استاذ نيومان كتب :


انا حتى الان لم آخذ فرصتي في الكلام عن الثالوث
وقبل ان اتكلم عن الثالوث ، يجب ان تعطيني وتعطي نفسك الفرصة لكي تشرح لي كيف يستوي الرحمن على العرش اولا

ولكن بدون الدخول في عقيدة الثالوث .

دعني ارد على معادلتك الرياضية بعدة نقاط

اولا : هل تستطيع رياضيا ان تقول
1 + 1 = 3 أو 4 ، او 5 ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بالطبع لا رياضيا 1 + 1 = 2

ولكن في الحياة عموما ممكن ان تجد هذا
فرجل + امرأة = اسرة كاملة من 3 او 4 او 5 افراد

معادلتك عن ( الله ) 1 + 1 + 1 = 1

خطأ ، لان الله ليس 1 بعده 2 ثم 3

الله واحد ليس قبله شيء وليس بعده شيء

اذا الله ( مالانهاية )

المعادلة الصحيحة تكون

مالانهاية + مالانهاية + مالانهاية = مالانهاية

هذا بالنسبة للمعادلات الرياضية

ولم نتكلم بعد في الثالوث
...............................................................................
حسنا ..................سزف احترم رأيك وأرجيْ الكلام في الثالوث حين تصل الى نهاية الكلام في الاستواء ............
انني كنت قد كلمتك عن الاستواء والثالوث ( عالواقف ) او (عالماشي ) ولكني لما رأيتك تظن ان عقيدة الاستواء يمكن ان تصلح مدخلا لقبول الثالوث : فسوف اتفضل بالجلوس ......
وسوف اوضح لك تماما ان عقيدة الاستواء عقيدة مقبولة عقلا في قمة القعلانية ,بل لايصلح لله الا ان يكون كذلك ........
ولكن اولا كمقدمة خذ هذه القاعدة :
معتقد اهل السنة والجماعة - او اهل الحديث - او الطائفة المنصورة - او السلفيون (الذين يسمونهم الوهالبية )هي مايلي :
انهم يصفون الله عزوجل بماوصف به نفسه من غير تكييف ولا تعطيل , ومن غير تحريف ولاتمثيل .
وبعد هذه المقدمة (الهامة جدا) اقول لك استاذ نيومان :
ان الاستواء لغة : هو العلو والارتفاع : الاستواء معلوم : والكيف مجهول : بمعنى ماذا ؟
بمعنى انك لايمكنك القول : ان الله تعالى هو على العرش بكيفية كذا وكذا , لان الله تعالى يقول:
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا
ولكن هل معنى جهلنا بالكيفية انها غير معقولة ؟
لابد وأن تركز تفكيرك قليلا في التفرقة بين مايقبله العقل ( ويجهله الانسان ) وبين مالا يقبله العقل رأسا من البداية ........
لقد قلت : ان الله ( غير محدود ) والعرش (محدود ) فكيف يحيط ( المحدود ) (بغير المحدود ) ؟ نقول لك ومن قال لك بأن العرش ( المحدود ) قد احاط بالله ( غير المحدود ) ؟ معذرة ! هذا بعينه هو (التمثيل) الذي ننزه الله عنه كما في القاعدة المذكورة في المقدمة , فانت قد مثلت الله بنا اولا ثم ألزمتنا بمالايلزمنا .
ان التجسد هو الذي يوقعكم في هذه المشكلة وليس الاستواء : لان التجسد فيه احاطة بأحد الاقانيم ( وهو اله مستقل بذاته عندكم ) ,واما الاستواء : فنحن لانقول مافهمته انت من ان جانبي العرش قد احاطا بالله ! لم يرد هذا عن احد من السلف
ونقول ايضا كزيادة في الايضاح : ان الله لايحتاج للعرش كما تفضلتم - ونحن نقركم تماما على تلك النقطة - وانما العرش مرفوع بقدرة الله وحوله وقوته وحده .
وان الله لم يتغير باستوائه عما قبل الاستواء مثلما لم يتغير بخلقه الخلق عما قبل الخلق لان الاستواء والخلق من صفات الافعال لا من صفات الذات , ونكرر ان التجسد او ( التأنس ) كما هو مصطلح مجمع نيقية هو الذي يوقع في هذا الاشكال لانه يعني تحول ( الجوهر) الى جوهر آخر ( من اله صرف الى اله - انسان ) كما يقول اثناسيوس في تجسد الكلمة .
ان الله تعالى فوق المخلوقات جميعا : يراها كلها تحت ملكه وعلمه وتدبيره : انه فوق العرش ( اكبر واوسع المخلوقات على الاطلاق كما هو معتفد اهل السنة والجماعة ) بكيفية هو يعلمها ونجهلها نحن , ولكننا نقبلها تماما , بل لانستطيع الا ان نصف الله بهذه الفوقية والعلو .