Array سلب محمد اعظم شعور يمكن ان يجتاح النفس البشرية المشتاقة الى عمق اعماق الله , الى ذاك الخالق الذي يستطيع ان يضم المخلوق بين ذراعيه مناديا له:يا ابني.[/quote]

محمد لم يسلب ولا شيء. هو اجتهد وهذا آخر ما وصل إليه.

ولماذا تنتظر من محمد أن يعمل "عمل يسوع المسيح" نفسه؟ لماذا تنتظر من محمد أن يعمل "عمل المسيّا"؟ تريد من محمد أن يصل بالعابد إلى أن يقول "أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا آبا الآب". ولكن هل يقدر أن يقول أي إنسان هذا بسهولة؟ لكي يقول إنسان هذا بسهولة وأريحية يلزمه أمر هام وهو:
"لا يقدر أحد أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس".

وهنا تبدو عبثية وعقم الجدل الإسلامي المسيحي.

المسلم ينطلق من زاوية مختلفة كل الاختلاف عما ينطلق عنه المولود من روح الله. وبالتالي كل محاولة تأتي عنوة لمحاولة إقناع المسلم بما تؤمن به أنت كمؤمن مسيحي هي محاولة فاشلة وجهاد في الجسد. لابد للروح أن يقود المسلم للوصول إلى أنه "ابن" وليس "عبد". ما تتحدث عنه من حياة إلهية كـ "ابن" بالتبني هو أمر لا يعلنه لا لحم ولا دم ولكن "أبي الذي في السماوات". قبول البنوة هو "إعلان" وليس "قناعة عقل" وهنا يتحدد سبب نجاحنا أو فشلنا في التبشير بالمسيح. عندما نحاول توصيل مفهوم بنوتنا لله لمن هو من الخارج فنحن نعتمد على العقل في أمر لا صلة له بالمرة بالعقل وإنما له صلة بالكشف من فوق، من لدن الآب نفسه، لقلب الخاطيء فتسقط أغلاله التي يرسف فيها عبداً للشيطان ويتحرر. أجل، نحن بصدد الحديث عن حرية إلهية ولسنا بصدد الحديث عن قناعات يمكن تبريرها أو يحاول مغمور ما أن يتوهم أنه يملك القدرة على دحضها أو نفيها. "عمل الله" هو عمل تحريري وليس عمل عقائدي. ما يعمله الله في حياة الخاطيء تجاه قبوله صليب المسيح هو عمل الهدف منه الوصول مباشرة إلى "القلب" ومنه إلى الكيان بأسره فيعتق هذا القلب من قبضة عبودية الشيطان وإبليس والجسد وكل هذه القبضات التي تحكم علينا من كل جانب إلى أن يأتي "المحرر" الذي يفك قيد ونير يكبلنا حول معصمنا كالسجين البائس. نفشل إذ نظن أنها مسألة إقناع بالعقل أو براهين وأدلة في حين أن الرب يربح الجولة عندما نوقن أن العمل هو قطعا "عمل تحريري" والهدف منه عتق النفس إلى "مجد حرية أبناء وبنات الله".

لنعتمد على الصلاة ونذكر الخطاة بدموع وتضرعات والرب يعمل عمله ونحن ما لسنا إلا كالـ "داية" midwife والتي تستقبل النفوس إلى ملكوت الآب السماوي.

مودتي المخلصة لك..


بالمسيح ربي وإلهي،

إبراهيم عرفات