عزيزي فانسي هني،

حقيقة لا يوجد أي دليل مادي على وجود شخص يلقب بالمسيح عاش في القرن الأول، ولا يكفي الاعتقاد به إلها/ابن إله من قبل مجموعة من المؤمنين، تطاول الزمان أم قصر، هوذا الآلهة المنسوبين إلى أشخاص عاشوا في القديم في شرق القارة الآسيوية وجنوبها، ولا يزال المؤمنون بهم يملؤون جنبات الأرض، ولم يزعم أحدهم أن هذا بدليل كاف على وجود الشخص المؤله على الحقيقة في الأرض.

حتى نتأكد من الحقيقة لا بد من أثر، فأين جثته؟ أين قبره؟ أين صليبه؟ أين تاج شوكه؟ أين مساميره؟

أما عن أقوال الشهود، فقد مر قومك عزيزي بما يزيد عن ثلاثة قرون من الاضطهاد الروماني الوحشي، فأي استمرار للرواية الفرد فضلا عن التواتر يبقى في هذا الاضطهاد؟


أما محمد يا عزيزي، فقد اقام دولته وهو حي، وهوذا قبره، وهوذا كتابه بين أيدينا انتقل بالتواتر إلينا، ووجوده نفسه انتقل بالتواتر إلينا، دون اضطهاد ولا هروب في آفاق الأرض.

ويقيني أننا نتحدث عن شيئين مختلفين حين نتكلم عن التواتر، فما هو التواتر عندك عزيزي؟ وهل هو حجة بذاته؟


أما عن التواطؤ، فقد عاشت الدولة الإسلامية بمعزل عن تأثير الفقهاء، بل اضطهدت المعارض منهم، فلا يتاح للفقهاء أبدا أن يشكلوا سلطة تواطؤ! وهوذا أحد اجنحة المعارضة لا يزال في إيران وجنوب العراق ولبنان، وآخر في عمان، فكيف تواطأنا حدثني؟ وما هو الفارق بين التواطؤ والتواتر؟

صحيح أني أريد مشاكسة إبراهيم، ففي المشاكسة خروج من الكيل بمكيالين، لكني لا أشاكس بما لا أعتقد حقيقته.

عندي أن المسيح عليه الصلاة والسلام مثل صالح وهود عليهما الصلاة والسلام، لا يثبتان عندي لولا خبر القرآن. وإلا لكان حاله لدي مثل حال دانيال وحزقيال، أفوضه إلى الله، فلا أجزم بوجود من عدمه فضلا عن نبوة من عدمها.