كنت ابحث عن برتراند راسل على صفحات النادي وكانت إحدي النتائج ما كتبه الزميل Logikal ، ولا أدري لما حشر الزميل كتاب مبادئ الرياضيات في الموضوع ، فمن المعلوم أن راسل الفه بمعية الفيلسوف والرياضي الانجليزي ( وايتهد ) ، وكلاًَ منهما اختط له خطاً فلسفياً مغايراً للاخر ، فحين تعمق وايتهد خطوة خطوة على طريق الميتافيزيقيا ، نجد أن راسل كان يحث السير على طريق الواقعية ، ولست بصدد مناقشة فلسفة أي منهما ، فراسل الذي لم يستطع بناء نظام فلسفي أو تفادي الوقوع في عدد من المتناقضات ، ومن ثم يأتي الزميل ليستشهد به كأحد عنوانين الألحاد البارزة ، لكن لا أجد داعياً لربط ذلك بالكتاب .
فإذا كان راسل لا يقدم تأييداً في الألوهية ، نجد أن زميله في تأليف الكتاب يقول بضرورة قبول وجود الإله إذا أردنا تفسير الظواهر ، لأن الإله ضروري من حيث هو مبدأ التعييين principle of concretion وذلك يرجع لأن بغير قبول فكرة وجود الاله لن نستطيع فهم( لا كيف تكون الاحداث ولا ماهي )
وإذا ما أنكر المرء وجود الإله فلن يبقي ممكناً امامه غير انكار وجود الموجودات المتعينة ، إن وايتهد مقتنع بوجود الإله من خلال تفكيره العقلي الخالص. ومن ثم هاهو وايتهد ينتقد مادية راسل ينتقدها من حيث زعمها بأن العلوم الطبيعية تدعمها وتنصرها ، حيث يشير إلى أن كلاً من النظرية الموجية ونظرية الذرة ونظرية بقاء الطاقة تكشف جميعها وقائع لا يستطيع اطار المادية ان يفسرها ، واخيراً فإن هذه الفلسفة السطحية لراسل وامثاله اصبحت مستحيلة التصور بعد ظهور نظرية الكمات .

وبعيدأ عن احتمالاتكم ، وكذلك بعيداً عن رهان بسكال المشهور ذي النظرة البرجماتية ، في إننا نكسب كل شئ (( لا نهائية النعيم اللامتناهية)) إذا ماراهنا بوجود الله وإذا ما اتضح عدم وجوده فإننا لا نخسر شيئاً ، أقولها :
بأنني أؤمن بالله لأنه حقيقة الحقائق
رضيت بالله ربا ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد رسولاً ونبياً