يعني جيد ان الاخوان اضطروك الى التسليم بما لا مجال للشك فيه..وجود الله.. وهذا ظاهر في اتباث استحالة الشك في الله...نعم الشك في حكمته ..القول بأنه أعطاتا ظهره..وصفه و التقول علبه...هذا مستطاع....اما الشك في وجوده فمنذ ان وجدت البشرية على حد علم الناس و الأمر جاثم على صدرها طوعا او كرها...أن لا شك في الله و لا هروب من أمره...سمها قوة سمها ارادة سمها ما شئت ..فالاسم اولا و اخيرا ليس من حقك بل من حقه هو ان يسمي نفسه...

أما مقتضى الرحمة في تعذيب الخلائق الى ما لانهاية فلا جديد...لا أحد جزم بهذا في مختلف الأديان..بل الكلام فيها كلام في خلود دون الكلام في الخاتمة...و لا أحد يدري على وجه القطع ما الله فاعل بالناس..و ان كان مقطوعا به انه لا يخلف وعده...الا ان وعيده في مرتبة أقل قطعا...و يكفي العاقل نفسه و ما توعده به ان كان فعلا يخشى على نفسه...

أما الخلل في النظام او ما يسمى نظرية الفوضى فهو الطريف فعلا..اذ لو كان النظام التي يتبعه في احداث التوازن بين اطراف معادلات الوجود و اخراج المتغير الذي يبدو مضطربا لينسق من جديد في توازن آخر و آخر...لو كان هذا النظام المتناثر بين الفوضى الظواهرية كما كنت تتوقعه انت و كما تهواه و كما تشاء و مستطاعا لك ان تحيط به كله ادراكا ووعيا احاطة بكل انسحة الزمان و المكان..لكنت انت الاله لا هو..فما الالوهية و الربوبية الا تفوقا؟؟ و ما التفوق الا في قدرة.؟ و ما القدرة الا في العلم؟؟ ....اني أعلم ما لاتعلمون...و لكن فعلا..لو اتبع الحق أهواءهم لفسدت...السموات و الأرض و من فيهن..

أما اختلاف الأديان...فأطرف..و ما كنت تريد؟؟؟ أن يضعها جاهزة طرية طازجة لك لتأكلها على مهل حتى دون شكر؟؟ و أنت الظلوم الجهول الذي لا يمكنك بطبيعة نسقك المعرفي تقدير ثمن الراحة الا ان ذقت التعب و لا تقدير ثمن السلام الا ان ذقت الحرب و لا تقدير ثمن العافية الا ان ذقت الألم و لا تقدير -طبعا- ثمن اليقين الا ان ذقت الشك؟؟؟ لو جعلها لك سالكة معبدة تجد الخيط من اول وهلة لصح فعلا ما تقول ان الأديان كلها صنعىة البشر ..فالنفس مولعة بحب العاجل..و لكن كما يقول اباء الكنيسة الأولون..خطط الرب متشابكة..يلزمها صبر و اخلاص و معالجة للجهل و الظلم المتأصل في النفس.. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايُفتنون . ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن .....فان أفلحت في تزكية نفسك...أفلحت في ايجاد طريقك و ان دسيتها..فذاك شأنك لا شان غيرك..و يبقى ان لن يوثق وثاقك احد و لن يحاسب غيرك...فان كنت صادقا في البحث و سلم الناس منك و من لسانك و يدك في طول فترة بحثك المسماة حياة...فقابلته بقلب سليم ..فمن يدري..قد ينفعك ما اتقيته به على قدر استطاعتك..بما انه لا يكلف نفسا الا وسعها..كما قد نفع أناسا كانوا يسجدون من الحيرة من كثرة الأديان و يقولون لو نعلم اي الوجوه احب اليك لعبدناك بها..و كما نفع العجوز في قرن لم يبق فيه من رسم الدين الا لا اله الا الله..و قال الصحابي انها تنفعهم رغم انف من استغرب من الحاضرين..