Arrayأراك قد نقلت موضوع السؤال من : هل أنت كلاديني تؤيد وجود دولة اسرائيل ؟ .. الى : هل اسرائيل دولة دينية ووجودها مستند الى مبرر ديني ؟ .. وهذا سؤال آخر منفصل تماما ! ..[/quote]
كلاهما يصبان في معين واحد ولأوضح..
السؤال المطروح يتحدث عن وجود إسرائيل في المنطقة من نظرة لادينية ، والسؤال هنا مقصود وله مبرراته ، لأننا لو أخذنا الموضوع من نظرة دينية فحتما سيكون هناك مبرر لوجودها ، وعليه سيكون لكل صاحب دين أن يجد المبررات لقيامة دولته ، وربما لاحقا كل صاحب مذهب ، فنحن نعيش بمنطقة تعج بالديانات والمذاهب ، ولكن التركيز هنا على القضية من وجهة نظر لادينية ونريد أن نرى مبررات العقل اللاديني في قبول وجود دولة تحمل طابعا دينيا ، والطريق لذلك كما ظهر من بعض الأخوة المعترضين هو الادعاء أن وجود إسرائيل قضية سياسية بحتة ، وقد فندنا ذلك بأنها دينية بامتياز من خلال اسم الدولة وعاصمتها ويهوديتها ونظيف بعدا رابعا كونها أرض الميعاد كل تلك الأبعاد تم توظيفها سياسيا..
ربما يجيب البعض أن الدين لا يعطي حقا ولا يقدم تبريرا والعلمانية هي المطلب لتجنب هذا الصراع، ونحن معهم في ذلك . ولكن القوة على الأرض تخالف ما تقولون ، لأن إسرائيل بطابعها الديني والسياسي تبطح العلمانية رغما عن أمها بحكم حق القوة لا قوة الحق ، وليست قوة إسرائيل وحسب بل بقوة الغرب المتعلمن الذي أبدع لنا من بطن علمانيته جنينا مسخا قذف به في منطقتنا..
لا أعلم سبب الحساسية المفرطة من تعليق السؤال بالفكر اللاديني وقد أوضحت المغزى من ذلك ، وأضيف أمرا مهما وهو أن أكثر المتضررين حقيقة من وجود إسرائيل هو الفكر اللاديني على الأمد القريب والمتوسط و البعيد ، لأن وجودها وبقائها واستمرارها سيؤدي إلى شدة وزيادة الصراع بالمنطقة بحيث يزداد جنوح كل طائفة لدينها وتعلقها به خوفا من الاستلاب بحيث يتغذى التشدد الديني ويهمن على الحياة بشكل أكبر وأكبر وهذا مشاهد اليوم فهل يصل ببعض الفكر اللاديني الحماقة بالتمسك بوجود إسرائيل بهذه المنطقة على حسابه دون أن يشعر أنه يغذي من سيفترسه بالنهاية؟!
مشكلة بعض اللادينيين بحكم وجودهم في بيئة تخضع لثقافة إسلامية هو تصورهم أن المشكلة وحسب في الإسلام بحكم تضررهم المباشر من هذه البيئة ولا يلتفتون لمصدر الضرر الأكبر الذي يؤثر في البيئة الإسلامية نتيجة الصراع بالمنطقة ووجهتي في ذلك أننا إذا تخلصنا من الصراع أو حيدناه سنجد مجالا نستطيع فيه أن نؤثر في البينة من حولنا وليس أن نتأثر كما هو الحال اليوم ، والطريق لذلك هو إزالة والتخلص من بؤرة الصراع بالمنطقة وهي إسرائيل الدينية والسياسية.

تحياتي..