كتب الأثرم :

اقتباس:والسؤال البديهي في مثل هذا اللقاء : من أين يستقي الناس عقائدهم ؟

من المتفق عليه أن العقائد الدينية تستقي من الكتب المقدسة . من أجل ذلك فإن المنطق يقضي بدراسة الكتب المقدسة أولا ، قبل أن نناقش العقائد المستخرجة منها . ولا شك أن من أهم الدراسات لتلك الكتب هي الدراسات التي يقوم بها علماء تلك الديانة .

يعترف الإسلام بوجود كتب تسمى التوراة والزبور والإنجيل .. إلخ .. ويعترف الإسلام بأنها كتب سماوية وكلام الله .. إلى هنا نتفق .

يقول الإسلام أن تلك الكتب "ضاعت" أو "حُرفت" .. وهنا نختلف .

هل منطقياً وعقلياً يكون كلام الله عرضة للضياع أو التحريف .. أليس قيمة "الكلام" من قيمة قائله ؟ فإذا كنتم تقولون أن هذا هو كلام الله فكيف يسمح الله بضياعه أو تحريفه وأنت تقولون أن الله كلى القدرة وهو على كل شئ قدير .. هل يستطيع حفنة من البشر المنحرفين على تحدى كلام الله وتشويهه ؟ أليس الله قادراً على تسخير عدداً من عباده الأتقياء لفظ كلامه للتاريخ والبشر عبر الأجيال ؟

وإذا كنت تقولون أن القرآن هو كلام الله الذى نسخ ما قبله .. فنسأل كيف ينسخ الله كلامه ؟ ولماذا لم يحافظ الله على كلامه القديم لكى نقارن ونتثبت من تأييد الكتب القديمة وكلامه القديم للكتاب الجديد .. ألا يؤيد كلام الله بعضه البعض ؟

إن كل تلك الأسئلة ستجد لها إجابات لا منطقية عند الأخوة المسلمين وذلك لأن الإجابة المنطقية الوحيدة تنسف معتقدهم الإسلامى من أساسه ..

هذه الإجابة المنطقية الوحيدة بإختصار هى أن كلام الله غير قابل للضياع أو التحريف لأن حافظه هو الله على مر العصور .. وإذا حرفه أو ضيعه بعض المنحرفين فالله يسخر من عبيده من يحفظ صحيح كلامه .. وعلى هذا فالقرآن ليس كلام الله لأنه لا يؤيد الإنجيل ولا يتأيد بالإنجيل .

ألا تتدبرون يا أيها المسلمون فى صفات الله القدوس الحافظ لكلامه كما يحفظ شعرة من رأس محبيه لا تسقط إلا بأمره ؟