعلت حذفت الاية التي توضح عمن يدور الحديث , و واصلت في سوء فهمك المقصود لتصل لنتيجة:[/quote]

اقول ، ان هذا لاينفي اعتقاد كاتب القرآن بوجود الصاحبة في المعتقد النصراني ، وللتأكيد دعنا نتأمل قليلا في اقوال المفسرين ونرى الربط بين الانعام 101 وبين النساء 171 ، التي هي في نظرك خاصة بالنصارى ...

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً {النساء/171

ابن كثير في تفسيره ل " ولاتقولوا على الله إلا الحق "

وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّه إِلَّا الْحَقّ " أَيْ لَا تَفْتَرُوا عَلَيْهِ وَتَجْعَلُوا لَهُ صَاحِبَة وَوَلَدًا

لماذا يقرن ابن كثير الولد بالصاحبة مع ان الآية لاتتحدث عن صاحبة ؟ لان هذا هو الفكر العام للقرآن ولايمكن تجاهله ...

بل ان وصفه لنشاة عيسى في القرآن هو ماقد يوحي للقارىء بتجانس الالهة مع البشر

" َكَانَ عِيسَى بِإِذْنِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَانَتْ تِلْكَ النَّفْخَة الَّتِي نَفَخَهَا فِي جَيْب دِرْعهَا فَنَزَلَتْ حَتَّى وَلَجَتْ فَرْجهَا بِمَنْزِلَةِ لِقَاح الْأَب وَالْأُمّ

ويدعي ان النصارى قالت بالتبعيض فيرد لاعنا اياهم :

" أَيْ مِنْ خَلْقه وَمِنْ عِنْده وَلَيْسَتْ " مِنْ " لِلتَّبْعِيضِ كَمَا تَقُولهُ النَّصَارَى عَلَيْهِمْ لَعَائِن اللَّه الْمُتَتَابِعَة "

ويتابع


" فَآمِنُوا بِاَللَّهِ وَرَسُوله " أَيْ فَصَدِّقُوا بِأَنَّ اللَّه وَاحِد أَحَد لَا وَلَد لَهُ وَلَا صَاحِبَة

ماباله يتحدث عن " الصاحبة " والآية لاتذكرها ، الايدل هذا على ان الانعام 101 والجن 3 تخصان النصارى ايضا ؟

ويتابع في لعناته على النصارى بروح اسلامية " سمحة " فيقول :

وَالنَّصَارَى عَلَيْهِمْ لَعَائِن اللَّه مِنْ جَهْلهمْ لَيْسَ لَهُمْ ضَابِط و...

وَنَحْنُ نُكَفِّر الثَّلَاثَة وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " اِنْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ " أَيْ يَكُنْ خَيْرًا لَكُمْ " إِنَّمَا اللَّه إِلَه وَاحِد سُبْحَانه أَنْ يَكُون لَهُ وَلَد " أَيْ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا " لَهُ مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الْأَرْض وَكَفَى بِاَللَّهِ وَكِيلًا" أَيْ الْجَمِيع مِلْكه وَخَلْقه وَجَمِيع مَا فِيهِمَا عَبِيده وَهُمْ تَحْت تَدْبِيره وَتَصْرِيفه وَهُوَ وَكِيل عَلَى كُلّ شَيْء فَكَيْف يَكُون لَهُ مِنْهُمْ صَاحِبَة وَوَلَد كَمَا قَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى " بَدِيع السَّمَوَات وَالْأَرْض أَنَّى يَكُون لَهُ وَلَد " الْآيَة . وَقَالَ تَعَالَى " وَقَالُوا اِتَّخَذَ الرَّحْمَن وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا - إِلَى قَوْله - فَرْدًا "


وهنا يستشهد ب الجن 3 ، ولماذا يفعل هذا ؟

ونذهب الى الطبري



وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ

ثُمَّ نَزَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ نَفْسه وَعَظَّمَهَا وَرَفَعَهَا عَمَّا قَالَ فِيهِ أَعْدَاؤُهُ الْكَفَرَة بِهِ , فَقَالَ : { سُبْحَانه أَنْ يَكُون لَهُ وَلَد } يَقُول : عَلَا اللَّه وَجَلَّ وَعَزَّ وَتَعَظَّمَ وَتَنَزَّهَ عَنْ أَنْ يَكُون لَهُ وَلَد أَوْ صَاحِبَة .


اما القرطبي فيسرد

وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا

آلِهَتُنَا " ثَلَاثَة " عَنْ الزَّجَّاج . قَالَ اِبْن عَبَّاس : يُرِيد بِالتَّثْلِيثِ اللَّه تَعَالَى وَصَاحِبَتَهُ وَابْنَهُ . وَقَالَ الْفَرَّاء وَأَبُو عُبَيْد : أَيْ لَا تَقُولُوا هُمْ ثَلَاثَة ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى : " سَيَقُولُونَ ثَلَاثَة " [ الْكَهْف : 22 ]

هذا هو الفكر الذي ساد كاتب القرآن " النصارى قالوا بأن لله ولد وصاحبة " ولايمكن تجاهل هذا الفكر البتة ، فرسول الاسلام وقرآنه ومفسريه واتباعه في كل مكان وزمان نظروا الى العقيدة المسيحية بهذا المنظور ...



تحياتي