هذه الآية هي إحدى الآيات الصعبة التي يتعثّر بها المسلمون، فيقف فيها عقلهم الحائر عن فهم عقيدة الثالوث فهما كاملا وشاملا. وشرح هذه الآية سهل جدا، فقد وردت هذه المعلومة فقط في إنجيل مرقس 13: 23 وفي متى 24: 36.

نحن كمسيحيين لا ننكر أن المسيح كان إنسانا، لكن دليل إنسانيته لا ينفي ألوهيته أبدا. آيات العهد الجديد التي تتكلم عن ألوهية المسيح كثيرة. منها إنجيل يوحنا 1: 1و14، و20: 28، وكولوسي 2: 9. وخلال خدمته الأرضية كان محدودا بإنسانيته. كإنسان كان يأكل ويشرب ويمشي. وكإله كان يُعبد كما ورد في متى 14: 33تُسمّى عقيدة شخصية المسيح التي تجمع الطبيعتين الإلهية والبشرية باللغة الإنكليزية بـ Hypostatic Union

إذا المسيح كان محدودا كإنسان، لهذا السبب نقرأ عن المسيح آيات تؤكد إنسانيته كما في لوقا 2: 52 حيث قيل إن المسيح كان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس. لهذا السبب قال المسيح قبل موته وقيامته إنه كإنسان لا يعلم الساعة. هذا لا ينفي ألوهيته بل يؤكّد إنسانيته

منطق المعترض أن وجود هذه الآية ينفي ألوهية المسيح باطل، لأنه لو وجدنا آية آخرى تؤكد أنه كان يعلم كل شيء فهذا يعني أنه كان الله، أليس كذلك؟ ورد في يوحنا 21: 17 ما يلي

فحزن بطرس لأنه قال له ثالثة أتحبني. فقال له، يا رب، أنت تعلم كلّ شيء. أنت تعلم إني أحبّك. فقال له يسوع ارع غنمي

لم يعترض المسيح على كلام بطرس وهذا دليل أن ما قاله بطرس صحيح. إذا، هل يعني وجود آية تقول إنه يعلم كل شيء، وآية أخرى تقول إنه لا يعلم كل شيء أنه يوجد تناقض في الكتاب المقدس؟ طبعا لا. فقد قال المسيح إن الابن لا يعلم الساعة قبل موته وقيامته، وصفة العلم الكلي نُسبت إليه فقط بعد قيامته بجسده الممجّد. بعد قيامة المسيح أصبح المسيح قادرا أن يظهر ويختفي ساعة يشاء وهذا ليس من خصائص الجسد الإنساني العادي. أشجعك أخي المسلم أن تثق بالمسيح ثقة كاملة وتؤمن به مخلصا لك فهو الوحيد القادر أن يغفر لك خطاياك لتنال الحياة الأبدية

Praad