ساري في الروح
عضو متقدم
   
المشاركات: 495
الانضمام: Apr 2005
|
دحض كتاب "قس و نبي" للأب أبي موسى الحريري
اقتباس: إبراهيم كتب/كتبت
عزيزي قطقط:
تحياتي لك،
لو قرأت ما جاء في كتاب "بستان الرهبان" و سائر كتابات الأدب النسكي الرهباني عن المرأة و الزواج لشاب شعرك بدون مبالغة. كثيرا ما تعترض طريقي و أنا أنقب في الكتابات النسكية الجميلة عبارات مؤذية عن التعامل مع المرأة و الصبي باعتبارهما فتنة الدنيا و الدين. و بالتالي لا أعتبر ما وجده الرهبان طريق أفضل أبدا و إلا لكانت بداية الخليقة عليه و كان "آدم البتول" و لا حاجة للمرأة باعتبار هذا الطريق الأفضل. أيضا الرجل القائل "حسن للرجل أن لا يمس إمرأة" و هو بولس كان متزوج بالمناسبة لأنه كان عضو بارز بالسنهدريم قبل أن يتحول للإيمان بالمسيح و شروط عضوية السنهدريم عند اليهود أن يكون الرجل متزوج. بولس قال: حسن للرجل أن لا يمس إمرأة. هل فعلا هذا حسن؟! مخالفة التكوين الطبيعي الذي صنعه ربنا بحكمة يعتبر "حسن"؟ لا أرى حسن في ذلك أبدًا مع احترامي لكثير من الرهبان و لكن لا أوافقهم. قد توافقهم أنت و على الرحب و السعة أما أنا فأرى أنهم خالفوا ناموس الطبيعة الذي وضعه ربنا بنفسه و قالوا نحن عندنا ما هو أحسن منه.
اعذروني على هذا التدخل خصوصاً أنه خارج الموضوع الأساسي لكن الكلام يحتاج إلى رد.
إن كتابات الأدب النسكي الرهباني و بستان الرهبان فيها كلام قاسي جداّ عن الزواج و العفة، لكن لا تنس أن هذه الكتب موجهة للرهبان بالذات، أي للأشخاص الذين سبق و نذروا البتولية، و بالتالي تكون عودتهم إلى الزواج نكس لعهودهم.
هذا بالإضافة إلى أن الشيطان يحاول بشتى الطرق أن يوقع من نذروا البتولية في الزنى و عنده من أجل ذلك أسلحة شديدة القوة ليس لديه مثلها بالنسبة للمتزوجين، لذلك نجد هذا الكلام القاسي في الكتب النسكية، بل نجد مثله في الكتاب المقدس على لسان الرب في قوله "خصوا أنفسهم" فالذي ينذر نفسه للبتولية عليه أن يعتبر أن الموضوع الجنسي ممحي من حياته بشكل نهائي ( هذا ما تدل عليه كلمة "خصوا أنفسهم" ) و إلا يسقط بسهولة في فخاخ الشيطان. هذا الكلام القاسي إذا نابع عن محبة من أجل حماية الرهبان من السقوط في الخطيئة.
هذا ليس مخالفة للتكوين الطبيعي لأنه بحسب الطبيعة يمكن للإنسان أن يعيش بدون الزواج و الإنجاب، فالزواج و الإنجاب موجودين من أجل استمرار الذرية و ليس من أجل حياة الإنسان نفسه، هذا بخلاف الطعام و الشراب و النوم و غيرها من الأمور التي لا يمكن للإنسان العيش بدونها.
لقد أخذت وقتا كثيراً حتى أقتنع بذلك، لكن بدون شك البتولية أسمى من الزواج، ليس لأن الزواج يناقض العفة بل بسبب أن غير المتزوج ( كما يقول الرسول ) يمكن يهتم فيما للرب في كل نواحي حياته.
ثم ألم تلاحظ أن آدم و حواء كانا بتولين قبل السقوط؟
تحية محبة
|
|
08-24-2005, 10:00 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}