الزميل الملاحظ

تقول :

فكيف يقول النص لا يعلم بها إلا الآب ، ثم تناقض أنت الإنجيل وتقول أن الابن كان يعرف كل شئ ، فأي طريقة للتفسير هذه .

...

أنتم بهذا التفسير تجعلون المسيح عليه السلام كذاباً يصرح بعكس الحقيقة ، فتدعون أنه يعلم الساعة ، في حين أنه عندما سأله البعض قال لا يعلمها إلا الآب . فهل هو كذاب يعلم ثم يقول أنه لا يعلم ؟؟

_____

اقول :

ايماننا بلاهوت المسيح المطلق لايستند على آية وحيدة وردت في كتابنا العزيز ...

كما أن ورود آية واحدة يعلن فيها المسيح عدم معرفته للساعة لاتقودنا ولا بحال من الاحوال الى الشك في لاهوته المطلق ...

لم نؤمن بلاهوته بسبب آية ... ولانشك فيه بسبب آية ...

ايماننا يستند على مجمل اعلانات الله في الكتاب المقدس ...

أما حضرتك فتتعامل مع اعلانات كتابنا بطريقة اسلامية واسلوب قرآني يعتمدان على الاهتمام بحرفية الكلام واهمال روحه ...

ويحبذا لو انك قرأت سيرة المسيح وتأملت في شخصه بمنظور محايد قبل ان تعطي حكمك عليه من خلال آية وحيدة ... آية سر قلبك بها وتهللت لها فرحا لانك وجدت فيها ضالتك المنشودة ، فتناسيت كل ماقاله المسيح عن شخصه وضربت عرض الحائط كل شهادات الوحي عنه ...

اقول ، نعم ، قالمسيح يسوع وهو في حدود تجسده البشري المتواضع لم يشارك الآب السماوي هذه المعرفة ...

ولو كان الحال غير ذلك لما كان المسيح انسانا عاديا كاملا ... وهذا هو سر تجسد الكلمة الآبن ،" الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا للّه لكنه اخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس . واذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب . لذلك رفعه الله ايضا واعطاه اسما فوق كل اسم " فيلبي اصحاح 2


فترى انه تواضع طوعا وقبل بالتجسد ... ولايمكن ليسوع المحدود في جسده المتواضع ان يشارك الآب معرفة الساعة ... هذا حق انجيلي نؤمن به ولانخجل من اعلانه ولانحتاج لمن يذكرنا به ...

لكن هذا الحق لاينزل من قدر ومجد ابن الله ، الذي له كل ماللآب السماوي ، كما تقول الآية التي اشار اليها اخي الراعي ...

اذا :

كل ماللآب هو ايضا للآبن ( يوحنا 16)

ومهما يعمل الآب يعمله الأبن ايضا ( يوحنا 5 : 19 )

لان الآب يحب الأبن ويريه جميع ماهو يعمله ( يوحنا 5 : 20 )

يريه جميع مايعمله ... كلام لايحتاج الى تعليق !!!

هذه شهادة المسيح عن لاهوته المطلق المساوي للاهوت الآب ، في العظمة والقدرة والمجد والمعرفة ...

وهذه الشهادات تجعلنا نؤمن بكل قوة ، ان المسيح من حيث لاهوته يعرف هذه الساعة حق المعرفة ويشارك الآب في كل امجاده ...

وقد قال الرسول بحق " فيه يقوم الكل " ...

"فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الارض ما يرى وما لايرى سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين . الكل به وله قدخلق . الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل "

فكيف تريدنا ان نؤمن ، ان الذي خلق به كل شيء وفيه يقوم الكل ، لايعرف الساعة ؟!

بل كيف تريدنا ان نشك في معرفة ذاك الذي قال " انا هو الألف والياء ، البداية والنهاية " ...

تحياتي