يرجع هذا الى نظرة الانسان الى تعاليم دينه بصورة تجعل من الدين منفصل عن الله ، فالله هو الذى خلقنا ويعلم كل شئ عنا ، فهو اعلم بالمسيحى واعلم باليهودى ويعلم جيدا لماذا تبنينا هذه الافكار ، ولذلك فالله يقول انه لو شاء لخلق الناس على ملة واحدة ولكن الله يبلونا فيما اتانا ، فهل لا يوجد فى الاسلام مكارم اخلاق وهل لا يوجد فى المسيحية مكارم اخلاق وهل لا يوجد فى اليهودية مكارم اخلاق.

إن الحق بين والشر بين فى معظم الاحيان ، فهل يختلف مسلم او مسيحى او يهودى على ان الكذب او الزنا او القتل او السرقة امر منبوذ اخلاقيا.

اما الجنة والنار فهذه يحددها الله ولا يحددها البشر، واعيب عليك ظنك ان المذنب على ذنب بسيط او عادى سيخلد فى النار احقابا ، فمجرد هذه الفكرة تنفى عن الله العدل ولكن الاحقاب هذه لبشر غيرنا فعلوا ما لا تتخيله او سنو من السنن من سار عليها من بعدهم ، فمثلا تخيل شخص قام بابتكار وسيلة تعذيب معينة وسار على هديه بشر اخرين وتأذى بفعلته ملايين من البشر ، هل تريد من الله ان يحاسبه ويعذبه كمن لم يصلى او كمن ضعفت نفسه وزنا.

لا تشغل بالك بكيفية الحساب ولكن ثق بأن الله لا يظلم احد ، وما قول الله عن نفسه بأنه يغفر لمن يشاء هو قول هزل بل هو قول جد يقصد به الرحمة لمن يعرف بعلمه بأن ذنبهم لم يضر غيرهم او كان حجم الضرر بسيط. وسأضرب مثل على الاخ المسيحى من واقع اسلامى ، فأنا مؤمن بأن المسيح نبى وليس إله ولكن المسيحى يؤمن بأن المسيح إله وتراه يفعل الخير ويلتزم بتعاليم الدين لإرضاء الرب ، فهل تعتقد ان الله سيضيع اجر هذا المسيحى الذى احسن فى الدنيا ، لو اضاع الله اجره فهو لا يكون عادل ، ولكن فى ضوء فهمى لمعنى يغفر لمن يشاء بأن الله سيغفر لهذا المسيحى لأنه لم يعرف ولكن لن يغفر لمن بدل له الدين وجعله يتبع دين به خطأ فى التوحيد ، ولذلك مقولة إن الدين عند الله الاسلام تعنى بالمقام الأول ان يسلم الناس من الشخص هو اساس قبول الشخص فى رحمة الله.

أرى انه عند الحيرة التى تشعر بها ان تكثر من فعل الخير ومساعدة البشر وحتما ستجد طريقك الذى تريده وستجد راحة البال.

وشكرا لك