(03-29-2010, 05:24 PM)ABDELMESSIH67 كتب: عزيزي لاهوت السيد المسيح و أقنومية الابن و كذا الروح القدس معلنة بصراحة في الكتاب المقدس و لكن الذي دفع لعقد مجمع نيقية ظهور بدعة أريوس الذي انكر لاهوت الابن و أقنوميته و لهذا جاء قانون الايمان النيقاوي ليؤكد على دحض تلك البدعة و تأكيد أقنوم الابن و لاهوته .
أما المجمع التالي فكان بسبب ظهور بدعة مكدونيوس الذي انكر لاهوت الروح القدس و أقنوميته و أعتبره كائن مثل الملائكة مخلوق من الله و ليس قوة روح الله ذاته و لهذا تم أضافة الاسطر التي عرضتها سيادتك .
الحقائق الاساسية في الايمان المسيحي معروفة منذ كان السيد المسيح في الجسد و لكن ظهور البدع هو الذي دفع لعقد المجامع لصياغة قانوا لايمان للرد على تلك البدع حتى لا تتكرر مرة أخرى .
عزيزى عبد المسيح
اعجبنى كثيراً إيمانك المسيحى وايمانك بالمسيح، والحق يقال كما قال احد الزملاء من قبل ان المسيحيين اقرب مودة للذين امنوا من حيث عبادة الله خالق السموات والارض وكرههم للشيطان.
واشكرك ان وضحت لى تفسير قانون الايمان المسيحى ، وارجو ان لا اكون مخطئاً إن اعتقدت انه بمثابة (الفتوى) لدى المسلمين.
فقد كنت اعتقد انه مثل (الشهادة) فى الاسلام ومن هذا كنت ارى غرابة ان يتم تحديد الشهادة بعد كل هذه السنوات حيث أن الشهادة فى الاسلام منذ اول لحظة فى الدعوة للاسلام وحتى يومنا هذا.
اقتباس:تماما كما تتولد الرياح من الهواء او الدومات و التيارات من المياه بالمحيطات فأنت لا تستطيع ان تقول أن الريح مخلوقة من الهواء بمعنى انها وجدت بعدها في الزمان و لا تستطيع أن تقول أن الدوماتو التيارات مخلوقة من المحيطات لانها بالتأكيد لم تخلق بعدها بل وجدت في أي زمان معها و لكنها كانت خفية غير ظاهرة حتى جاء الوقت المحدد و ظهرت .
أرى أن هناك اختلاف بين المفهوم الاسلامى لله وبين المفهوم المسيحى ، وربما مبعث رؤيتى لهذا الخلاف هو المثال الذى تفضلت بذكره حيث لا يمكن الاستدلال عن الخالق بالقياس على المخلوق، فكما تعرف ان دومات وتيارات المياه او الهواء تحدث بفعل عوامل طبيعية وجيولوجية تؤدى الى ظهور تلك التيارات ولكن الله الخالق لا ينبغى ان يتأثر بعوامل تؤدى الى ظهور أمور معينة ، بل وجهة نظر الاسلام ان الله قدر كل شئ قبل الخلق وبداية الكون ولكن يتلازم مع الله صفات معينة ظهورها فى اوقاتها (اسماء الله الحسنى).
ولذلك اجدنى انظر الى السيد المسيح من وجهة نظر إسلامية فى الله ، فمعنى ان يكون هناك (إله حق من إله حق) تعنى ان المسيح كإله يسرى عليه نفس جوهر الإله وصفاته أى لم يقرر احد مصيره بل هو الذى يملك مصير نفسه ولا أرى هذا فى السيد المسيح (فقد كان يصلى للآب ويرجوه ويتضرع إليه وذكر أن الآب هو فقط الذى يعلم متى الساعة ) وهذا يتناسب اكثر مع مفهوم (كلمة الله) فالمسيح منسوب إلى الله مثل صفات الله وكلمة الله مخلوقة (نفترض جدلا انها مثل الكلام نطق به الله) فكما قال الله الكلمة كذلك خلق الله الكون ، اعتقد ان الاثنان صنع الله.
وعبارة (مولود غير مخلوق) لو نظرنا لها من خلال الله ، فعندما يكون هناك مولود لله ، فهذا يعنى ان الله اولا ثم شاء الله ان يكون له مولود (وحتى لو شبهنا الله بالشمس والمسيح بنورها) لأصبح النور صفة من صفات الشمس (وهذا حال كل الانبياء هم نور من الله).
اعود للصفات فى الاسلام فلو نظرنا الى آية (كتب على نفسه الرحمة) نجد ان الله هو الذى كتب صفاته على نفسه وقدرها (وهى ما يخصنا من الصفات ، فلا شك ان الله له من الصفات ما لا نعلمها) وبالتالى ارى ان صفات الله هو الذى خلقها وكتبها.
وهناك زاوية أخرى، فمعنى ان يقرر الله ان يكون له اقنوم الابن والذى هو مساوى لله فى الجوهر ، وننظر الى الكون الشاسع الذى به مليارات الكواكب والنجوم وكما تعلم حجم الارض بالنسبة للكون واعتقد ان الله قد أوقف إله أو أوقف نفسه من أجل ان ينزل الى هذه البقعة التى لا تساوى فى ملكه شئ ، لا استنكر الرحمة على الله ولكن أرى انه من الأكثر واقعية ان يبعث لهم نبى ولا أن ينزل متجسدا بنفسه ، فما هى الأرض التى تستحق تجسد الرب بنفسه او ارسال ابنه من اجلها.
كذلك هناك نقطة، اخرى فمن المفترض ان الله قدر كل شئ قبل خلق الكون ، ومن علمه المسبق انه سيخلق بشر يخطئون ولا يكفرون عن خطئهم ويقتلون الانبياء او يكذبونهم فيقرر الله ان يرسل نفسه او ابنه او اقنومه وهنا نجد ان ما سار مع ابنه هو ما سار مع الانبياء ولم يتحقق فارق كبير ولم تقم القيامة بعد ابنه بل استمرت الحياة على نفس منوال ما سبق (مؤمنون وغير مؤمنين) لذلك اتوقف ولا اجد اجابة ما الفارق بين ارسال باقى الانبياء قبل المسيح وبين تجسد الله فى المسيح (اقصد الفارق على سلوك البشر).
اقتباس:الروح القدس هو قوة الله الفعالة و الابن تجسد بعمل الروح القدس بمعنى ( تجسد بقوة عمل الله)
لا اجد خلاف فى المعنى بين الاسلام والمسيحية فالروح القدس هى قوة الله الفعالة فى المسيحية ، وجبريل الامين فى الاسلام وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه (ذو قوة عند رب العرش مكين) وكذلك (شديد القوى).
ولكن يختلف الاسلام عن المسيحية فى ما هية جبريل او روح القدس فهو فى الاسلام مخلوق من مخلوقات الله وفى المسيحية هو انبثاق من الله او هو الله.
والروح القدس له مع الجميع فى المسيحية اثر وكم من الانبياء أمتلؤا بالروح القدس وكذلك القديسيين ، لذلك اجد صعوبة فى احتياج (إبن الرب والذى هو إله حق من إله حق) لتأثير الروح القدس مثله مثل باقى الانبياء والقديسيين ولكن اقبل الفكرة على انه نبى يحتاج الى الروح القدس مثل كل الانبياء.
اقتباس:أما الجلوس عن يمين الآب فهو تعبير عن المساواة في القوة و القدرة و الكرامة لان اليمين هي الجهة التي تمثل قوة الانسان لانه يعمل بها أغلب أموره
لو كان المسيح لا يعلم متى الساعة فكيف سيعلم ما تخفى الانفس والسرائر ويحاسب الناس على اعمالهم ويزنها بالقسط ويعطى كل ذى حق حقه ، ولو كان الأبن هو اقنوم الله من اجل الارض وأهلها فما الحاجة ليظل الاقنومان منفصلان فى يوم الدينونة ، اعتقد انه يمكن تقبل ان يكون نبى وسيدين من اتبعوه ومن كذبوه مثل أى نبى. خاصة وان المسيح قال لتلاميذه (الحواريون) انهم أيضا سيكون لهم كراسى فى السماء ويدينون اسباط بنى اسرائيل.
ولكن عموما سعدت جدا بالحوار معك.
ولك منى خالص التحية.