فعلا صديقي..يعجبني المعنى الذي ذكرته و لا أظن عارفا بالاله سينكره من جميع الأديان و الملل و المناهج و العلوم...كل هؤلاء سيوافقون على هذا المعنى البديع الذي لا أظنني سوف أحسن التعبير عنه بأفضل مما فعلت...مع تحوير بسيط...وهو عدم حصر المعنى بالعقل فقط - يعني فلندع العرفانيين و اللغويين و غيرهم يشاركون لا داع لجعل الحق حصريا بالعقلانيين- فكل قوى المعرفة مركبة في الانسان لهذه الغاية على ما يبدو...ان يقوده عقله و احساسه و فطريه و حدسه و حواسه و كل وجوده الى الله..و بمجرد الوصول الى الله تنعزل كل هذه الأدوات و تسلب منها القوة ليصل الى مرحلة اللاحول و اللاقوة...مرحلة الاحساس بالفقر المدقع و الحاجة الملحة الداخلة في أس ماهية الوجود الانساني و الأكثر تعبيرا عن ما هية وجوده..بما يتبعها من توابع المعاناة و الألم لتجاوز الذات....يجد نفسه حقيرا وصغيرا جدا بالمقارنة بالآخر...النقيض التام له...الغني التام و الصمد اللامحتاج ما غناه من أس ماهية وجوده ...فتكتمل المعادلة و تتوازن القضايا ..

آنذاك من السخافة ان يظن هذا الفقير المعدم و المحتاج ابدا..أن شيئا ما منه قد يمكن ان يتفوق على هذا الآخر...كان عقله كما يحلم العقلانيون او حدسه كما يحلم الصوفيون او حواسه كما يحلم الماديون او منطق لغته كما يحلم السوفسطائيون...سيكون فعلا من الغرور السخيف المضحك ان يحلموا امثال هذا الحلم الذي راود ابليس قديما...و ا سخف منه سيكون ان ينتظر ان يكون هو قادرا على الاحاطة بخطاب هذا المتفوق عليه او حكمته او شيء منه ...بينما المنطقي ان يكون خطابه هو و حكمته المحيطة بخطابه و حكمته هو...كون الأول هو أصلا المبدع و القيوم على هذا الويندوز البشري المتطور...و ان كان ذكيا اكثر قد يتوصل الى ان خطاب هذا الموجود الأعلى لا بد ان يكون على قدر ما من المناورة و صعوبة التوقع...و الا فان امكنني توقع ما سيقول و الاحاطة بكل مراميه و اغراضه فاي تفوق له علي...؟؟؟؟؟

فــخطابه و فعله سواء...فكما اني في كثير من الأحيان لا احيط بأسباب شق البحر و الفلك و الهدهد المتحدث ,و نقض الوضوء بواسطة الغازات من البطن و غفرانه سبحانه للقاتل و المغتصب و المختلس لمال اليتامي - ان غفر له اليتامى و اولياء القتيل و غير ذلك من شروط التوبة - و لكنه لا يغفر لمن لم يصل إليه و يؤمن به ...كذلك قد لا أفهم لم يميت الأطفال و الرضع بينما ينعم في الحياة ظاهرا من يتسببون بذلك من رؤساء المافيا الرسمية و غير الرسمية...و لم جعل وجود الفهود قائما على افتراس بلا رحمة للظباء و لم عامة المعوقين تجدهم من الطيبين و لم خلقني أنا أصلا بدينا لا أستطيع التخلص من الوزن الزائد و لو فعلت ما فعلت......و لكن في كلا الأمرين الخطاب و الفعل حاصلان و يتفاعلان في الوجود و يتحكمان به..

و ان تطور هذا المخلوق اكثر فقد يلاحظ ان الذكاء شعب اهمها الصبر و التروي...و على هذا يسأل نفسه حين ورود الخطاب؟؟؟ أأندفع لتكذيبه مع كل ما تقدم من الفرق البديهي في موازين القوى ام اصبر على ما لم احط به خبرا؟؟؟ فلا انكر بلا دليل؟؟ فان قال لي اخرق السفينة او اقتل الغلام او ابن الجدار و انا متأكد ان هذامن أمر هذا الذي أحاط بكل شيء خبرا...هل يعقل ان يكون خالق العقل بهذا السذاجة ليقع في اخطاء فادحة ...أم ان وراء الأكمة ما وراءها؟؟ انكاري مع تأكدي التام منه انه هو من أمر ...قد يجعلني مكشوفا بشكل تهريجي يؤكد فعلا لم نعتني بالظالم المغرور الجاهل العجول ....

تبقى خيارات شخصية و نحن هنا اصلا لهذا..لنختار...و لكن الأكيد ان لا احد يختار دون ان يؤتى هداه....