(04-29-2010, 02:23 PM)مواطن مصرى كتب:  عزيزى مسلم

من معانى المعيشة الضنكا ان تعيش لا تتقى الله فيما يرزقك وان تعيش ولا تشعر بالامان على نفسك واولادك وان تعيش ولا تعرف هل ستبعث وتحاسب ام لا ومن معانيها ايضا ان ترديك الذنوب الى مصارع السوء كأن يصيبك الزنا بمرض او القمار بخسارة المال وغيرها.

ومنها وفقا للمنطق القرآنى عندما يقف الانسان الذى عاش حياته على هواه وكان سعيدا بها ويكتشف انه اخطأ فى حساباته ورأى العذاب وتقطعت به الاسباب ألن تكن معيشته التى عاشها ضنكا عليه يومها يوم يقول ياليتنى قدمت لحياتى.

وقد تشبه حياتك الآن حياتك السابقة وإن كنت لا اظن هذا وأثق انك فى الماضى كنت سعيد بإيمانك وأنك الآن تشعر بأنك حائر.

ولكن ارجو معرفة تبرير الملحد لهذه الحالة :

شخصان على نفس القدر من التعليم والثقافة والاخلاق ويعملا فى مؤسسة واحدة وتم تكليفهم بمهمة معينة وأثناء تنفيذ المهمة تعرضا لحادث نتج عنه نجاة الاول بدون خدوش واصابة الثانى بشلل رباعى يجعله طريح الفراش طوال عمره.

ما الذى يرضى الملحد حتى تستمر حياته وهو يرى زميله يسعد بزوجة رائعة وابناء نجباء ويسافر ويعمل ويربح بينما هو طريح الفراش عاجز عن الحركة.

أرجو منك الإجابة.

أما بالنسبة لترحيبك وعدم خوفك من العذاب ومرحبا به لو وجد فالمثل المصرى يقول اللى على الشط عويم.

ويمكنك القياس على تحملك وترحيبك بالتعذيب فى احد المعتقلات فى الدنيا رغم ان الحياة يمكن ان تتنهى بالموت ولكن فى الاخرة الامر مختلف.

في الاخلاق يا صديقي توجد نسبية في الفهم , وما تراه تقاة عندك يراه الغير بأبشع صورة فالقمار الذي ذكرته مثلا شيء صغير امام الرق والتسري , ففي القمار يخسر الشخص ماله ولكن في الرق والتسري يخسر الإنسان انسانيته وانتم تعلم يا صديقي بأن الإسلام لم يحرم لا الرق ولا التسري , ولذلك لا طائل من مناقشة الامور الاخلاقية ما دام الميزان مختلفا عند كلينا.
ومن ثم يا صديقي كم مرة احتججت على هذه الطريقة في البرهان والدليل في مواضيعي , فأنتم تفترضون أن هناك عذابا في الآخرة ينتظر من لم يسلم ( دقق في هذه الكلمة , من لم يسلم ) هل تعي معنى ما تنادي به يا صديقي ؟
أنت تفترض بأن ما في القرآن كله حقيقة وواقع لما محالة وتناسيت بأن القرآن لم يأتي بشيء لم يأت به الأولون , دائما الطريقة السمجة نفسها في الدعوة إلى إله لا يستطيع التعبير عن نفسه إلا بكلمتين ( جنة ونار ) , فإن كان فلاسفة الدنيا ومفكريها لهم احتجاجات وتساؤلات عن هذا المنطق فلماذا لم يجد رب الفلاسفة والمفكرين اسلوبا وطريقة افضل من هذه لدعوة الناس , لماذا لا تتم الدعوة بالموعظة الحسنة , لماذا التخويف ولماذا التطميع , لماذا لا يخاطبني بلغة ربانية بعيدا عن اساليب بالية لاسكات الاطفال فما بالك بالكبار , ولماذا سأعاقب إن لم أسلم , فقد أكون أكثر ايمانا منك يا صديقي ولكن الفرق بيني وبينك هو التكبر فإن كان ابليس خرج من الجنة لتكبره فكيف ستدخلون انتم الجنة ولقد تكبرتم على كل من هو ليس بمسلم وادخلتموه النار ؟؟

اما عن سؤالك فلا قيمة لجوابي عليه , لأن الجواب لن يغير من الواقع شيئا واقرأ توقيعي تفهم ما اقصد .
واما عن العذاب فأنت تظن بأنني ارحب بالعذاب ولست بخائف منه ولكن لا يا صديقي , لا أحد يحب أن يعذب بأي طريقة كانت ولكن المقصود هو الاستغراب والاستفسار فالعذاب ولا حتى الثواب اجد لها مبررا ولا حتى طريقة ناجحة في الدعوة إلى عبادة الله فكيف أخاف من شيء غير موجود في عقلي .

(04-29-2010, 04:55 PM)على نور الله كتب:  الاخ مسلم :
تفضلت بالقول :
..........
فإن كان موجودا فهو من ابسط الاشياء أن يعطينا دليلا دامغا لا يستطيع رفضه أحد
ولكن غائب حتى حين واما هذه الحين فهو اعلم بمدتها
.........
الجواب:
يا عزيزى , قد اعطانا الله اعظم دليل و هو العقل .
العقل الذى يعتبر وجوده بديهيا .

تفضلت بالقول :
............
فالسمكة التي لا تتصور وجود حيوانات يعيشون خارج الماء لمجرد أن عمالها مائي في الاصل فهذا لا ينفي وجود كائنات تعيش من دون ماء
وبنفس المنطق يا زميلي أنت تسقط بيديهياتك على ربك
فالكومبيوتر له صانه
إذا فالكون له صانع
وبما أنك لا يمكن أن تتصور كمبيوترا من دون صانع فلا يمكنك أن تتصور كونا من دون صانع
هي تصوراتك المحدودة ببديهيات محدودة
وما هو بديهي عند البشر ليس ببديهي خارج الكون
لأن حياتكم محكومة بقوانين الصانع والمصنوع
وهذه قوانيننا وقوانين عقلنا وهي ليست بملزمة ما دامت من نتاج الواقع الفعلي
.........
الجواب:
لقد اصبت عندما قلت ما هو بديهى عند البشر ليس ببديهى خارج الكون .
و لذلك فهذه البديهيات لا تنطبق على ما هو وجود ذاتى و ليس مصنوعا ماديا.
و مهما تفكرت و تبنيت من نظريات لبدء الخلق او الكون فلابد ان تصل الى الوجود الاول.
و انا و انت نتفق بان هناك وجودا اولا ذاتى الوجود لم ينبثق من غيره و دون تدخل غيره فى ايجاده و خارج عن البديهيات التى تنطبق على عالمنا المادى .
و من هذا الوجود انبثق او تم خلق الوجود المادى الكونى .
و لكن انت تعتقد ان الوجود الاول الذاتى الوجود الخالق للكون المادى هو قوة جاهلة عشوائية
و المؤمن يقول انها قوة عاقلة منظمة هادفة
النظام الكونى الدقيق يدل انك مخطئ و المؤمن مصيب
لان النظام لا يمكن ان يقوم بقوة جاهلة عشوائية
مثال :
لو اختلف رجلان :
الاول يقول : ناطحة السحاب بناها مهندس عاقل عالم قادر منظم و يهدف الى تاسيس ناطحة السحاب.
الثانى يقول : ناطحة السحاب بناها رجل جاهل فوضوى عشوائى لعب بالتراب و الاحجار فبنى ناطحة السحاب
اى الرجلين يامرك و يدلك عقلك ان تصدق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ان قلت الرجل الاول فعليك ان تعترف ان الله اعطاك الدليل القاطع الدامغ على وجوده.
ان قلت الرجل الثانى فلا ارى فائدة من الحوار .

تفضلت بالقول :
........
واما عن لقاء الله فالله على كل شيء قدير وكما ستراه في الجنة يستطيع أن يظهر بصورة نراه بها في الارض يا زميلي
........
الجواب:
عزيزى , الله سبحانه و تعالى بالعين المجردة لن يرى ذاته احد لا فى الجنة و لا خارج الجنة
و لكن يمكن رؤيته فى الدنيا و الاخرة بعين القلب و العقل .
قال تعالى :
لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ.

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار

العقل يا صديقي ليس بدليل دامغ
لا يوجد أكثر من العقل تلونا ولا تغيرا
فلو كان العقل هو الدليل لوجدت كل الناس على طريقة واحدة وشريعة واحدة ومذهب واحد ودين واحد وليس كما نرى في كل طريقة اديان وفي كل دين مذاهب وفي كل مذهب فرق وفي كل فريق طائفة .
وانا لم اقل بأن الخالق او الخلق هو عشواء او عشوائية
انا قلت باختصار بأنني لا اعرف , لا أدري , لم يخبرني الإله الذي تدعون بوجوده عن الكون والبدء والنشوء .
ومن جديد لم تاتي بجديد
قوانين عقلك تسقطها على فكرة اسمها الإله
ورغم انني لستط بضليع في الفلسفة ولكني أعرف بأن للبرهان على شيء هناك دائما برهانان إذا لم أكن مخطئا
برهان داخلي وبرهان خارجي
البرهان الداخلي هو العقل وهو الذي رأى الوجود فرأى في الوجود إلها حيث اسقط آلية تفكيره في الوجود على إلهه فقال بأن هناك إله بما أنه لا مخلوق من دون خالق وهذا منطق غير مقبول لأنه من نتاج العقل الذي انشأ هذا المنطق فهو حبيس العقل ويبقى حبيس البرهان الداخلي.
فهنا يأتي الدور بالمطالبة بالبرهان الخارجي ( برهان من خارج العقل ) وهذا غير موجود وغير متناول باليد وبما أنه خارج العقل فإن وجد فلن يفهمه العقل اليس كذلك؟
فيبقى هنا البرهان ناقصا ويبقى التدليل على وجود الله ناقصا ما دام البرهان الخارجي غير متناول باليد .

واما عن عدم رؤية الله , فكيف تتم مطالبة الإنسان بعبادة إله لن يراه , وهل الغاية من عبادة المؤمن لربه سوى رؤية ربه في الجنة , وما قيمة الجنة من دون رؤية وجه الإله وأصلا ما قيمة الوجود إن كنا لن نرى هذا الإله الذي نعبده ليل نهار ولن يتكرم ويرينا وجهه الكريم.

وشكرا