{myadvertisements[zone_1]}
تبرئة بولس الفصيح من ( أقنمة ) المسيح
Abanoob غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,567
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #38
تبرئة بولس الفصيح من ( أقنمة ) المسيح


مكتوب عن المسيح أنه بكر كل خليقة، فإنه فيه خُلق الكل، ما في السماوات وما على الأرض (كولوسي 1: 15 و16). ومن هذا يتضح أن المسيح لم يُدْعَ بكر كل خليقة لأنه أول شخص خلقه الله، كما يقول المعترض بل لأن كل الخليقة خُلقت فيه. وكلمة بكر هنا لا تُستعمل بالمعنى الحرفي، بل بالمعنى المجازي. والمعنى المجازي للبكورية هو الرياسة أو الأفضلية والأولوية. فقد وردت كلمة بكر في الكتاب المقدس بمعنى رئيس أو أول . لأن الناموس قد جرى على أن تكون الرياسة للبكر. فقد قال الله عن داود النبي: وأنا أيضاً أجعله بكراً أعلى من ملوك الأرض (مزمور 89: 27) مع أن داود كان الابن الثامن لأبيه، وكان بالنسبة إلى الملوك المعاصرين له من أصغرهم سناً. فضلًا عن ذلك فإن كلمة بكر هذه استُعملت في موضع آخر عن المسيح نفسه، بمعنى رئيس. فقد قال الله عنه: ليكون بكراً بين إخوة كثيرين (رومية 8: 29). ويُقصد بالإخوة هنا المؤمنون الحقيقيون بالمسيح، ويُعتبر المسيح بكراً بينهم أو رئيساً لهم، بوصفه ابن الإنسان الذي مجَّد الله على الأرض وتمم مشيئته، مثالًا لما يجب أن يعملوه. ويُعتبَرون هم إخوته، بوصفهم قد آمنوا به إيماناً حقيقياً والتصقوا به التصاقاً روحياً، وعقدوا النية على السير وراءه.

ولذلك لا غرابة إذا كان المسيح قد دُعي بكر كل خليقة بمعنى أنه رئيسها وسيدها، لأنه هو الذي أبدعها وأنشأها. واليهود أيضاً يعرفون أن البكورية تعني الرياسة أو السيادة، وأنها عندما تُسند إلى الله يُراد بها السيادة المطلقة والرياسة العامة. فقد ورد في التلمود اليهودي: الله القدوس يُدعى بكر العالم، للدلالة على سلطته على كل الكائنات . فإذا أضفنا إلى ذلك كلمة بكر عندما يُشار بها إلى المسيح، لا تسبقها البتة كلمة ابن فلا يُقال عنه أبداً الابن البكر وأنه لا يشار البتة إلى المسيح كمخلوق أو منبثق من الله، لا يبقى مجال للشك في أن المراد ببكورية المسيح، ليس ولادته قبل غيره، بل رياسته وسيادته.



أفكار آريوس
تتلخص أفكار آريوس عن السيد المسيح في أنه كان يرى أن المسيح غير أزلي وانه جاء وقت لم يكن المسيح فيه موجوداً، وهو قد خرج من العدم مثل باقي خلائق الله وبحسب قصد الله ومشيئته، وهو ليس إلهاً كما يعتقد المسيحيون، وأن للمسيح معرفة محدودة ولا يستطيع أن يعلن لنا الآب بصورة كاملة وواضحة، لكنه رغماً عن كل ذلك قد شارك في عملية الخلق مع الله، ولأنه مخلوق إلهي فإن الله قد منحه الحق في أن يسلك طريق الصلاح أو أن يصير كالشيطان، على أن الله كان قد سبق وقرر أن يسلك الابن يسوع المسيح طريق الصلاح والكمال.

ولكي يواجه آريوس أضداده، استعان ببضعة آيات من الكتاب المقدس وأساء تفسيرها، ليثبت بها صحة أفكاره الخاطئة، من هذه الآيات:

" الرب قناني أول طريقه، من قبل أعماله منذ القدم" (أمثال 8 : 22).
"فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم ربا ومسيحا" (أعمال الرسل 2 : 36).

"الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة فانه فيه خلق الكل ما في السماوات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا آم سيادات آم رياسات آم سلاطين الكل به وله قد خلق" (كولوسي1 : 15-16).
وغيرها من آيات (لاحظ أن هذه الآيات هي التي يستخدمها شهود يهوه في وقتنا الحاضر وسيأتي الرد عليها وتوضيح معناها).

عندما بدأ آريوس في نشر أفكاره استدعاه الكسندرس أسقف الإسكندرية وناقش معه هذه الأفكار وحثه على تركها، لكن آريوس من جانبه تمسك بهذه الأفكار مما جعل الكسندرس يدعو لمجمع ليناقش هذه القضية والأفكار الغريبة حولها، وقد اجتمع المجمع بقيادة الكسندرس ونحو مئة أسقف مصري وليبي، وبالبحث والدراسة حكم المجمع على آريوس بالحرمان.

من جانبه لم يخضع آريوس لقرارات المجمع وبدأ في حرب علنية بعدما ذهب إلى قيصيرية وانضم إليه يوسابيوس أسقف نيقوميدية، وبدأ معاً في كسب الكثير من الأساقفة إلي جانبهم، وما أن عرف الإمبراطور قسطنطين بهذا الأمر، حتى دعا لمجمع مسكوني كبير يحضره أساقفة الكنيسة لتُحسم فيه مشاكل الكنيسة، وقد أُختيرت مدينة نيقية لتكون مكاناً للمجمع المسكوني الأول والذي حضره الإمبراطور قسطنطين شخصياً، ونحو 318 أسقفاً.

أثناسيوس ومجمع نيقية
كان مجمع نيقية نقطة تحول هامة في حياة أثناسيوس، فبالرغم من كونه شماساً مرافقاً للبابا الكسندرس بطريرك الإسكندرية، إلا أنه كان هو البطل الحقيقي لهذا المجمع، فهو الذي فند أراء آريوس، ورد على كل الأفكار الغريبة التى حاول آريوس أن يجعل منها فكراً عاماً وعقيدة تدين بها الكنيسة، ومع إنتهاء فعاليات مجمع نيقية، وُضع قانون الإيمان النيقوي الذي يُعد نصراً للإيمان المسيحي الصحيح. كان إعلان أثناسيوس عن المسيح هو إعلان المسيح كما أعلن ذاته في كلمة الله المقدسة، وكما آمن به أثناسيوس وعاش له.

بعد مجمع نيقية لم يعدل آريوس عن أفكاره بل شن حرباً ضد أثناسيوس، استخدم فيها كل بلاغته ومعارفه من الأساقفة والقيادات القريبة من الإمبراطور قسطنطين، وفعلاً انتصر آريوس في بعض هذه المعارك، ودبر الكثير من الإتهامات للقديس أثناسيوس والتي على أثرها نُفي أثناسيوس بعيداً عن رعويته، وذاق مرارة النفي والهروب من مؤامرات الآريوسيون بمعاونة الإمبراطور، وقد نجحوا في عزل أثناسيوس، لكن القديس لم يتخل عن إيمانه ووقف ليحارب العالم في سبيل إعلان العقيدة الأرثوذكسية الصحيحة عن السيد المسيح، ومن المآثر والأقوال الشهيرة عن القديس أثناسيوس، أنه ذات مرة قيل له يا أثناسيوس انتبه فالعالم كله ضدك، فما كان من القديس إلا أن يقول قولته الشهيرة " وأنا صرت ضد العالم".

ما بين آريوس وشهود يهوه
مات آريوس ومعه بدعته، لكنها عادت لتطّل علينا في شكل وثوب جديد، فإن جماعة شهود يهوه، تستخدم ذات الأفكار التي إستخدمها آريوس قديماً، بل يستخدمون نفس المقاطع الكتابية في محاولة جديدة لزعزعة الإيمان القويم في المسيح، فهم ينادون بأن المسيح ليس هو الله، بل إله، وهو ليس واحد مع الله في الجوهر، لكنه مخلوق من مخلوقات الله، فهو بكر خلائق الله، وهذه بعض الإدعاءات التي يسوقونها والرد عليها :

يقولون : أن المسيح قال " … ابى أعظم منى"(يوحنا 14 : 28)، وهذا يثبت أن مركز المسيح لم يكن معادلاً للآب بل أقلاً منه.

وللرد نقول : إن المسيح والآب واحد، وهو الذي قال لفيلبس "الذي راني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب؟."(يوحنا 14 :8 - 9). وهو الذي قال أيضاً " أنا والآب واحد"(يوحنا10 : 30). ومن هذا يتضح أن يسوع والآب وحداً وإن ما يعنيه بالقول أبي أعظم يشير فقط إلى مركزه المؤقت وليس لكينونته ووجوده.

يقولون : أن يسوع المسيح "بكراً" وهذا يعنى أنه لم يكن سوى الكائن الأول في الخلق، أو أنه ليس أزلياً (قارن أمثال 8: 22).

وللرد نقول : أن كلمة بكر المستخدمة في كولوسي "الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة" (كولوسي 1 : 15). تعنى في اللغة اليونانية الأول رتبةً، أو الرئيس، وليس الأول خلقاً، بالإضافة لذلك بقراءة ودراسة الكتاب المقدس كله لا نجد فيه ما يعنى أن الله خلق السيد المسيح، أو أن المسيح مخلوقاً.

يقولون : كانت للمسيح معرفة محدودة، فهو لم يعرف ساعة عودته ثانية، حين كان يعلم تلاميذه في(مرقس13: 32).

وللرد نقول: أن السيد المسيح حين كان متجسداً، كان يعيش ويحيا كعبد، فقد إختار بمحض إرادته أن يحيا هكذا وهو في هذه الهيئة لم يُرِد أن يُعلن أكثر مما كان ينبغي أن يعلنه وما يتعلق بعملية الفداء.

يقولون : إن الآب والإبن واحد في القصد والمشيئة وليس واحداً في الطبيعة، وهذا معنى قوله "أنا والآب واحد"(يوحنا10: 28-30).

وللرد نقول : إن المعنى الحقيقي والذي قصده السيد المسيح من قوله هذا هو أنه هو الله ذاته، وهذا ما فهمه اليهود الذين سمعوه، واعتبروا كلامه هذا تجديفاً "فتناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه .. قائلين لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف فانك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً" (يوحنا10: 31-33). ومن المعروف أن اليهود الذين كان المسيح يخاطبهم هم على دراية وثقافة تساعدهم على تفسير وفهم كلمات السيد المسيح أكثر من أي شخص أخر بعد ألفي عام، كما أن الكلمة اليونانية المستخدمة للتعبير عن " واحد " تدل على الوحدة في الجنس وليس في الرأي أو المشيئة كما يدعون.

السبب الرئيسي والذي يدعو البعض لإنكار ألوهية السيد المسيح، هو أن السيد له كل المجد، يتمتع بطبيعة إلهية وبشرية، فهو الله الذي يملك سلطان المغفرة، وإقامة الموتى، وتسخير الطبيعة، وهو الإنسان الذي يتعب ويعطش ويجوع، هو الله الذي في محبته جاء إنساناً ليفتدي الإنسان من الموت وليمنحه حياة أبدية.

06-13-2005, 04:30 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
تبرئة بولس الفصيح من ( أقنمة ) المسيح - بواسطة Abanoob - 06-13-2005, 04:30 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  المسيح في التلمود ((الراعي)) 4 1,535 02-13-2013, 11:59 PM
آخر رد: الصفي
  موت المسيحية في موت المسيح .... جمال الحر 25 5,965 01-09-2012, 01:19 PM
آخر رد: جمال الحر
  صورة المسيح مؤمن مصلح 3 2,906 10-12-2010, 12:31 PM
آخر رد: Man Kind
  رسالة بولس الراهب الأنطاكي أسقف صيدا إلى بعض معارفه المسلمين بصيدا إبراهيم 0 1,451 09-29-2010, 09:30 PM
آخر رد: إبراهيم
  المسيح يبشر بشاول alpharomio 60 9,465 11-21-2008, 02:12 PM
آخر رد: alpharomio

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS