عزيزي النسر ، الاخوة الافاضل

اشكرك لاجل التنبيه وأنا لم تكن نيتي طرح المقارنة في هذا الموضوع ...

انا احببت ان اتكلم في نقاط اخرى غير التي واجهتها انت ...

فنحن حتى لو نظرنا الى النص في التثنية 33 او غيره من نصوص يعشقها المسلمين على كونها تنبؤات بظهور نبي ما في مكان ما من عالمنا ، فلن يخطر ببالنا انها تشير الى نبي المسلمين بحال من الاحوال للسبب الاساسي الذي تم ذكره قبلا :

ان محمد ناقض الاسس التوراتية والانجيلية ، وعليه لايجوز ان الكتاب المقدس تنبىء بنبي معادي ومفاوم له وعلا من شأنه ومدح عمله ونبؤته ...


لكن في تأملنا للتثنية 33 فأننا لن نرى فيها ماينبىء بمجيء نبي ، بل انها بركة خاصة من موسى رجل الله للشعب الذي احبه وخدمه سنين طويلة ... فيها تذكير للشعب بعناية الرب به ، ويشابهها في الكتاب بركة يعقوب للاسباط في تكوين 12 ...

اما بخصوص فاران فأقول ،حتى ان استطاع المسلم ان يبرهن لنا بالدليل القاطع على تواجد قديم لما يسمى فاران في الجزيرة العربية فما هو الدليل على انها فاران التوراتية ؟

فاران التوراتية تحدد موقعها التوراة نفسها في اكثر من نص ، واسمها يرتبط ارتباطا وثيقا بسيناء والخط الذي سار فيه شعب اسرائيل في ترحالهم من مصر الى فلسطين ، كما العزيز النسر ...

فيستدل من النصوص العديدة ان فاران تقع جنوب يهوذا او فلسطين وفي الجنوب الشرقي لبئر سبع ، أي بين سيناء او حضيروت وكنعان ...

سفر العدد الاصحاح التاسع "12 فارتحل بنو اسرائيل في رحلاتهم من برية سيناء فحلت السحابة في برية فاران . 13 ارتحلوا اولا حسب قول الرب عن يد موسى " ... وايضا في العدد اصحاح 12 " 16 وارتحل الشعب من حضيروت ونزلوا في برية فاران " ... وهي البرية التي تواجدت فيها " بطمة فاران " او" ايلة " أي المعروفة ب " ايلات " اليوم ...

اذا فأن فاران التوراتية تقع في الطريق من مصر الى فلسطين وهذا الطريق لايمر بحال من الاحوال في مكة ... حادثة اخرى من سفر الملوك الاول ترسم لنا هذا الطريق ، فيقال :

"ان هدد هرب هو ورجال ادوميون من عبيد ابيه معه ليأتوا مصر . وكان هدد غلاما صغيرا . 18 وقاموا من مديان واتوا الى فاران واخذوا معهم رجالا من فاران واتوا الى مصر الى فرعون ملك مصر" ...

اما الحجة التي يقدمونها ، بان فاران هي مسكن هاجر وابنها اسماعيل فهي حجة ضعيفة وليس فيها مايؤكد ان موطن الاسماعيليين كان منحصر في الجزيرة العربية او ان فاران تقع هناك ...

ولكي ننفي هذا نشير الى سفر التكوين الاصحاح 25 ،حيث يقال :

"هؤلاء هم بنو اسماعيل وهذه اسماؤهم بديارهم وحصونهم اثنا عشر رئيسا حسب قبائلهم . 17 وهذه سنو حياة اسماعيل . مئة وسبع وثلاثون سنة . واسلم روحه ومات وانضمّ الى قومه . 18 وسكنوا من حويلة الى شور التي امام مصر حينما تجيء نحو اشور .امام جميع اخوته نزل..."

اذا ، فاران الذي يذكرها موسى هنا هي فاران التوراة ، وان كنتم يااعزائنا المسلمين تستندون على " نبوة توراتية " عن محمد فيرجى ايضا مراعاة الجغرافيا التوراتية في ذات الوقت ...

تحياتي