{myadvertisements[zone_1]}
هل المسيح هو الله ؟ نعم وبكل تأكيد ( الجزء الثاني )
fady غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 640
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #128
هل المسيح هو الله ؟ نعم وبكل تأكيد ( الجزء الثاني )
تابع رقم ( 24 )

بعد أن تكلمنا عن ذبائح المحرقة والخطية والإثم والسلامة , ورأينا فيها الإشارات التي ترمز إلي الفداء الحقيقي وهو موت السيد المسيح علي الصليب

نجد أيضا أن الكتاب المقدس سجل لنا طقس يوم مهم جدا لليهود وهو طقس يوم الكفارة حيث تصل طقوس ذبائح العهد القديم – التي تهدف الي مغفرة الخطايا والتكفير عنها – إلي أقصي مداها في يوم الكفارة .. ومع كل ذلك فان تلك الطقوس – التي تتكرر عاما بعد عام – كانت تقدم الدليل علي ضعف وصية العهد القديم وعدم نفعها وان \" الناموس لم يكمل شيئا \" ( عب 7 : 18 – 19 )

أما السبب فلأنه لم تكن هناك وساطة كهنوتية كاملة بين الإنسان والله , ولا كفارة كاملة في الذبائح , وكنتيجة لذلك لم تكن هناك مغفرة كاملة .. وهكذا فان ذبائح العهد القديم كلها كانت تؤدي نفس دور يوحنا المعمدان – دور إعداد الطريق – أمام الذبيحة الكاملة الكفارية التي قدمها المسيح نيابة عن البشرية في ملء الزمان فوق الجلجثة .

نقرا عن عيد الكفارة في سفر اللاويين ( لا 16 , 23 : 26 – 32 ) وطقوس يوم الكفارة تعتبر أهم الطقوس التي ذكرت في سفر اللاويين وهي تشير بوضوح إلي أسرار العهد الجديد .. كانت مراسيم ذلك اليوم ترمز إلي دخول السيد المسيح – رئيس الكهنة الأعظم – إلي السماء مرة واحدة بعد أن أكمل خلاص البشرية بدم نفسه .( عب 9 : 1 – 12 )

كان يوم الكفارة يوافق اليوم العاشر من الشهر السابع في كل عام , وهو اليوم الوحيد في السنة التي يدخل فيها رئيس الكهنة ( ليس أي كاهن ) إلي قدس الأقداس ( رمز السماء ) ثلاث مرات , فلا يوجد يوم آخر طوال العام يضارع هذا اليوم من جهة أهميته , ومن جهة كم الذبائح التي تقدم بهدف مغفرة الخطايا وتقديس الكهنة والشعب .

فهو يرمز إلي يوم الجمعة العظيمة التي صلب فيه مخلصنا الصالح علي جبل الجلجثة في أورشليم , ولذلك كان الاهتمام بهذا اليوم من قبل الجميع اهتماما عظيما جدا فمثلا :

أ‌- كان الشعب كله يصومه من مساء اليوم التاسع حتى مساء اليوم العاشر - باستثناء المرضي والشيوخ والأطفال - وكل نفس لا تصوم وتتذلل وتتفرغ للعبادة في هذا اليوم تقطع من شعب الله , وكل نفس تعمل عملا تباد تلك النفس ( لا 23 : 29 – 30 ).

يقول الكتاب المقدس في سفر اللاويين :

" و كلم الرب موسى قائلا , أما العاشر من هذا الشهر السابع فهو يوم الكفارة محفلا مقدسا يكون لكم تذللون نفوسكم و تقربون وقودا للرب , عملا ما لا تعملوا في هذا اليوم عينه لأنه يوم كفارة للتكفير عنكم أمام الرب إلهكم, عملا ما لا تعملوا فريضة دهرية في أجيالكم في جميع مساكنكم , انه سبت عطلة لكم فتذللون نفوسكم في تاسع الشهر عند المساء " ( لا 23 : 26 – 32 ).


ب‌- يترك رئيس الكهنة منزله ويعتكف بالهيكل قبل يوم الكفارة بسبعة أيام , فيقيم بمخدع مقدس في الهيكل , ويحترس جدا لئلا يتدنس , وزيادة في الاحتياط كان يرش مرتين بماء النجاسة مرتين في اليوم الثالث والسابع لئلا يكون قد لمس ميتا أو شيئا دنسا دون أن يدري .

ت‌- يتأكد بعض أعضاء مجمع السنهدريم من حفظ رئيس الكهنة للطقس بكافة تفاصيله ويتعهد أمامهم بتنفيذه بالكامل وبالأخص في قدس الأقداس حيث لا تراه عين إنسان.


ث‌- يقضي رئيس الكهنة الليل كله ساهرا لا ينام ويقرا الأسفار المقدسة طوال الليل , أو يستمع إلي من يقرا له في حالة شيخوخته وعدم قدرته علي القراءة , , و كانوا يقدمون لرئيس الكهنة جميع الذبائح التي ستقدم في الغد ليتأكد من سلامتها ومطابقتها لمواصفات الشريعة , وهنا نلاحظ أن قضاء رئيس الكهنة الليل كله في السهر والصلاة والتأمل والقراءة فيه إشارة للسيد المسيح الذي امضي الليل كله في سهر وصلاة وصراع وجهاد ودموع ومحاكمات وفحص وتمحيص .

ج‌- كان رئيس الكهنة يستحم في ذلك اليوم خمس مرات ويغسل يديه ورجليه عشر مرات .

ومن طقوس هذا اليوم :

خدمة البخور :

يحمل رئيس الكهنة المجمرة الذهبية والبخور , ويرفع بخورا في قدس الأقداس الذي يدخله للمرة الأولي حتى يعبق المكان برائحة البخور ويترك المجمرة ويخرج , بينما ينسكب الشعب بروح الصلاة في الخارج .

ذبيحة الخطية :

ويشمل ثور يٌقدم عن رئيس الكهنة وأهل بيته , وتيس يهوه يقدم كذبيحة خطية عن الشعب

فبعد أن يضع رئيس الكهنة يده علي الثور وينظر إلي قدس الأقداس يقدم اعتراف عن خطاياه و يتضرع أمام الله أن يغفر له الآثام والتعديات والخطايا التي فعلها أمامه هو وأهل بيته وحتى يتطهر منها كما هو مكتوب في ناموس موسي , ثم يدخل إلي قدس الأقداس للمرة الثانية حامل دم الثور في إناء وينضح منه هذا الدم في اتجاه كرسي الرحمة ( غطاء التابوت ) مرة لأعلي وسبع مرات لأسفل , وعندما يخرج يضع إناء الدم علي قاعدة ذهبية أمام الحجاب .

أما ذبيحة الخطية التي تقدم عن الشعب , فهي عبارة عن تيس يتم اختياره من تيسين متشابهين حيث يٌؤتي إلي رئيس الكهنة بتيسين متشابهين من جهة الشكل والحجم , ويلقي رئيس الكهنة قرعة علي التيسين بواسطة لوحي ذهب مكتوب علي احدهما ( يهوه – الرب ) وعلي الآخر ( لعزازيل ) وبعد القرعة يربط رئيس الكهنة قطعة قماش قرمزي علي قرن تيس عزازيل , ويضع قطعة أخري علي رقبة تيس يهوه

ثم يذبح تيس يهوه ويحمل دمه في إناء ويدخل به إلي قدس الأقداس للمرة الثالثة , ويفعل كالمرة السابقة فيرش الدم علي الغطاء والتابوت مرة إلي اعلي وسبع مرات إلي أسفل , ثم يخرج ويضع إناء الدم علي قاعدة ذهبية أمام الحجاب

وعقب خروجه للمرة الثالثة يأخذ من دم الثور ويرش تجاه الحجاب مرة واحدة إلي اعلي وسبع مرات إلي أسفل ويقوم بنفس العمل بدم التيس , ثم يصب المتبقي من دم الثور علي ما تبقي من دم التيس , ويرش الدم علي قرون مذبح البخور في القدس ثم اعلي مذبح البخور سبع مرات , وما تبقي من الدم يصبه رئيس الكهنة علي مذبح المحرقة من الجانب الغربي .


وبعد أن يفرغ رئيس الكهنة من التكفير ورش الدم يٌقدم التيس الحي ( تيس عزازيل )

" و يضع هرون يديه على راس التيس الحي و يقر عليه بكل ذنوب بني إسرائيل و كل سيآتهم مع كل خطاياهم و يجعلها على راس التيس و يرسله بيد من يلاقيه إلى البرية , ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم إلى ارض مقفرة فيطلق التيس في البرية " ( لا 16 : 21 – 22 )

ثم يخرج الشعب تيس عزازيل من الباب الشرقي إلي جبل الزيتون , ويكون في انتظاره رجل غريب ليس من شعب الله , وهنا نجد الرمز واضحا جدا , فهو يشير للسيد المسيح الذي أسلمته أمته اليهودية إلي الرومان الغرباء .

وينتظر الشعب في أورشليم بشغف زائد خبر وصول التيس الذي يحمل خطايا الشعب الي الصحراء , ولذلك بعد أن يصل خبر وصول التيس إلي البرية يطمئن الشعب أن خطاياه أبعدت عنه مع تيس عزازيل " كبعد المشرق عن المغرب ابعد هنا معاصينا " ( مز 103 : 12 )

حقا ان خطايا الشعب قد أبعدت عنه بذبيحة الخطية ولكنها لا تمحي إلا في دم الصليب .

وتيس يهوه مع تيس عزازيل يشيران سويا إلي ذبيحة الصليب والقيامة , فالتيس المذبوح يشير لذبيحة الصليب والآخر القائم يشير إلي قيامة ربنا يسوع وقيامتنا معه , أما القماش القرمزي الذي يربط علي كل من التيسين فانه يشير للرداء القرمزي الذي ألبسوه للسيد المسيح

" فعروه و ألبسوه رداء قرمزيا "( مت 27 : 28 )

نفهم من كل هذا أن دخول رئيس الكهنة إلي قدس الأقداس من عام إلي عام يشير إلي عدم كفاية الذبائح الحيوانية للتكفير عن خطايا الإنسان , بينما دم المسيح الذي سفك مرة واحدة كان كافي للتكفير عن خطايا كل البشرية

وهذا ما أوضحه معلمنا بولس الرسول عندما قال :

" و أما المسيح و هو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم و الأكمل غير المصنوع بيد أي الذي ليس من هذه الخليقة , و ليس بدم تيوس و عجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبديا" ( عب 9 : 11 – 26 )


كان الكهنة قديمًا يقدمون دم حيوانات ميتة ، فكانت الذبائح عاجزة عن إقامتنا بل وحتى عن قيامتها هي نفسها ، أما الكاهن الأعظم يسوع المسيح ، فهو وحده الذي قدم نفسه واهب الحياة ، فلا حاجة لتكرار الذبيحة. كهنوته أبدي وذبيحته لا يتوقف عملها أو فاعليتها.

فالمسيح مات عنا مرة واحدة ليحمل في جسده دينونتنا ، مخلصًا إيانا من الموت. إنه لن يموت مرة أخرى ولا تتكرر ذبيحته ، إنما تبقى ذبيحته قائمة فوق الزمن تعمل في كل من يدخل بالإيمان إلى الجلجثة ليلتقي بالذبيحة القادرة أن ترفعه إلى العرش الإلهي ليكون له مصالحة مع الآب.

08-28-2005, 03:07 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل المسيح هو الله ؟ نعم وبكل تأكيد ( الجزء الثاني ) - بواسطة fady - 08-28-2005, 03:07 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  عمر مريم رضي الله عنها عندما أنجبت المسيح عليه السلام muslimah 108 24,689 05-19-2014, 11:54 PM
آخر رد: الوطن العربي
  المسيح في التلمود ((الراعي)) 4 1,551 02-13-2013, 11:59 PM
آخر رد: الصفي
  البردية 64 (P64) لا تعود للقرن الثاني الميلادي zaidgalal 138 18,167 04-27-2012, 09:02 PM
آخر رد: الزنديق
  ما معنى قول المسيحي للمسلم إن المسيح ابن الله؟ إبراهيم 0 1,172 03-13-2012, 08:11 PM
آخر رد: إبراهيم
  هل قال المسيح انا هو الله فأعبدونى للاخ يوسف رياض fahmy_nagib 1 1,068 01-25-2012, 01:06 AM
آخر رد: fahmy_nagib

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS