بالنسبة لي - وتلك نظرة لا أتفرّد بها- .. أنظر للأديان ونصوصها كما تنظر الفيزياء الحديثة لعالم الجسيمات الصغريّة .. "المراقب" عنصر من التجربة .. لذا فنتائج التجربة محكومة -من جملة ما هي محكومة- بالـ"مراقب" ..
"المراقب" بالنسبة لي هو رجل الدين .. أو "مفسّر" النصوص .. أو "المفلسف" لاتجاه ديني ما ..
وعالم "الجسيمات الصغريّة" .. هو المقدّسات الدينيّة .. اللاهوت .. الناسوت .. النصوص المقدّسة ..
و"التجربة" .. هي أدلجة الدين .. أو استنباط "المواقف" الدينيّة من النصوص ..



فالدين في بنيانه .. عجين أو طين .. والفكر الإنساني صنع من "الطين" بيوتاً بسيطة .. وثماثيلاً وجراراً .. واستنتج من جملة ما استنتج .. أنّ الإنسان أيضاً جُبل من طين ..


"المراقب" عنصر من التجربة التي تؤدلج "الدين" .. و"المراقب" .. عنصر أيضاً من التجربة البشريّة بكلّيتها ..بكلّ إشكاليّاتها ونكوصاتها .. ببعدها التاريخي وصراعاتها السياسيّة المرحليّة .. بل و "عقدها" الأوديبيّة ..

فانظر للشجرة إن كنت فرحاً تراها ترقص لفرحك .. وإن كنت "تعيساً" رأيتها تنحب حزنك .. أو ربّما وجدتها تشمت بك .. وهي في النهاية "شجرة" لا تحرّك ساكناً ..


فهذه "مسيحيّة" كما يراها فرد أو جماعة .. وهذا إسلام "ابن لادن" .. وذاك إسلام "القرضاوي" .. وآخر إسلام "أركون" ..

فإن لم يعجبك يا علماني إسلام "ابن لادن" .. فلك بإسلام "أركون" ..




الفروق بين الأديان في بعدها التاريخي .. هي فروق "كميّة" .. كما الفروق بين الكائنات الحيّة .. بين نوع ونوع .. فإن صغرت "الفروق" كانت "ديناً واحداً" و"نوعاً واحداً" .. وإن اتسعت أعطت "ديناً آخر" و"نوعاً آخر" .. وما ذاك إلّا "تراكم" للفروق ..
ومن "الفراشات" الأحمر .. ومنها "الأبيض" .. ومن "الإسلام" المرّ .. والحلو ..


فلا تقل هذا "الإسلام" وتلك "المسيحيّة" .. بل هذا "إسلام" وتلك "مسيحيّة" .. والإنسان يعيش على الأرض .. يحبّ ويكره .. ويتابع الأخبار قبل النوم ..


ويصلّي لله كلّ يوم ..




في النهاية .. ولكي ألامس الموضوع بشكل أقرب .. بوش يدّعي أنّ ضرب العراق هو "وحي" من عند ربّه أتاه نائماً .. فلا تعجب إن كان للدين ذاك الأثر في اللعبة السياسية .. أو إن كان "للسياسة" ذاك الأثر في "الدين" .. وذاك ما تشترك به شعوب "الطوطم" .. و الدولة العظمى التي تحكم القرن الواحد والعشرين .. و"محمّد" الذي قاد دوله وديناً .. وكان "إلهه" على "هواه" ..


خوليو