اقتباس: بولا كتب/كتبت
تحية طيبة و بعد

الجزء الباقى من الحديث يقول "‏قال ‏ ‏أبو بردة ‏ ‏فحدثت به ‏ ‏عمر بن عبد العزيز ‏ ‏فقال أبوك حدثك هذا عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قلت نعم

الزميل المحترم بولا

أشكرك على التحية الطيبة ولك أطيب وأزكى منها ..

بالنسبة للجزء الباقي فلم يقع فيه شك من الراوي ، ولكن الجزء الذي يتمحور عليه استفسارك هو الذي وقع فيه الشك ، فانظر مرة أخرى وفقك الله :
[QUOTE]‏عن ‏ ‏أبي بردة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم ويضعها على ‏ ‏اليهود ‏ ‏والنصارى ‏
‏فيما أحسب





[quote] بولا كتب/كتبت
و مع كامل احترامى فالموقع يقول هنا http://www.al-islam.com/arb/siteinfo.asp?f=tree.htm

"تحقيق شرعي للنصوص يشمل تخريج الآيات والأحاديث إضافة إلى تحليل النص."

لا أعتقد أن الموقع يقصد بيان حال الأحاديث من صحة وضعف والحكم عليها، فالكتب التي يحتوي عليها هذا الموقع من حديث وتفسير وفقه وسيرة ، يوجد فيها الكثير الكثير من الضعيف والموضوع ، وهذا لا يخفى على طالب علم صغير مبتدئ ، بل الظاهر أنّ قصد الموقع هو التحقق من مطابقة النصوص للأصل في الكتب وضبط التشكيل فيها والله أعلم .

اقتباس: بولا كتب/كتبت
و ارجع الى تفسير كلمة " يضعها" لو سمحت ستجدهم كتبوا فى نهاية الشرح "والله اعلم" ؟؟؟؟ اى انهم محتارون فى هذا الكلام. انا لم اذهب الى مواقع الشيعة او الرافضة كما تطلقون عليهم حتى تكتبوا هذا الكلام.

عزيزي بولا
نحن المسلمون نستخدم مصطلح " الله وأعلم " كثيراً ، وخصوصاً العلماء ، وهو نوع من التواضع أمام الله عزّ وجلّ ، فالعلماء مهما بلغوا من علم فعلمهم أمام علم الله كقطرة أمام محيطات ، لذلك ترى العالم في كثير من الأحيان حتى لو كان متأكداً وجازماً بما يقوله إلا أنه يتواضع أمام الخالق ويعترف أنّ الله هو الأعلم ، وأنه وحده صاحب العلم الذي لا نهاية له .

ولنلقي نظرة على " ويضعها " :
‏وقوله : ( ويضعها ) ‏
‏مجاز والمراد : يضع عليهم مثلها بذنوبهم كما ذكرناه لكن لما أسقط سبحانه وتعالى عن المسلمين سيئاتهم , وأبقى على الكفار سيئاتهم , صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين لكونهم حملوا الإثم الباقي , وهو إثمهم , ويحتمل أن يكون المراد آثاما كان للكفار سبب فيها , بأن سنوها فتسقط عن المسلمين بعفو الله تعالى , ويوضع على الكفار مثلها , لكونهم سنوها , ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها . والله أعلم

فالشارح - وهو الحافظ النووي - بدأ كلامه بجزم لما يراه ، ثم أجاز أن يكون المراد آثاماً كان للكفار سببٌُ فيها ، والاحتمال الثاني وجيه جداً على فرض صحة الحديث ( لأن الحديث ضعيف كما أسلفنا ) ..

فالحديث على فرض صحته يقول يجيء ناس من المسلمين ( أي بعض منهم وليس جميعهم ) ، ولم يقل يجيء المسلمون كلهم ..

إذن هي مسألة تتعلق بفريق معين من المسلمين وليس جميعهم ، فهنا يقع السؤال ، لماذا لا يشمل هذا الأمر جميع المسلمين فيأخذ الله من ذنوبهم ويضعها على اليهود والنصارى ؟؟؟

هذا يدل أن هناك شيئاً محدداً كان سبباً في وضع ذنوب هؤلاء على اليهود والنصارى ، والاحتمال الكبير والراجح ( في نظري ) هو أن هؤلاء اليهود والنصارى الذي باؤوا بالإثم كانوا سبباً في دفعهم لارتكاب آثام ، والمعروف في الإسلام أن من سنّ سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها ، فلو أنا أغريت أحداً ليشرب الخمر أو ليزني أو ليسرق فهو عليه إثمه ، وعليّ إثمي وإثمه جميعاً ، لأني كنت السبب في غوايته .

ولكن السؤال هنا ، كيف يغفر الله للمسلمين مع أنهم ارتكبوا ذنباً ؟
الجواب ، إن المسلم إذا أذنب ذنباً ثم تاب منه واستغفر الله وعملا صالحاً ، فالله بمنه وفضله يغفر له ذنبه يوم القيامة ، فهؤلاء المسلمون الذين أُخذ ( بضم الهمزة ) من ذنوبهم ووضعت على اليهود والنصارى لا بد وأنهم استغفروا الله فغفر لهم ذنوبهم وورفعها عنهم ثم وضعها على اليهود والنصارى .

وهذا الكلام كله على فرض صحة الحديث ، وإلا فهو ضعيف ولا يلزمنا الدفاع عنه والاشتغال به .

اقتباس: بولا كتب/كتبت
هذا بالنسبة للحديث الاول و لم ارى رد على الحديث الثانى.

الحديث الثاني ( ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا أو نصرانيا ) ، ليس فيه شيء يتعلق بأسئلتك عن تحمل الخطيئة ، وكذلك فإن دخول اليهود والنصارى النار ليس بسبب موت المسلم ، بل بسبب كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ويقول الإمام النووي ( ومعنى هذا الحديث ما جاء في حديث أبي هريرة لكل أحد منزل في الجنة ومنزل في النار . فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار لاستحقاقه ذلك بكفره ) .


أرجو أن أكون قد أسهمت في الإجابة على تساؤلاتك .


ولك التحية والتقدير

العميد