عزيزي برهوم،

عجب عجاب، أمرك يشبه الضباب!

يعني من ناحية أنت تزعم أنك لا تهتم بتاريخ محمد وأن يسوع يشغلك ويملؤك، ثم تذكر ما تريد أن تقوله كعيوب على أنها لا تهمك.

يعني اسمحلي أعملك تمثيلية اوكتافيوس حين أدان قتلة صديقه يوليوس قيصر في المسرحية.

حين قال، يوليوس حين قتل لم يكن يقوم بكذا، ومذا، وكيت وذيت، من سائر العيوب التي يتمتع بها قتلة يوليوس، بما جعله يدينهم بطريقة غير مباشرة.

وأنت تقول يا برهوم أنك لا يشغلك الحديث عن محمد لأنك مملوء بنعمة المسيح، فلا وقت لديك للحديث عن إرهاب محمد وإجرامه وشربه للدماء البريئة، وأخذه نساء الغير، وغيره مما طفحت به كتب المرضى من مبشرين ومستشرقين.

عزيزي، هل كثير علينا أن نطلب منك العدل؟ رغم شنآنك لمحمد، ألا ينبغي أن تكون عادلا معه؟

ولا تكون عادلا حين تأتينا بالهجوم من الخلف، ظانا أننا لا نراك، قد نراك، لكننا لا نرى هجومك مما يرقى للرد عزيزي، ليس لأننا مسكونين بلوسيفر رب هذا العالم كما تقولون، بل لأننا نرى حجتك خفيفة في الميزان لا ترقى للنظر.

عزيزي، إن كان العقل فيما تراه أمرا لا يمكن اتخاذه للوصول إلى الله، فأين العدل إذن؟ ولم كان العقل؟

كيف يحاسب الله امرءا على أمر ليس له فيه نصيب؟ فالله لم يرسل روحه القدوس ليعمل في قلوب المسلمين، لذا لم يعرفوا يسوع المسيح ولم يملؤهم كما ملأك، المسلمون اعتمدوا على ما خلقه الله فيهم من ملكة تسمى العقل ووصلوا إلى فساد رأي قومك جملة وتفصيلا، مع إعلان لهم من الله بذلك قبل العمل، فما قولك بهذا؟

ثم ما أمر الدماء وسفكها؟ أليس من الألم والعنف خلق الكون في انفجار كبير؟ أليس في نار خلقت الشمس والمجموعة الشمسية؟ أليس من الحمل كرها والوضع كرها، وثماني ساعات على الأقل من الألم والمعاناة، والدم والماء ولد الإنسان؟ ثم يتبعه الدم أربعين يوما يفتح فيها قبر أمه إذ قد يتضاعف نزفها بين ساعة وأخرى، أو يلتهب جرحها مميتا، ثم بالألم يخرج الولد أسنانه، وبالمعاناة يسير، وبالتعب يأكل ويشرب، ثم يموت بألم، فما أمر الدم وسفك الدم؟ هل يمكن الوجود في الكون دون عنف أيها الرومنسي الحالم؟

نحن على الأرض يا ابراهيم، وعلى الأرض كما سائر الكون، يوجد وجها العملة مقترنين، العنف واللطف، هكذا خلق الله العالم أزواجا، وجعل ناموسه فيه جبرا، وفي الإنسان اختيارا، وفيه تنظيم العنف وتنظيم اللطف.